خاص (ألف)

النبوةُ في مقهى المدينة الجامعية

بنهودِهِنَّ العاليةْ

بثيابِهِنَّ

خصورِهِنَّ

بحمرةِ الشَّفتينِ بالإغراءِ

يعقدنَ القرانَ على شعاعِ ظهيرةٍ

ينسلُّ بينَ نوافذِ المقهى

فيولدُ قصرُ رومٍ من ذَهَبْ

وممالكٌ زالتْ

بناتُ دمشقَ يضحكُ في نحولِ كلامِهِنَّ الماءُ

يرقصُ بالصدى في بركةٍ للقصرِ

أمَّا الأغنياتُ الصاخباتُ أساوِرٌ

شاعتْ على أيديْ الوصيفاتِ

الـ تُهَيِِّجُهُنَّ من شَبَقٍ أياديْ الخادمينَ بظلِّ أروقةِ العنبْ

ماليْ برومِ الأمسِ!

ما ليْ بالقصورِ وبالممالكِ!

إنَّ شهوَتَهُنَّ

بْلُوْتُثَ الجوالِ

فينيقَ العيونِ مع العيونِ وحُرْقَةَ الأفخاذِ

أنَّاتِ النهودِ حضارةٌ أخرى

وليسَ هناكَ مرسالٌ يجيءُ مُحَمَّلاً بنبوَّةِ العُربانِ من شبهِ الجزيرةِ

فالنُّبُوَّةُ ها هُنَا حَكْرٌ بأجسادِ اللهَبْ

وأنا النبيُّ الحُرُّ في مقهى المدينةِ

يا دِمَشْقُ مُجَسَّدَاً بأبيْ لَهَبْ

مزحُ رفاق

كانَ مزحَ رفاقٍ على ضِفَّةِ النهرِ

قالَ أحبُّ من العصرِ صمتَ الدواليْ

تشابهُ شعركِ حينَ تصفِّينَ طقمَ الفناجينِ في موعدِ الشايِ

قالتْ:أنا هكذا!

-بل وأكثرَ

هذا القرنفلُ في جانبِ النهرِ؟

ليسَ سوى ما يجودُ به صحوُ خديكِ

حينَ تغرِّدُ أنداؤُهُ

-ما بكَ اليومَ؟ُما كُلُّ هذا؟!

كفاكَ كفاكَ

لعلّكَ لمْ تلقَ أنثى لتسكبَ في مزهريتها وردَ هذا الكلامِ

ولكنَّهُ يارفيقيْ كلامٌ جميلْ

قالَ:نخلُ الحديقةِ جدَّ طويلٌ كظلِّكِ

قالتْ:أبيْ بيدٍ يتسلَّقُ نخلَ حديقتنا

قال:بينَ السطوحِ أكشُّ الحمامَ ليسكنَ نخلَ حديقتكمْ

-حينَ يمسكُ سلمَ تلكَ السطوحِ أبيْ

سندسٌ في جفونِ التفاتتها شائعٌ بينَ عشبِ الحنانِ وخبثِ الجداولِ...

أنتَ تحبُّ النخيلْ؟

-لو سمعتُ به الموجَ في الريحِ

يشبهُ رفَّ عيونِكِ في نبضِ صدريْ

ومرَّ سحابٌ من الياسمينِ على قَدَمَيْ حيرةٍ وانتظارٍ

تهدهدُ كلتاهما صفحةَ النهرِ كالبندولْ

ولماذا سكتَّ؟

زعلتَ؟

-سأرضى بقبلةْ

-غليظْ(باسمةْ)

كان مزحَ رفاقٍ على ضفةِ النهرِ وافترقا

دونَ أنْ يدريا

غَرِقَا

لا لزومياتْ

لا لزومَ لخابيةٍ

حينَ نملكُ كأساً بجانبِ نهرِ النبيذْ

لا لزومَ لكأسٍ إذا غَرَفتْ كفُّنا

لا لزومَ لكفٍّ

إذا ما الشفاهُ دنتْ كالعصافيرِ من نهرنا

لا لزومَ لهذيْ الشفاهِ إذا النهرُ حَلَّ بنا

عمر سليمان

[email protected]

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف