Alef Logo
المرصد الصحفي
              

الكناش / البدوية بنت هويان | نواف السعد |

2010-03-08


ذهبت الى ملتقى الثلاثاء في الأسبوع الماضي... ووصلت متأخرا، وهذه ليست عادتي، ولكن كعادة كويتنا الحبيبة الزحمة حتى في يوم الجمعة، فكيف في يوم عادي؟!، ووصلت وأنا أعرف انني سأستمع الى موضوع عن روائية من سورية، وكنت على موعد على حسب اعتقادي انني مع روائية لن تتكلم الا عن الرجل وظلمه أو الرجل وجبروته وغيرها من الأمور، وذلك كعادة بعض الروائيات اللائي جعلن البعض يرى ان هناك المرأة تكتب أدبا نسائيا يختلف عن الذي يكتبه الرجل، واعتقد أن هذا الأدب «النسائي» ضد للرجل، أو الذي تتكلم المرأة فيه عن مشكلاتها مع المجتمع والمطالبة بتحريرها، وعلى هذا يدور أكثر أدبهن، واعتقد ان من ينكر هذا الأمر عليه ان ينكر كثيرا من المسميات مثل الأدب السياسي والأفريقي أو العربي أو الأميركي أو أدب الرحلات وغيرها من المسميات، ولهذا أقول ان الأدب النسائي موجود بالمعنى الذي يفهم منه.
ولكن على عكس ما توقعت في محاضرة ملتقى الثلاثاء، وأنا أريد الكلام عن بنت هويان التي سحرتني في أسلوبها واحترمها لنفسها قبل كل شيء، بل اعتقد أنها مثل قليل من النساء اللاتي احترمهن لأنها تعلم أنها أنثى قبل كل شيء، وان لها وجوداً مثل الرجل، وتكافح مثله بل لعلها تكون أفضل منه، واعتقد أن قليلاً من النساء يفهم هذا الأمر، وهو أنهن كيان في هذا المجتمع له من الحقوق وعليه من الواجبات، ولهذا ترى بنت هويان البدوية أنها أحبت البداوة وعشقتها مثلما عشقت نفسها وعرفتها، واعتقد أن قليلا من الروائيات من تفكر بهذا الشكل، وهو حب اصلها ومعرفة انها ليست ندا للرجل، ولكنها هي وهو من اجل بناء هذا العالم، لكن بعضهن يعيش من اللحد الى المهد في صراع مع الرجل، ولهذا هي تقول: «عمق البداوة وحبها هو الشيء الذي رأته أوروبا عهد الأنوار في الشرق عبر رحاليها ومستشرقيها وأدبائها، الذين تجاهلوا المدن التي مروا بها وعندما عاينوا البدوي عن قرب، سموه اختصاراً بما لا يزال يعرف كمصطلح البدائي النبيل... وكوني ابنة هؤلاء البدو ومن صلبهم ورأيت سلبياتهم وايجابياتهم. وكبرت وأنا على يقين أن هؤلاء البشر الذين اشتهروا بمعايشتهم لثلاثة كائنات هي الجمل، والفرس، والصقر. كان لابد أن يتأثروا ويتلقنوا من طباع هذه الكائنات الفريدة»، هذا كلامها واعتزازها ببداوتها، ولهذا تحدثت في المحاضرة عن الصقر وحياته، وكيف يأكل... وانت تسمعها تحس انك لا تشاهد الا بنت من بنات الصحراء البدوية، تلك هي بنت هويان البدوية السمراء تلك هي من احيت فينا حب الصحراء، وبينت لنا خطأ من قال ان الرجل والمرأة يتصارعان، ولكنهما يصارعان الصحراء بجمال عشقهما.
بنت هويان -تلك البدوية -تفتخر دائما انها بدوية، وكانت تردد هذا الفخر كثيرا في المحاضرة، مع ان بعضهم يسأل: لماذا ترددها... أقول لأنها مثل ما قالت إن الكثير لا يعرف عن البداوة الا من خلال المسلسلات أو بعض الحوادث التي تختلف كل الاختلاف عن ما هو صادق في المرأة البدوية والرجل البدوي، ولهذا فان بنت هويان - تلك البدوية - رأت ان تبين للحضور ان المرأة البدوية ليست هي فقط ذات البرقع والنقاب، ولكنها البدوية الشامخة التي تحترم الرجل الذي يحترمها ويفهمها ولهذا تقول: «الرجل الذي لا يفهم غنج الأنثى بشكله الصحيح لن يكون صديقاً.
صديقي هو الذي يدللني، هذا ما تربيت عليه في بيتي فأنا مدللة أبي كذلك أعمامي وأخوالي، وكل الثقة في نفسي زرعها فيّ الرجال وليست النساء، أنا ضد الاسترجال، أنا مع الأنوثة الكاملة للمرأة، أنوثة الكعب العالي، تلك المرأة التي تسير وتسمع طرقة كعبها على الأرض، ان مشت فلتمش كذلك والا فلتحب أمام الرجل ما شاءت»، اعتقد أن مثل هذا الكلام هو الذي يريده الرجل اليوم من المرأة، أنا اسمعها وهي تتكلم عن حياتها في فترة من البادية تذكرت المرأة البدوية الشريفة التي يعتز الرجل البدوي.
لينا الحسن... هي تلك البدوية بنت هويان، وتقول: «هويان بمعنى الهوى أي العشق وهو اسم ابيها بمعنى عشقان، فكيف لا تتحدث عن العشق»، هي الروائية صاحبت الرواية «بنات نعش» ورواية أخرى اسمها «سلطانة الرمل» جديدة، ليناالحسن روائية سورية تعلمنا في روايتها كيف نحب ونفهم البادية، ويكفي ان أقول انها في المحاضرة...
أوضحت الكاتبة سعداء الدعاس انها ليست من محبي أمور البداوة من المسلسلات والشعر وغيرها من الأمور، ولكنها أحبت اليوم البداوة من خلال الكاتبة لينا الحسن، وفي النهاية أقول: لقد كتبت لينا هويان الحسن- تلك البدوية- في روايتها اهداء وهو أجمل اهداء وأعظم اهداء في مقدمة احدى روايتها: «الى شم الأنوف من الطراز الأول»، هذا كان اهداؤها لهم ولمن ترى أنهم شم الأنوف، والرجال الذين شملهم حبها من الطراز الأول وهم البدو، الذين كافحوا هم ونساؤهم من اجل البقاء، فمثل هذه المرأة يحترمها الرجال ويرفعون العقل احتراما لها ويصدرونها المجالس مثل ما كان العرب يفعلون.
وأخير... أقول ان لينا الحسن.. تلك البدوية والكاتبة، تروي في روايتها «سلطانة الرمل وبنات نعش» حياة العشق والحب في صحراء سورية وبدوها، وتريد أن تبيّن ان البداوة تعرف الحب والعشق وأكثر من هذا مثلها مثل الحاضرة بل افضل قصص الحب هي من البادية، لينا الحسن التي اعتزت بالبادية... كان سبب اعتزازها اعتزاز أبيها بها واعتزازها بأبيها، وأعمامها وأخوالها، تلك هي بنت هويان البدوية الروائية، ولا انسى الشكر لمحمد النبهان هذا الرجل الذي يتعب من اجل ملتـقى الثـــــــلاثـــــــاء ويعتـــــــز به كــــــــــثيرا.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow