صدر في فلسطين/ غزة المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر محمد عريقات التي نالت المركز الأول بامتياز في جائزة الشاعر العربي الكبير محمود درويش، والتي نظمت من قبل لجنة القدس عاصمة الثقافة العربية وشبكة الكتاب الفلسطينيين، وعريقات سبق له أن أصدر مجموعتان، هما "هروباً من الشعر (2006)"، والثانية "حين أمسك بالفرح (2008) ".

وفيما يتعلق بالجائزة، يقول عريقات: "بما أن الجائزة تحمل اسم الشاعر الكبير محمود درويش، فهذا يعزز لدي الالتفات إلى القضايا الإنسانية، وإلى الهم الجمعي بشكل أدق وأشمل وأكثر ضرورة مما سبق، بالإضافة أيضًا إلى حجم الجائزة المعنوي الذي يتمثل في كونها قادمة من فلسطين المحتلة، ومن غزة بالتحديد، في العام الذي اختيرت فيه القدس لتكونَ عاصمةً للثقافة العربية".

أرمل السّكينة.. مجموعة شعرية تحتشد بالإشارات الإنسانية، وتمثل قفزة نوعية في فضاء قصيدة النثر، تدل على براعة الشاعر في التقاط اليومي واشتباك الخاص بالعام.. إضافة إلى القدرة اللغوية الهائلة التي تدل على اتساع قاموس الشاعر وحجم اطلاعه وثقافته، وقدرته الفائقة على تشكيل الصور المتلاحقة في كل قصيدة من قصائد الديوان الذي يعد إضافة بارزة في الشعر الحديث.

ومن الجدير بالذكر أن الشاعر محمد عريقات من مواليد 1983 ينشر في الصحف والمجلات والملاحق الثقافية المحلية والعربية. يعمل مسؤول تطوير النصوص في المركز العربي للإنتاج الإعلامي نال جائزة وزارة الثقافة للإبداع الشبابي 2004 وشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية.

بعض من قصائد المجموعة

كلُّ مُغلقٍ وَجَعي ونقيضي المُلِحّ

وأنا العارفُ..

أهتِكُ أسرارَ الصَدَفِ وأفشيها

لا آبَهُ بالخَرَزِ يحملِقُ في شهوَةِ

الإنسان:

- أنا حَجَرٌ كغيري إنما تلكَ التواشيحُ

الخبيثةُ من قادت يديكَ وثمَّنت

ضَوئي..

أنا حَجَرٌ كغيري رغمَ شُحِّ سلالتي

في البحرِ وندرَةِ مُلاّكي على بَرٍّ

تحالفهُ الحُظوظْ.

وأنا العارِفُ..

لا همَّ لي ومهِمَّةً إلا المغاليقُ

أهتِكُ أقفالها..

باطِشًا بِيَدٍ من فضولٍ مَكامِنَ

ظَلماءَ تلتفُّ كالأفعوانِ في جُرْنٍ قديم،

شَهيقي يكمِشُ الأرض، وزفيري

ينفُخُها باكسجينٍ أزرَقٍ،

كلُّ مُغلَقٍ وَجهَتي،

فالأرضُ تحرُسُ بوّابَةَ الماوراء

بِنصٍّ تنزَّلَ،

يا لهذا القلب يحمِلُ ما يُصدِعُ

الجبلَ الصّلد!.

كلُّ مُغلَقٍ وجَعي ونَقيضي المُلحّ،

فالصناديقُ المُتَبرِّجَةُ لا تقوى على الكِتمانِ..

كلَّما خمّنتَ جوهَر