الملاك المُتطّفل/ للكاتب: فلويد ديل / ترجمة:
2010-03-23
خاص ألف
الشخصيات:
§ الشرطي
§ الملاك
§ جيمي بيندلتون
§ أنابيل
)ساحة واشنطن تلمع تحت ضوء القمر، مجموعة من قرويي غرين ويتش يمشون بسرعة إلى برفورت قبل أن تغلق أبوابها، بينهم شرطي نَعس يقف فجأة عندما يرى ملاكاً ظهر من لا مكان، يرتدي عباءة لماعة و جناحان أبيضان كبيران)
الشرطي: هييي أنت!
الملاك: (يستدير بغطرسة) سيدي! هل تخاطبني؟
الشرطي: (بصرامة) أجل ولدي مزاج جيد لتوقيفك
الملاك: (متفاجئاً و ساخطاً) يا لك من مضياف! أهذه طريقة تعامل بها الضيوف؟
الشرطي: ألا تعلم أنك تخالف قانون نيويورك بعبورك شوارعها بهذا الزي التنكري؟
الملاك: لا لا أعلم، فكما ترى وصلت للتو من الجنة
الشرطي: واضح (يمسك ذراعه بلطف) أترى يا رجل؟ كنت تشرب الكثير من تلك الكؤوس اللاذعة، من الأفضل أن تركب سيارة أجرة و تذهب للبيت
الملاك: ماذا! بهذه السرعة؟
الشرطي: أعرف كيف تشعر، فقد خبرت ذلك من قبل، لا أستطيع أن أتركك تتسكع هكذا في الجوار
الملاك: (ينسحب بعيداً) سيدي أنا لا أتسكع، إنني هنا لمسألة هامة جداً ، و أطلب منك ألا تعيقني
الشرطي: (بشك) ليس بهذه السرعة، أيها الصبي المتأنق ، أي عمل لديك في هذه الساعة المتأخرة .. أخبرني؟
الملاك: لا أمانع إخبارك، المسألة تتعلق بالفاني جايمس بيندلتون
الشرطي: (بلطف) أها، أنت إذاً صديق لجيمي بيندلتون، أليس كذلك؟
الملاك: ليس تماماً .. بل ملاكه الحارس
الشرطي: حسناً، يا للإيمان، يحتاج لأحدهم، تعال معي، سأوصلك سالماً لبيته
الملاك: شكراً ، إذا كنت لا تمانع أفضل الذهاب لوحدي (يغادر)
الشرطي: إذاً تصبح على خير
(يراقب الشرطي الملاك بكسل و هو يغادر، ثم يحدق بدهشة عندما يفرد جناحيه و يحلق عالياً إلى أعلى قوس واشنطن، يقف للحظات هناك ثم يحلق مرة أخرى في الهواء، نشاهد الملاك يندفع نحو أعالي البيوت المجاورة و نحو الشمال الشرقي، يهز الشرطي رأسه في حالة من الرفض و الاستنكار)
(يرقد جيمي بيندلتون نعساً على كرسيه قرب موقد النار في شقته في واشنطن ميوز، رواية فرنسية ذات غلاف أصفر قد سقطت على الأرض من أعلى ركبتيه و هو كتاب لأناتول فرانس "ثورة الملائكة"، تقف حقيبة سفر بالقرب من كرسيه حيث سيذهب جيمي حتماً في رحلة ما)
(تُسمع صوت دقات ساعة، يستيقظ جيمي)
جيمي: يا له من حلم غريب (ينظر إلى ساعته) الثانية عشرة، وجب على السيارة أن تصل الأن (يسحب بطاقتان من جيبه، ينظر إليها ثم يعيدها)
يذرع المكان جيئة وذهاباً بعصبية و يتمتم لنفسه أحمق .. غبي .. أبله (وهو على عكس ذلك تماماً، فجيمي وسيم جداً، في الأربعين من عمره، ينطلق صوت نفير سيارة هائل فيقوم بحركة عصبية) تأخرت جداً! وصلت السيارة (يقف متردداً وسط خشبة المسرح، قرع عنيف على الباب) أجل أجل (يتحرك نحو الباب، يُفتح الباب فجأة و تدخل سيدة جميلة، يحدق جيمي بها مدهوشاً)
جيمي: أنابيل
(أنابيل سيدة شابة صغيرة الحجم ، نكدة، شفتاها مقلوبتان كبرعم الزهر ومصبوغتان باللون الأحمر، لديها عينان زرقاوان فاتحتان و مدورتان)
أنابيل: أجل إنها أنا (هناك لثغة صغيرة في كلامها) مللت الانتظار، وجدت الباب مفتوحاً فدخلت مباشرة
جيمي: حسناً!
أنابيل: (مجروحة) ألست سعيداً برؤيتي؟
جيمي: بلى سعيد، لكني اعتقدت بأننا سنتقابل في المحطة
أنابيل: كنّا
جيمي: ألم تغيري رأيك؟
أنابيل: لا...
جيمي: إمم... جيد
أنابيل: لكن...
جيمي: أجل-؟
أنابيل: كنت أتساءل (تذهب إلى الكرسي قرب الموقد)
جيمي: تتساءلين ... حول ماذا؟ (ينظر إلى ساعته)
أنابيل: الحب
جيمي: حسناً ... (يشعل سيجارة) إنه موضوع قد يثير حوله العديد من التساؤلات، أنا نفسي تساءلت عنه
أنابيل: هكذا فقط – تتكلم بسخرية عنه، أعتقد بأنك لا تحبني أبداً
جيمي: هراء! بالطبع أحبك
أنابيل: (بحزن) لا ... لست كذلك
جيمي: (بغضب) لكني أقول لك بأني أحبك
أنابيل: لا ..
جيمي: طفلة غبية
أنابيل: حسناً دعنا لا نتشاجر حول ذلك، لنتكلم عن شيء أخر
جيمي: (بحرقة) ماذا تسمين هذا الجنون إن لم يكن حباً؟ ماذا تظنين اندفاعي نحو الهروب اللاعقلاني إذا لم تكن تلك العاطفة اللاعقلانية؟
أنابيل: ليست هذه طريقتي في الحب
جيمي: إذاً لم تأتين معي؟
أنابيل: ربما لن أذهب
جيمي: بل ستذهبين، إنها حماقة و جنون وخبث لكنك ستذهبين (تبكي بحرقة) إذا كنت لن ... منذ عشر دقائق مضت كان كل شيء على مايرام وبخير وسلام، هل أطلب لك سيارة أجرة؟ (تهز رأسها) لا ، توقعت ذلك، أوه إنه الحب اتفقنا... انطونيو و كليوباترا يعرفانه في " فصل الإنسان" بالرومانسية ..الجمال .. المغامرة ... كيف تشكين بذلك؟
أنابيل: أكرهك
جيمي: (فرحاً) لا أمانع (يبتسم) أنا نفسي أكرهك و هذا هو البرهان الأخير للحب
أنابيل: (تتنهد) اعتقدت بأن الحب شيئاً مختلفاً تماماً
جيمي: اعتقدت بأنه جميل ، لا ليس كذلك بل حماقة وبلاهة، كلانا سيندم غداً
أنابيل: لن أفعل
جيمي: بل ستفعلين، إنها طبيعة الانسان واجهي الحقائق
أنابيل: (تذرف الدموع) مواجهة الحقائق شىء و الوقوع في الحب شيئاً أخر
جيمي: تماماً، حسناً .. كم تعتقدين بأن حبك لي سيستمر؟
أنابيل: للأبد
جيمي: همم.. أعتقد بأنك ستقعين في حب أول شخص تصادفينه
أنابيل: أعتقد بأنك بغيض جداً
جيمي: وأنا أيضاً، فأنا أستنكر نفسي بشدة، مجنونٌ خرف، غير قادر على التفكير بشيء سواك، لا أقدر على العمل أو الأكل أو النوم، لا أستطيع التأقلم مع العالم، لست رجلاً بل عبارة عن فوضى وسأقوم بشيء سخيف لأني غير قادر على فعل أي شيء أخر
أنابيل: (مستاءة) أنت لا تحترمني
جيمي: لا .. أياً كان .. أحبك و سأخذك بعيداً
أنابيل: بربري
جيمي: بالضبط، أنصحك بالمغادرة إلى منزلك حالاً
أنابيل: (بتحد) ربما أفعل
جيمي: هيا غادري بسرعة، ( يفتح ساعته) أمامك دقيقة واحدة، إذا بقيت هنا سأرفعك و أحملك إلى جنوب أمريكا ، أسرعي، الباب هناك
أنابيل: أريد .. أريد المغادرة
جيمي: لم لا تغادرين، أمامك ثلاثون ثانية
أنابيل: لا أستطيع
جيمي: (يغلق ساعته) .. انتهى الوقت.. كش ملك (يرفعها من على الكرسي، تمسك أنابيل جيمي يائسة) عزيزتي .. يا كنزي .. يا حبيبتي.. كم أنا أحمق (يقبلها عنوة)
أنابيل: (أنابيل تصارع بين ذراعيه) لا لا لا توقف
جيمي: أبداً
أنابيل: توقف أرجوك أرجوك أوه
(تنطفىء الاضاءة فجأة وتعود فجأة، يظهر الملاك وسط الغرفة، كلاً من جيمي و أنابيل يحدق بالملاك)
الملاك: (بتهذيب) ﺁمل أني لا أتطفل؟
جيمي: لم.. لم.. ليس تماماً
أنابيل: (لا تزال بين ذراعيه، بسخط) جيمي، من هذا الرجل؟
جيمي: (يعي ما يجري من حوله ، يجلسها على الكرسي) أنا.... لم... الحقيقة ... لا أعرف
الملاك: في الحقيقة ، سيدتي، أنا ملاكه الحارس
أنابيل: ملاك... أوه!
الملاك: أخبريني.. هل تطفلت؟
أنابيل: لا أبدا!ً
الملاك: شكراً لتأكيدك، خشيت للحظة أن أكون قد جئت في وقت غير مناسب و كنت سأقترح بأن أنسحب حتى تنهيا طق .. الطقس الذي من الواضح أنني قاطعته
جيمي: (ممتعضاً) لكن ألم تأتي تحديداً للمقاطعة
الملاك: أستميحك عذراً!
جيمي: (مذهول) أعني .. إذا كنت ملاكي الحارس و ما إلى ذلك.. ألم تأت للتدخل؟
الملاك: أتمنى ألا تعتقد و لو للحظة بأني قادر على إدعاءٍ كهذا
جيمي: (محتاراً) ألا تريد ذلك؟ ... لتتكلم .. لتبلغني
الملاك: أبداً .. و لم؟ .. لا أعرفك تماماً!
جيمي: لكنك ملاكي الحارس .. ألم تقل ذلك؟
الملاك: أوه أجل.. أؤكد ذلك.. إن صيغة الحراسة الملائكية أصبحت و منذ مئات السنين شفهية فقط، لقد شعرنا أنه من الأفضل أن يحل الفانون مشاكلهم بأنفسهم
جيمي: (مقاطعاً) عذراً .. لم أتيت إذاً ؟
الملاك: نوع من التغيير، أصبت بالضجر من جراء المشاهد المألوفة، و اعتقدت أن علاقتي بك قد تخدم في مكان ما، أردت أن أكون وسط أصدقاء
جيمي: أوه .. أفهم
أنابيل: طبعاً يسعدنا وجودك معنا.. هلا تجلس؟ (تسحبه نحو الموقد)
الملاك: (يجلس على ظهر أحد الكنبات) إذا كنت لا تمانع! جناحي .. أنت تعرف
جيمي: (متردد) سيجارة
الملاك: شكراً (يأخذ واحدة) إني متحمس جداً لتعلم أكثر الفنون و العلوم أهمية على أرضكم، رجاء صحح لي عندما أخطىء.. فهذه محاولتي الأولى.. تذكر (ينفث دخاناً)
أنابيل: (من على كرسيها) تدخن بشكل جيد
الملاك: إنه بخور العقل
أنابيل: (تضحك، تنفث دخانها على شكل دوائر متلاحقة) عليك أن تفعلها بهذه الطريقة
الملاك: (برعب) أي فن رائع! أخشى ألا أفعلها أبداً
أنابيل: سأعلمك
الملاك: (بحماس) أعتقد بأني سأتعلم كل شيء لو تصبحين أستاذتي
(تضحك أنابيل بطريقة ساحرة)
جيمي: (محرجاً) حقاً .. أنابيل
أنابيل: ما المشكلة؟
جيمي: عادة لا أمانع تملقك للغرباء.. ولكن
أنابيل: (بسخط) جيمي كيف تقدر؟
الملاك: إذا كان هناك أي مشكلة فهي غلطتي تماماً، أنا متأكد من ذلك، و لكن ما هو التملق؟ أترى أريد أن أتعلم كل شيء
أنابيل: أتمنى ألا تتعلمه
الملاك: أضع نفسي بين يديك
جيمي: ممم هل تريد شراباً
الملاك: شكراً أشعر بالعطش الشديد (يأخذ كأساً) يختلف هذا تماماً عما لدينا في الجنة (يتذوقها تظهر علامة رضا على وجهه) بل أفضل بكثير (يشرب حتى أخر نقطة ويعيدها) هل لي بالمزيد؟
أنابيل: احذر
الملاك: و لم الحذر؟
أنابيل: إذا كانت هذه المرة الأولى فلا تشرب كثيراً
الملاك: و لم لا؟ إنه مشروب رائع
جيمي: (ضاحكاً) الغريزة الأمومية .. تخاف أن تجعل من نفسك أضحوكة
الملاك: الملائكة لا تهتم بالمظاهر (يقف بسمو على الكرسي ليعلو فوقهما) أشعر بأنكم غير عادلين تجاه هذا المشروب، (يصب كأساً أخر) فقد جعلني حالاً مخلوقاً أخر (ينظر إلى أنابيل) يتملكني شعور غريب لم أدركه من قبل، لو كنت في الجنة الأن لغنيت
أنابيل: أوه.. هلا تغني لنا؟
الملاك: في الحقيقة لا أعرف سوى الترانيم و قد مللتها، و تلك أحد الأسباب التي دفعتني لمغادرة الجنة، بالإضافة إلى هذا الرداء (ينزل إلى الأرض عارضاً عباءته بغير رضى) ألديك رداء إضافي تعيرني إياه؟
جيمي: (متأملاً) أجل ربما لدي شيء يناسبك (الملاك ينتظر) تريدها الأن؟ سأبحث
(يذهب جيمي إلى غرف النوم، ينظر الملاك إلى أنابيل بحيث يصبح تحديقه بها لا يطاق، تغطي عينيها و يقترب منها)
الملاك: (بحزن) أخافك جداً (يمسك يدها)
أنابيل: (تبتسم) من كان ليحزر؟
الملاك: أخافك أكثر مما أخاف الله، و بالرغم من هذا الخوف أشعر بأنني يجب أن أقترب منك و ألمسك، أشعر بإحساس غريب و كأن ناراً تجتاح شراييني، لقد أصبح العالم أكثر جمالاً لأنه يحتويك، أريد أن أبقى هنا لأبقى معك
أنابيل: (مهزوزة و بشك) إلى متى؟
الملاك: إلى الأبد
أنابيل: (بين ذراعيه) عزيزي
الملاك: إني جاهل جداً ، هناك شيء أريد أن أفعله الأن و لكني لا أعرف الطريقة المناسبة لذلك (ينحني بخجل نحو شفتيها)
أنابيل: سأعلمك (تقبله)
الملاك: لم تكن الجنة يوماً بهذه الروعة
(يتبادلا القبل بينما يدخل فجأة جيمي و معه بذلة قديمة فوق ذراعه، يقف كأحمق مشدوه لما يحدث، و أخيراً يستعيد صوته)
جيمي: حسناً
(ينظران إليه دون أي قلق)
الملاك: (بلطف) هل أزعجك شيء ما؟ (يهز جيمي الملابس أمام الملاك بعصبية) أوه بذلتي الجديدة، شكراً جزيلاً لك
(يأخذ الملابس من جيمي و يتفحصها)
جيمي: (بمرارة لأنابيل) ربما لا يحق لي الشكوى، بإمكانك ممارسة الحب مع أي شخص يعجبك، في الحقيقة خطر ذلك ببالي للتو ,لقد تنبأت بهذا تماماً، قلت ستقعين في الحب مع أول رجل تصادفينه، فوداعاً للحب القديم و ...
أنابيل: (بهدوء) لم أقع سابقاً في الحب
جيمي: إن تقلب مزاج المرأة معروف تماماً ، وما يتجاوزه هو الكذب، أما الملائكة فقد بلغت سمعة جيدة هذه المرة، سلوكك سيدي لمخزٍ .. لقد أذهلتني تماماً
الملاك: ربما يكون مخز، و لكن يجب ألا تندهش فقد حدث هذا مرات كثيرة من قبل، و أستطيع أن أقتبس لك العديد من النصوص الإلهية " وحدث أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات " حتى ولو اعتقدت بأنه غير عادي كما تتخيل، لن يروعني شيء
جيمي: يا لك من واثق حقير، إذا كانت هذه إحدى سلوكيات الجنة فأنا سعيد بأنها بعيدة جداً ووسائط التواصل أكثر صعوبة ، القليل من أمثالك بعد سيغير أخلاقيات القارات الخمس، أنت فاسد تماماً، ماذا تفعل هنا؟
الملاك: أخلع عباءتي لأرتدي بذلتي الجديدة
جيمي: وفر لياقتك على الأقل و اذهب إلى الغرفة المجاورة
الملاك: بالطبع، إذا كانت هذه إحدى عاداتكم (يذهب إلى الغرفة المجاورة و الملابس على ذراعه)
جيمي: (متجهم) و الأن أخبريني ماذا تعنين بكل هذا؟
أنابيل: (ببساطة) وقعنا في الحب
جيمي: هل تعنين بأنك سترمينني جانباً من أجل هذا؟
أنابيل: ولم لا؟
جيمي: و ما ميزته؟ كل ما يستطيع فعله غناء الترانيم و بعد ثلاثة أشهر سيصبح جوالاً
أنابيل: لا أكترث .. ولن يصبح جوالاً .. سأعتني به
جيمي: (بسخرية) غريزة الأم! حسناً .. اعتني به جيداً إن أردت، و لكن اعلمي أنه بعد ستة أسابيع سيقع في حب فتاة أخرى
أنابيل: لا لن يفعل، أنا على يقين بأني الفتاة الوحيدة في عالمه
جيمي: طبعاً ، أنت الفتاة الوحيدة في عالمه لأنك الفتاة الوحيدة التي قابلها، ولكن انتظري حتى يقابل أخريات، ستة أسابيع، لا بعد التفكير للحظة أجعلها ثلاثة أيام ، حب خالد (يضحك)
أنابيل: و ما الفرق؟ فأنت لا تفهم.. إذا استمر يوماً أو عاماً .. فكلما استمر يصبح خالداً
(يدخل الملاك مرتدياً ملابس جيمي ويحمل جناحيه بيده و يبدو مبتهجاً)
الملاك: كيف أبدو؟
جيمي: من العادة ارتداء ربطة العنق داخل الصدرية
الملاك: (يضع ربطة العنق الجميلة على كتفه) لا ! بما أني أصبحت رجلاً، لا أريد وضع هذا الزي الممل، ودون أي شعور بالندم، لا أريد لبذلتي أن تفقد بريقها ، حتى و لو كان ذلك تجاوزاً للمجد الحالك
(تضع أنابيل ربطة العنق داخل الصدرية)
الملاك: شكراً حبيبتي، و الأن خذي جناحي واحريقهما بيديك الحلوتين، حتى لا أتركك ابداً وإن أردت ذلك يوماً ما
أنابيل: لا، الأفضل أن أضعها في خزانة حتى تراها متى شئت، و أن ترى وسيلة الحرية جاهزة بين يديك، لن أقف في وجه حريتك، لا أريد حرق جناحيك، لا أريد ذلك، لكن إذا كنت مصراً
(تأخذهما و تقترب من الموقد)
جيمي: (للملاك) لا تدعها تفعل ذلك يا أحمق! لا تعرف ما تقترفه، اصغي إلي! تعتقد بأنها رائعة ..أخاذة .. سماوية .. مقدسة، أمرٌ طبيعي جداً، هناك لحظات اعتقدت بذلك أيضاً و أعرف تماماً لم ، عليك أن تتعلم، احفظ جناحيك يا صديقي ليوم صحوتك، لليوم الذي تخبو فيه روعة الجنس، و سترى فيها مخلوق ناقص و جسد ضعيف و عقل عاق يفتقر القوى الخلاقة، و يفتقر تقريباً للمخيلة و ناقص تماماً للقدرة الحاسمة، مخلوق لا يعلم كيف يعمل أو كيف يتحدث و لا حتى كيف يلعب
(تسقط انابيل الجناحين في الموقد و تحدق به بغضب مكتوم)
الملاك: هل تعني سيدي بهذه العبارات السوقية و المهينة رفيقة روحي؟ رغبة قلبي، الحبيبة الرائعة التي أضرمت بشفتيها حواسي الفاترة وجعلتها تختبرالنشوة
جيمي: أجل أعنيها بذلك. تذكر بأني أعرفها أكثر منك، خذ بنصيحتي أيها الشاب و اتركها لوحدها. لم تتأخر حتى الأن، انقذ نفسك من الحماقة التي ترتكبها طالما الفرصة سانحة
الملاك: أبداً
جيمي: إذاً خذ هذه البطاقات، أتمنى ألا أرى أياً منكما مجدداً
(يحمل البطاقات بيده ، و بعد لحظة تأخذها أنابيل)
أنابيل: يا للطفك جيمي
(يسمع صوت نفير السيارة مجدداً)
جيمي: (بمرارة) و هناك سيارة الأجرة خذيها أيضاً
الملاك: وداعاً
(يفتح الملاك الباب وأنابيل بجواره، تلتف و تطبع قبلة على الهواء لجيمي، جيمي المتجمد لا يزال واقفاً ينظر إليهما، يحمل حقيبة السفر و يذهب إلى الغرفة المجاورة، و ضمن جو ختامي للمسرحية هناك لحظة صمت، يُفتح الباب بهدوء ، ينظر الملاك للداخل ثم يدخل خلسة، يحمل جناحيه و يعانقهما إلى صدره ، يختفي مجدداً من الباب )
ســــــــــــــتــــــار
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 | |
22-آب-2020 | |
14-آذار-2020 | |
16-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |