مختارت من ديك الجن في الغزل الحكمة والخمر والشك باليوم الآخر:
2010-03-02
1- أبا عُثْمانَ مَعْتَبَةً وظَنّاً
وشَافي النُّصْحِ يُعْدَلُ بالأَشَافِي
2- إذا شَجَرُ المودَّةِ لَمْ تَجُدْهُ
سَماءُ البِرِّ أَسْرَعَ في الجَفَافِ
وقال:
3- وباكَرْتُ الصَّبُوحَ على صَباحٍ
يَلُوحُ من السَّوالِفِ والسُّلافِ
4- وعَذْراوَيْنِ مِنْ حَلَبِ الأَماني
أَدَرْتُهُمَا ومِنْ حَلَبِ القِطَافِ
5- أَدَرْنَا مِنْهما قَمَراً وشَمْساً
وشَمْسُ اللَّهِ مُسْرَجَةُ الغِلافِ
6- خُذِي حَلَبَ الحياةِ ولا تَبيعي
رَجَاءكِ بالمخافَةِ. لَنْ تَخافي
وقال:
7- هيَ الدُّنْيا وقَدْ نَعِمُوا بأُخْرَى
وتَسْوِيفُ النُّفُوسِ مِنَ السَّوافِ
8- فإنْ كَذَبُوا أَمِنْتَ وإنْ أَصَابُوا
فإنَّ الْمُبْتَلِيكَ هُوَ المُعَافي
9- وأَصْدَقُ ما أَبُثُّكَ أنَّ قَلْبي
بِتَصْديقِ القِيَامَةِ غَيْرُ صَافِ
وقال يتغزّل : [ من الكامل ]
1- وَمُمَشَّقِ الحَركاتِ تَحْسَبُ نِصْفَهُ
لولا التَّمنطُقُ مائلاً عن نِصْفِهِ
2- يَسْعى إليَّ بكأسِهِ فكأنَّما
يَسْعَى إليَّ بِدُرَّةٍ في كَفِّهِ([2])
وقال يتغزّل : [ من الخفيف ]
1- وعَزيزٍ بينَ الدّلالِ وبينَ الـ
ـمُلْكِ فارَقْتُهُ على رَغْمِ أَنْفي
2- لَمْ أَكُنْ أُعْلِمُ الزَّمانَ بحُبِّيـ
ـهِ فَيَجْني فيهِ عَليَّ بِصَرْفِ
3- صُنْتُ عن أَكْثَرِي هَواهُ فمايَعْـ
ـلَمُ ما بِي إلاَّ فُؤادِي وَطَرْفي([3])
قافية القـاف
وقال متغزلاً : [ من البسيط ]
1- عَلَّمْتِ قَلْبي وَجِيباً لستُ أَعْرِفُهُ
ما أُنكرُ القلبَ إلاَّ كُلَّما خَفَقَا
2- يا شَوْقَ إِلْفَيْنِ حالَ البَيْنُ بَيْنَهُما
فَغَافَصَاهُ على التَّوْديعِ فاعْتَنَقَا
3- لو كنتُ أملكُ عيني مابكيتُ بها
تَطَيُّراً مِنْ بُكائي بعدهُمْ شَفَقَا([4])
--------------------------------------------------------------------------------
-[1]-
المناسبة:
يبدو أن الأبيات جزء من قصيدة مشهورة لديك الجنِّ، فقد جاء في (ثمار القلوب ): ص 27. "عَهْدي بالأمير السيد أدام الله تأييدَه يُنشدني فائيّةَ ديكِ الجنِّ من أولها إلى آخرها، وهي فائقة رائقة، ومنها: (البيتان 4 ،5) ". كما جاء في (رسالة الغفران ): ص 446. " ورأى بعضُهم عبدَ السَّلامِ بنَ رَغْبَانَ المعروفَ بديكِ الجنِّ، في النّوم وهو بحُسْنِ حال، فذكر له الأبيات الفائيّةَ التي فيها :
هي الدُّنيـا وقد نَعموا بأخرى وتسويفُ النُّفوسِ من السَّوافِ
أيْ الهلاك. فقال: إنّما كنتُ أتلاعب بذلك ولم أكنْ أعتقده. " ا هـ.
التخريج :
* يبدو أن تمزُّقا شديداً أصاب هذه القصيدةَ المشهورةَ ،وقد تناثرت في بطون
= كتب التُّراث، وبروايات مختلفة، وقد اجتهدت في لَمِّ شَعَثِ ما وقعتُ عليه من أبياتها، ورتبتها في قطعة واحدة. وقد وردت في:
* خاص الخاص: ص 128. البيتان (1-2) (الثعالبي (عبد الملك بن محمد ). تح حسن الأمين. بيروت، دار مكتبـة الحياة، 1966م ). -نهاية الأرب: ج 3/98. البيتان (1-2 ). -التمثيل والمحاضرة: ص 99. البيتان (1-2 ). -الدرّ الفريد: ج 1/330. البيت (2 ). * المحبّ والمحبوب: ج 4/ 206-207. الأبيات (3-6 ).
-ثمار القلوب في المضاف والمنسوب :ص 27. البيتان (4-5). * ديوان المعاني:ج 2/251. الأبيات (7-9 ).
-فصول التماثيل: ص 155. الأبيات (6-9 ). مع خلاف في الترتيب، فقد جاء البيت (6) بعد البيت (7 ).
-تعريف القدماء بأبي العلاء: ص 125. البيتان (7-8 ). (تح مصطفى السقا وآخرون. القاهرة، الدار القومية للطباعة والنشر، 1965م ). -رسالة الغفران: ص 446. البيت (7). -الصاهل والشاحج: ص253. البيت (7) (أبو العلاء المعري. تح عائشـة عبد الرحمن. القاهـرة، دار المعارف، ط 6، 1977م ). الخصائص: ج 2/ 47. الشـطر الثاني من البيت (7 ). (عثمان بن جنـي. تح محمد علي النجار. بيروت، دار الهدى، ط 2، لا.تا ). وقد أوردها الديوان المطبوع مقطوعات مستقلة، وهي في: الديوان أ: ص 67 .البيتان (1-2) و: ص 66. الأبيات
(7-9). -الديوان ب: ص 175. البيتان (1-2) و الأبيات (7-9) مستقلّة.
-الديوان د: ص 98. البيتان (1-2) و: ص 99. الأبيات (3-6 ). و: ص 99-100. الأبيات (7-9 ).
الروايات:
1- في خاص الخاص: " بالأسافي " وأظنه تصحيفاً. -في نهاية الأرب
والديوان أ:
" وشَافِي النُّصح يُعْدَلُ بالأشـافي وليس القِدْرُ إلاّ بالأَثَافي ".
-التمثيل والمحاضرة: أورد (الثعالبي) البيت الأول مع شطر ثالث في معرض
= الاستشهاد بالأمثال السائرة للمُوَلَّدين وهي: وشـافي النُّصح يُعْـدَلُ بالأشـافي ومَنْ جَعل القَوادِم كالخَوافي
وليس القِدْرُ إلاّ بالأَثافي ". ا هـ. الأشافي: جمع أَشْـفِيَة، والأشفية جمع شِفَاء وهو الدَّواء .
2- الديوان ب، د: " لم يَجُدْهُ ". - في نهاية الأرب، والتمثيل والمحاضرة، والدر الفريد، " بِغَيْثِ البِرِ ". تَجُدْهُ: جادَ المطر: كَثُر. يشبه المودّة بشجر يحتاج إلى ماء العطاء الدائم. 3- الصَّبوح: شرب الخمر في الصباح. السُّلاف: الخَمْر. 4- في ثمار القلوب: " وصَفْراوين ". العَذْراوان: مثنى العَذْراء وهي الفتاة التي لم تتزوج بعد. حَلَب القطاف: عَصير العِنَب. 5- في ثمار القلوب: " أَدَرَّا مِنهما فَلَكاً وشَمْساً ". مسرجة الغلاف: لم تشرق بعد. 6- في فصول التماثيل: " أن تخافي ". 7- في فصول التماثيل ورسالة الغفران: " وتَسْويف الظُّنون ". - في تعريف القدماء: " هي الأُولى وقد نَعِمُوا بأخرى وتسويفُ الظُّنون من السَّواف " .
- في ديوان المعاني والديوان أ، د: " من السَّوافي ". - في الخصائص: " وتَسْويفُ العِدَاتِ مِنَ السَّوافي ". التسويف: الصبر والمَطْل. السواف: الهلاك.
8- في فصول التماثيل: " فإنْ أَخْطَوْا أَصَبْتُ وإنْ أصابُوا ". في تعريف القدماء: " فإنْ يَكُ بعضُ ما قالُوه حَقِّاً ". المبتلي: الله عزّ وجلّ. 9- القيامة: يوم بعث الخلائق للحساب .
-[2]-
التخريج :
* حلبة الكميت: ص 127 .( شمس الدين بن محمد النواجي. مصر، لا. نا، 1938م ). - الديوان ب: ص 176. - الديوان ج: ص 122. - الديوان د:
= ص 100.
الشرح:
1- مُمَشَّق الحركات: سـريعٌ، خفيف، وجارية مَمْشُـوقة: حَسَنة القَوام، قليلة اللَّحْم. التَّمَنْطُق: شَدُّ الوَسط بالمِنْطَقَة. 2- الدُّرَّة: اللؤلؤة الكبيرة. يشبه كأسَ الخمر بحبة اللؤلؤ الكبيرة .
-[3]-
التخريج :
* تاريخ دمشق: ج 42/243. - بغية الطلب: ج 9/ 4300-4301. - الديوان أ: ص 67. - الديوان ب: ص 180. - الديوان ج: ص 120. - الديوان د: ص 98.
الروايات والشرح:
1- في بغية الطلب: ص 4301. " وعَزِيز بينَ النَّعيم " والبيت مدوّر. العَزيز: القَويّ الغالب، وهو من أسماء الله الحسنى. على رَغْم أنفي مُكْرَهاً. 2- البيت مدوّر. بحُبِّيه: بحُبّي له. الصَّرف: نَوائب الدَّهر وحِدْثَانه. 3- البيت مدوّر. الطَّرْف: العَيْن .
-[4]-
التخريج :
* ديوان المعاني: ج 1/ 271. الأبيات الثلاثة. -مصارع العشاق: ج 1/114. البيتان (2-3 ). بلا نسبة. -شرح المضنون به على غير أهله. ص 300. البيت (3) (عبد الوهاب بن إبراهيم الخزرجي. بيروت، دار صعب، لا. تا ). والأبيات الثلاثة في: الديوان أ: ص 73. - الديوان ب: ص 182. - الديوان ج: ص 128. - الديوان د: ص 102.
الروايات والشرح:
1- الوجيب: خَفَقان القلب. 2- في مصارع العشاق: "حالَ النَّأْي، فَعَافَصَاهُ". في ديوان المعاني: " فَعَافَصَاهُ " وقد علّق د. شاكر الفحام في (مجلة مجمع دمشق) مجلد 66/ ج 4/ 713-714. على هذه الكلمة فقال: "لم أرَ في المعجمات التي أطَّلعتُ عليها صيغةَ (عَافَصَ ). وإنما ذكرت الأفعال: (عَفَصَ )و (أَعْفَصَ ) و( اعْتَفَصَ ). يقال: عَفَصَ يدَه: لواها. وعَفَصَ فلاناً: أثخنه في الصِّراع. والصواب (فَغَافَصَاهُ )، بالغين المعجمة. " ا هـ.
في الديـوان أ: " فَعَاقَباه " وهو اجتهاد من الجامعين، وقد تابعهما في ذلك الديوان: ب، ج، د. إِلفَين: مثنّى إِلْف وهو مَنْ يَأْنَس به الإنسان ويحبه من الناس. البَيْن: البُعد، والفِراق. غَافَصاه: يقال: غَافَصَهُ: فاجأه وأَخَذَه على غِرَّة منه. 3- الشَّفَقُ: الخَوف من الأمر. والمعنى أنه لم يستطع مَنْعَ عينِه من البكاء .
مختارات من ديوان ديك الجن الحمصي تحقيق مظهر الحجي
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |