قصيدة الرجل
2010-03-24
خاص ألف
كان حزيناً يغرق جلَّ ملامحه في بركة كفيهِ
ويقطر من بين أصابعه غيمٌ
صار على شكل بكاءْ
حاولت كثيراً أن أتفهَّم مايعروه من الحزنِ
بأبراج عاليةٍ
وشددت حبال الأجراسِ
فلم يتنهّد جرسٌ منها:
كان كأن هواءً يسكن في قلب هواءْ
عدت إلى أخبار الأيام الأولى
وتصفّحت الليل الأولَ
فقرأتُ عرائسَ زنجياتٍ لم يطمسهن نهارٌ
ورأيت ثماراً تنطف لذتها السوداءْ
في أقمارٍ من لبن وكواكب من عسلٍ
لم تصبح بعد رجالاً ونساء
ليلٌ أليلُ في ليلته الليلاءْ
كانا ينتظران على مهلٍ
أيهما يصبح ماءً
كي يتَّخذ الآخر شكلَ إناءْ
ما أوحدني في هذا الصمتِ المصمتِ
وأنا أبتكر حروفاً هاويةً
وأفسِّر مابين أصابع كفّيَّ
لكي أتقرّى من أين يجيء الحزنُ إلى الأشياءْ
كان عناءً أن أتودّد أحجاراً صمّاءَ لكي تنحنيَ
وكان عناءً أكبرَ أن أنفخ من روحي
في المنحنياتِ حناناً
يقبل أن يتنفس بين فراغٍ وملاءْ
ماذا كان بوسعي أن أفعلَ؟
كان حزيناً حزناً لم أتصوّر أن يفسخ ضلعاً من أضلاعي، ليريني صورته فيّ ، وَيدنو مني
حتى لايتبقّى غير امرأةٍ في المرآة
كلّ بنات الناس رضين بأن يتزوجن بأبناء الناسِ
ولكن أبناء الناس تشهّوا جنياتٍ في الأرضِ،
وناموا معهنّ،
وندموا،
حتى تاب اللهُ عليهم
ووعدهم أن يشتقَّ الجنّة من أسماء الجنياتِ
وأن يغسلهن بماء الكوثر
حتى يصبحن نساءً حورياتْ
طوبى للحزن يربّي تحت طحالب عينيه الدكناءْ
صيفاً وربيعاً وخريفاً وشتاءْ
وجزائر من مرجانٍ يطلق منها سمكاً أحمرَ حين يشاءْ
طوبى للآلهة تعـنّتْ حتى وجدت أسماءً للأشياءْ
طوبى للرجل ارتبكَ وأربكَ حتى طُرد وحيداً إلا من جنَّتهِ فاخترع لها اسماً آخرَ
ودعاها حواءْ
شتاء 1998م.
ÒÒ
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
04-نيسان-2020 | |
07-آذار-2020 | |
20-تموز-2019 | |
21-تموز-2018 | |
10-شباط-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |