حنان قصاب حسن في لقاء حول احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية
2008-01-06
احتفالية دمشق عاصمة للثقافة بداية الطريق أمام الاهتمام بدمشق بشكل دائم
• لم يعد أمام المرأة أي معوقات لتكون في أي مركز
• توصيفي أمينا عاما لاحتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية وضعني أمام مسؤولية كبيرة
المعهد العالي للفنون المسرحية بيتي القديم•
حنان قصاب حسن أول امرأة في سورية تتسلم عمادة المعهد العالي للفنون المسرحية وسميت مؤخرا أمينا عاما لاحتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية، هذه المرأة التي نشأت في كنف والد كان من أوائل المتنورون والتقدميين في دمشق ما عكس شخصيته على بناته الثلاث ومنهن حنان، نجاة قصاب حسن المحامي المختلف والرجل المختلف والاب المختلف، بدأ الحوار بها وانتهى به دون أن تشعر أي منا أن لوجوده سطوة حتى بعد غيابه.
• كيف تم اختيارك لتكونين أمينا عاما لاحتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية، وكيف كان وقع خبر هذه التسمية عليك؟
في العام الماضي تشكلت لجنة عليا تضم مجموعة من المثقفين لمناقشة الخطوط العريضة لما يمكن أن تكون عليه الاحتفالية واستمرت الاجتماعات لعدة أشهر انتهت بوضع تصور مبدئي عن الاحتفالية وكيفية وما يمكن عمله بها، وكنت أنا ضمن هذه اللجنة، وشيئاً فشيئاً تحول دوري إلى منسقة بين كل المسؤولين للخروج بصيغة متكاملة وموحدة عن العمل، وأفترض أنه من الطبيعي أن أستمر بهذا الدور الذي هو تنظيمي بشكل أساسي، بعد ذلك صدر القرار بتسميتي أميناً عاماً للاحتفالية وبوضع إطار تشريعي وتنظيمي لآلية عمل هذه الأمانة العامة كجهة ما بين وزارية بمعنى أن العمل يهتم بالتشاور مع وزارة الثقافة بشكل رئيسي ووزارة السياحة ووزارة الادارة المحلية ومحافظة دمشق وبالطبع هناك الوزارات الأخرى التي سيكون لها دورهام في الاحتفالية مثل وزارة التربية والمغتربين بمعنى آخر ونظرا لأن كل الوزارات معنية في هذه الاحتفالية كان من الضروري ايجاد جهة وسطية بين هذه الوزارات وكنت أنا الشخص المناسب لذلك، أما كيف تلقيت الخبر فإن انفعالي كان كبيراً وسعادتي عارمة مع كثير من الخوف لمعرفتي بحجم المسؤولية التي أنيطت بي، ولكن وضوح المشروع في ذهني وتلاقيه مع حلم قديم لدي وهو إفساح المجال للشباب وتشجيع طاقاتهم الإبداعية، قبلت المسؤولية بصدر رحب لأن هذه الاحتفالية ستكون البوابة التي سنطل منها على عالم الشباب والتي سيطل منها الشباب على العالم، لذلك فإن الجزء الأكبر من النشاطات ستكون موجهة للشباب وجزءاً كبيراً من موازنة الاحتفالية سيكون من نصيب مشروعات الشباب.
• ما هي التصورات التي وضعت للاحتفالية وكيف سيتم العمل وفقها؟
التصور المبدئي كان تحديد محاور هي محاور الثقافة وما تضمه من أدب وإصدارات وندوات ومسرح وسينما وموسيقا، إضافة إلى الاهتمام بمدينة دمشق القديمة وما تمثله في التاريخ وعرض لآثارها.
ضمن هذه المحاور توجد فعاليات سورية يتم انتقاءها لهذه المناسبة وفعاليات عربية سيتم استضافتها من خلال أسابيع ثقافية خاصة بكل بلد عربي وفعاليات عالمية ستأتي إلى دمشق للتركيز على دور دمشق كمنصة، ومنبر، ومصب، ومكان تقابل لهذه الثقافات جميعاً، ومن ثم إعادة إطلاقها كما كانت دمشق دائماً منذ فجر التاريخ، بهذا المعنى فإن الفعاليات الأجنبية سيتم استغلال وجودها معنا لإقامة ورشات عمل ومحترفات مع فنانين سوريين شباب مما يعطي لهذه الاستضافة طابعاً تنموياً له علاقة بالتأهيل والتدريب، من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين في كل الميادين الموسيقية والأدبية والمسرحية وستكون هذه الاستضافات من كل أنحاء العالم هذه المرة لأننا نركز دائماً على الفرق الأوروبية أما ما أبتغيه أنا شخصيا هو الانفتاح على ثقافات لم تكن واضحة لنا من قبل في سورية ولم يتم التواصل معها سابقا، لذلك قمنا بالاتصال مع فرق أفريقية والتنسيق مع فرق أميركية لاتينية وآسيوية.
دمشق في عيوني
• هل ستهتم الاحتفالية بأماكن معينة من دمشق، أم أن هناك توجه لاشراك كافة المناطق الدمشقية بالاحتفالية، وما هي الفعاليات والمبادرات التي سيتم التركيز عليها في الاحتفالية، وهل سيكون الرابط بين المدينة والنشاطات الثقافية مقتصرا على الاحتفالية؟
مع تشكيل الأمانة العامة بدأنا نبلور تصوراً يربط الفعاليات الثقافية بالمدينة بجميع أحيائها ومناطقها، ويربط الثقافة بجميع شرائح المجتمع، ويعطي للثقافة منظوراً تنموياً يندرج في إطار الاستمرارية بمعنى أننا سنطلق مبادرات لمشروعات تستمر حتى بعد نهاية الاحتفالية مثل تقديم منح إنتاجية على الصعيد الثقافي والمسرحي كإطلاق مبادرة حفظ الأرشيف السمعي البصري، وهو نقل جميع المواد الموجودة في حوزة التلفزيون السوري إلى ديجيتال لحمايتها من التلف، وكل ما أنتجه التلفزيون من دراما خلال الأربع عقود الماضية.
كما نطمح إلى ترسيخ مبادئ العمل التطوعي في مجالات البيبئة والخدمة الاجتماعية وإطلاق مبادرات لتشجيع المطالعة لدى الأطفال وتشجيع إبداعاتهم الكتابية والفنية، فمثلاً سنعلم الأطفال كيفية تصوير أفلام فيديو سنعرضها أمام الاحتفالية وذلك سيكون بالاتفاق مع منظمة طلائع البعث واليونيسيف لشراء آلات فيديو وكاميرات تصوير فوتوغرافية وتوزيعها على المدارس في الأحياء المحيطية وتدريب الأطفال على استعمالها لتصوير أفلامهم الخاصة عن المدينة وسيكون اسم هذه المبادرة (دمشق في عيوني)، وبالطبع سيكون هناك ورشات تدريبية على الكتابة والرسم العادي ورسم الرسوم المتحركة، وبالطبع ستكون هذه الفعاليات من نصيب المدارس الحكومية في المناطق الشعبية هذه الفعاليات هي ما أضيف إلى الاحتفالية بعد تسلمي أمانتها العامة بالإضافة لأشياء كثيرة أخرى ما زال الوقت مبكراً للحديث عنها.
• دائما تكون المسائل المالية والمخصصات هي العائق الأكبر أمام العمل، فهل هناك أي عائق من هذا النوع أمام عملك؟
بالعكس تماما فقد أعطانا القرار الجمهوري صلاحيات مالية واسعة لتسريع آلية التنفيذ ونحن الآن بصدد حساب الموازنة التقديرية التي سنطلب أن تكرس للاحتفالية، ولكن إلى الآن لا نملك قرشا واحدا، ما عدا قرار وزارة الثقافة الذي يضمن تحويل مبلغ 30 مليون ليرة سورية إلى صندوق الاحتفالية بمجرد فتح حساب خاص بنا، وقد طلبت أن يكون هناك هيئة رقابة مالية لضمان الشفافية والدقة في الحسابات وتوزيع الموازنة المخصصة لنا بشكل متكافئ ودقيق على جميع الفعاليات، لأن لدي صلاحيات كبيرة تجعلني حريصة أكثر على أن تكون هناك شفافية كاملة في كل قرش يصرف في هذه الاحتفالية إضافة إلى حرصي الكبير على أن نتوصل لتحقيق أفضل الفعاليات بأقل قدر من التكلفة مع إعطاء الأولوية للمشاريع الصغيرة غير المكلفة والتي تحمل بعداً يطال شريحة واسعة من الشباب وستكون بالغالب المشاريع التي تتطلب نفقات قليلة، فنحن لن ننتج أفلاماً سينمائية روائية مثلاً، ولا مسلسلات تلفزيونية ولا أعمالاً استعراضية كبيرة، ولكن بالمقابل وعبر المنح الإنتاجية سننتج أعمالاً فنيةً للشباب، تعطي فكرة عن إبداعاتهم، (كالأفلام القصيرة ، أو الأفلام الوثائقية،أو أفلام رسوم متحركة، مسرحيات، موسيقا، كتابة،...إلخ).
• ألا تستحق دمشق برأيك هذا الاهتمام في كل الأوقات وليس فقط بالمناسبات؟
قد تكون 2008 بداية لشكل تعاون آخر مع المدينة، وبداية للتفكير والخصوصية العمرانية لها، وبداية للتفكير ببناء علاقة جديدة بين الثقافة وبينها، لأن مدينتنا ممكن أن تتحول بشوارعها وساحاتها وأزقتها إلى صالة عرض حية، ويومية للنتاج الثقافي، وهذا لا يرتبط بعام محدد، أو بتسمية محددة لأن دمشق أكبر من كل التسميات.
دور المرأة
• أنت الآن عميدة للمعهد العالي للفنون المسرحية وأنت أول امرأة تتسلم عمادته منذ تأسيسه كيف ترين هذا الأمر، وهل ترين أ، نظرة المجتمع اختلفت للفتاة التي تدرس التمثيل؟
لم يكن تعييني كعميدة للمعهد العالي للفنون المسرحية غريباً بالنسبة لي، وقد كنت من المؤسسين لقسم النقد فيه، وكنت وكيلة للمعهد وساهمت في وضع مناهجه، فأنا أعرف المكان بشكل جيد منذ عام 1985، أعرف الأساتذة والعاملين ، فكان مجيئي كمن عاد إلى بيته القديم، أما بالنسبة لتغير النظرة للفتاة التي تدرس التمثيل فأعتقد أن هذه النظرة بدأت بالانحسار منذ الستينيات ومع تأسيس وزارة الثقافة، واستلام إدارات الفنون من قبل مثقفين بدؤوا يشجّعون بناتهم على العمل في المسرح والتلفزيون، أصبحت النظرة لهذا العمل أكثر إيجابية، ومع تأسيس المعهد وربط المسرح بشهادة أكاديمية لم تعد هناك أية مشكلة بدخول الفتيات الى المعهد لدراسة التمثيل والنقد، والدليل على ذلك أنه في بدايات المعهد كانت تعطى الطالبات رواتب لتشجيعهن على الانتساب، أما اليوم فبدون رواتب وعدد الطالبات يفوق عدد الطلاب.
• هل تعتقدين أن المرأة اليوم استطاعت أن تثبت أنها قادرة على تحمل كل المسؤوليت مهما بلغت درجة هذه المسؤولية؟
أنا شخصيا لدي قناعة راسخة بأن المرأة ديناميكية أكثر من الرجل،وهذا ما يخولها أن تثبت جدارتها في شتى الميادين لأنها قادرة على التنسيق بين كل الاعمال التي تقوم بها دون أن تقصر بأحدها، فأنا مثلاً يبدأ يومي من السابعة صباحاً وينتهي في الثانية ليلاً، فأنا أدرّس في قسم اللغة الفرنسية مادة تاريخ الفكر والحضارة، ومادة الأدب العالمي، إضافة إلى أني عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية وأدرّس فيه مادة المسرح والعلوم الإنسانية، وفي الوقت نفسه أشرف على رسائل الدكتوراه في الجامعة اليسوعية في بيروت، وأعمل في الترجمة الفورية والآنأنيطت بي مهمة جديدة، أن أكون أمينا عاما لاحتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية، وأنا بصدد التحضير لزفاف ابني وابنتي هذا الصيف. وأعتقد بأنني لا أقصّر بأي مهمة من هذه المهام.
لذلك أرى أن المرأة قادرة على اثبات وجودها من خلال مهنيتها وعملها الجاد ووعيها لحجم المسؤوليت المناطة بها.
• هل ترين أن المرأة في سورية استطاعت أن تأخذ حقوقها أم أن هناك فجوات ما تزال الى التعديل في القوانين الخاصة بالمرأة؟
في الماضي كانت المرأة تستطيع أن تنال حقوقها بطريقتها، إذ كانت توحي بأنها تابعة للرجل وهذا هو الإيحاء السائد، ولكنها في الحقيقة كانت صاحبة القرار في منزلها وكانت مكانتها معزّزة في العائلة، أما اليوم فقد حصلت المرأة على جزء كبير من حقوقها السياسية والمدنية ولكن لا زال هناك بعض التقصير بما يتعلق بالجانب الاجتماعي، فهناك قوانين مجحفة في حقها كقانون الحضانة، والقانون الذي لا يزال يمنعها من تسفير أطفالها معها الا بموفقة والدهم، اضافة الى أنه لا يحق لها أن تمنح جنسيتها لأولادها، هذه القوانين كلها لم تتطور بالسرعة نفسها التي تطورت فيها المرأة.
• كيف تنظرين للمعوقات التي تقف في وجه المرأة في الوصول الى المراكز القايدية في عملها؟
أنا شخصيا لم ألحظ أي من هذه المعوقات التي تنوهين اليها، فلا شيء يمنع المهندسة المتفوقة في عملها لأن تكون مديرة مشروع، ولا المخرجة من اخراج أعمال هامة ومتميزة، و حتى الوزيرة أو السفيرة، لا أعتقد أن شيئا وقف في طريق نجاحها، فعندما يكون معيار الكفاءة متوفراً لا أظن أن هناك من يعترض على أن يكون صاحب الكفاءة امرأة لا على مستوى الرؤساء ولا على مستوى المرؤوسين لأن طبيعة الشعب السوري طرية ومهذبة، فلا أعتقد أن هناك من يرفض الأمر لأن من تعطيه امرأة، و يبقى دور المرأة نفسها بأن تطالب بحقوقها وأن تثبت مكانتها من خلال الكفاءة وأن تفرض نفسها ومهنيتها على المحيطين بها في العمل.
• والدك المحامي المعروف نجاة قصاب حسن، وكلنا يعرف ما حمله هذا الرجل من أفكار وتصرفات ميزته عن أبناء جيله، كيف أثرت شخصيته عليك بشكل خاص؟
كنا ثلاث بنات فقط، وعندما كنّا صغاراً نلنا تربية أراها الآن مع البعد الزمني كم كانت متميزة، تربية قدمت لنا العالم منتقّى عبر فلتر كان كأنه يمرّر إلينا الدنيا بالقطّارة، دون أن يصل ذلك إلى حدّ الإقصاء عن المشكلات أو وعي أبعادها الاجتماعية والاقتصادية، ففي كثير من الأيام كنا نستيقظ في الصباح لنجد في بيتنا امرأة غريبة لجأت إلى والدي المحامي لينصفها من زوج ظالم، أو أخ طامه، وكانت تبقى عندنا أسابيع فنعي مشكلتها بتفاصيلها، أي أننا لم نكن نرى العالم وردياً، ولكن بالوقت نفسه كان لدينا شعور أن هناك دائماً من يحمي ومن ينصف ومن يساعد؟ وكنا ندرك أن على الإنسان ألا يقف سلبياً تجاه المشكلات لأنها موجودة في الحياة ولكنه يجب أن يعرف كيف يتعامل مع المشكلة؟ كان العالم يمر إلينا ويدخل إلى منزلنا عبر مصفاة الذوق فلا نرى من الأفلام إلا ما كان ممتازاً، ولم نسمع من الموسيقا إلا ما كانت رفيعة، ولا نقرأ من الأدب إلا ما تكرّس كروائع.
لذلك أرى أن هذا أثر على ذائقتي الفنية فأصبحت عالية لدينا جميعا ، فإلى الآن أنا مثلاً، لا أقبل اي إسفاف بأي شيء، ولا أتحمل التفاهة، بالإضافة إلى شيء مهم جداً، وهو احترام الوقت، لم نكن نمضي دقيقة دون استغلالها بشيء مجدي، وكان أبي وأمي يتفقان على تعليمنا أن الراحة هي الانتقال من عمل إلى عمل آخر، لأن كل دقيقة تمر بلا جدوى، هي خسارة وأن كل عبء يمكن أن يتحول إلى متعة إذا عرفنا كيف نتعامل معه، فمثلاً ترتيب البيت كان مصحوباً بأغنية ألّفها والدي خصيصا لهذه الغاية، فتعودناه وألفناه منذ الصغر، وأصبحنا نساعد والدتنا بكل محبة ودون أي تذمر أو إحساس بالتعب. حتى للضجة عندما كنا نلعب كان أبي يسكتنا بأغنية نغنيها جميعنا بصوت منخفض (صه صه يكفي ضجة).
كنت أؤمن بأن خيارات والدي هي الصواب، وأن كل ما يقوله ويفعله هو الصحيح، أهم تركة تركها لي هي الشعور بالأمان، كان شعوري أن لدي والد يملك كنزاً، وهذا ما خلق لدينا جميعنا شعوراً بأننا لم نعان من أي خطر، وبالوقت نفسه كنا نتأقلم مع الحياة، ففي أيام المآزق المالية كنا نشتري الثياب من سوق الحميدية، وفي أيام الرفاهية كنا نشتريها من أفضل محل في دمشق لثياب الأطفال، وأيضاً لم نكن نشتري ألعاب أبداً، كان لدينا كتب وفقط كتب، وكان والدي يقول لنا اخترعوا ألعابكم، المخيلة تكفي، وذلك لحمايتنا من العالم الاستهلاكي، كنا نرسم ونلوّن ونعزف الموسيقا، وبالطبع لا أنكر دور والدتي أمينة عارف الجراح، التي كانت من أوائل النساء السوريات اللواتي حملن فكر المساواة والحرية، فقد شاركت في عام 1949 في أول مؤتمر نسائي عقد في آسيا وآفريقيا، وكانت من أوائل المعلمات في سورية، كما أنها ألّفت كتابين في آخر حياتها، كانا بمثابة مذكرات عن عملها في المجال السياسي، والتعليم وقد لاقوا انتشاراً كبيراً وكانت صديقة لكثير من الأدباء، فقد كانت تقرأ كتبهم وتعلّق عليها كتابة وكانوا مهتمين جداً أن يقرؤوا تعليقها لأنه كان نقداً حقيقياً لكتاباتها.
علاقة والدي بوالدتي أعطتني مثالاً ونموذجاً لأي علاقة ناجحة بين زوجين، أصبحت أرى أن الزواج الناجح لا بد أن يكون كزواج هذين الشخصين.
• هل تعتقدين أن الزواج يعيق تطور المرأة ونجاحها أم أن الأمر مناط بالزوج الذي يرافقها؟
في زواجي كان شرطي الوحيد والملحّ أن أكمل دراساتي العليا، وبالفعل بعد أن تزوجت وأنجبت طفلي الأول عمر، نلت منحة لمتابعة الدراسة في فرنسا وكنت أتردد في قبولها، لكن زوجي ذكّرني بحلمي القديم وأصرّ علي أن أحقّقه فسافرت إلى فرنسا وتابعت دراسة الدكتوراه بعد أن تركت زوجي وابني بعهدة والدتي، كنت أمضي الوقت بين فرنسا ودمشق، وهم أيضاً يذهبون، فأمضينا سبع سنوات في حالة تنقل دائمة بين عاصمتين ساهمتا في رسم شخصيتي من الداخل، وفي إعطائي تجدد لحياتي الزوجية في بدايتها، مما أعتبره قد أنقذني من صعوبة السبع سنوات الأولى من الزواج بحسب آراء المختصين. وأنجبت ابنتي أيضاً خلال هذه الفترة من السفر والتنقل، وأعتقد أن لا شيء يعيق تطوّر المرأة ونجاحها إذا كان معها زوج يقف إلى جانبها، فأنا قبل أن أحصل على الدكتوراه مختلفة عن أنا بعد الدكتوراه، فقد لاحظت على نفسي تبلور شخصيتي وثقتي بنفسي إضافة إلى أنني امتلكت الثقة العلمية بمعلوماتي وأصبح لدي احتكاك أكثر بالبشر من جنسيات مختلفة، إضافة إلى أن تجربة السفر والاعتماد على النفس تصقل الشخصية وتلعب دوراً كبيراً في توسيع الآفاق.
مزن مرشد: ( كلنا شركاء ) 2/1/2008
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |