مسرحية مسألة أزواج للكاتب: فيرينك مولنار ـ ترجمة:
خاص ألف
2010-04-09
الشخصيات
الممثلة المشهورة
إيرنست المرأة الشابة
الشخصيات
الممثلة المشهورة
إيرنست المرأة الشابة
(المشهد عبارة عن غرفة مرسومة معروضة على شاشة، توجد على الخشبة أريكة و كرسي غريبا التصميم والألوان توحي بشقة ممثلة هنغارية حيث الحديث يأخذ مجراه، الوقت مساء، عندما ترتفع الستائر تظهر إرنيست جالسة و متوازنة على طرف الكرسي المذهب، من الواضح أنها تنتظر منذ فترة طويلة، و ربما للمرة الخامسة عشر تدرس مفروشات الغرفة، و نظراتها إلى الباب المزود بستارة غير صبوره لولا أنها خائفة بشكل فاضح، ومن الأن فصاعداً تلعق شفتيها كما لو أنهما جافتان، ترتدي ثوباً بسيطاً جداً و تضع قبعتها و فراءها، و أخيراً تدخل الممثلة المشهورة من الباب المزود بستارة الذي يؤدي إلى مخدعها ويقع على يمين المسرح)
الممثلة المشهورة: هل أردت رؤيتي؟
إيرنست: (تتجرع عطفاً) أجل
الممثلة المشهورة: كيف أساعدك؟
إيرنست:(تمد ذراعيها بحركة توسل) أعيدي لي زوجي
الممثلة المشهورة: أعيد لك زوجك!
إيرنست: أجل (تحدق الممثلة المشهورة بها صامتة وبذهول تام ) تتساءلين أي واحد هو ...
رجل أشقر، ليس طويلاً جداً و يضع نظارات، إنه محامي، محامي مديرك، و اسمه الأول ألفريد.
الممثلة المشهورة: أوه! لقد قابلته .. بلى
إيرنست: أعرف أنك قابلته .. أتوسل إليك.. أعيديه لي
(لحظة صمت طويلة)
الممثلة المشهورة: لا تعتقدي بأني صامتة لكوني محرجة، فأنا ضائعة .. لا أرى كيف يمكن إعادة زوجك في حين لا أملكه
إيرنست: اعترفت للتو بأنك تعرفينه
الممثلة المشهورة: هذا لا يتضمن أبداً أخذه منك، بالطبع أعرفه خارج الكواليس، شاب مهذب، أشقر، هل قلت يرتدي النظارات؟
إيرنست: أجل
الممثلة المشهورة: لا أذكر ذلك
إيرنست: ربما يكون قد خلعها، يريد إظهار الأفضل لك، فهو يحبك، لم يخلعها أبداً لي، لا يهتم عندما أكون قربه و لا يحبني، أناشدك أن تعيديه لي
الممثلة المشهورة: لو لم تكوني شابة حمقاء لغضبت جداً، من أين أتتك الفكرة بأني سرقت رجلك؟
إيرنست: يرسل لك الزهور طوال الوقت
الممثلة المشهورة: ليس صحيحاً
إيرنست: بلى!
الممثلة المشهورة: لا، لم يرسل لي وردة طوال حياته، هل أخبرك بهذا؟
إيرنست: لا، اكتشفت ذلك عند بائع الزهور، الزهور ترسل مرتين في الأسبوع إلى غرفتك وعلى حسابه
الممثلة المشهورة: كذبة
إيرنست: هل تعنين أني كاذبة؟
الممثلة المشهورة: بل أعني هناك من يكذب عليك
إيرنست: (تفتش في حقيبتها عن رسالة) وماذا عن هذه الرسالة؟
الممثلة المشهورة: رسالة؟
إيرنست: كتبها لك ، يقول
الممثلة المشهورة: لي، دعيني أرى
إيرنست: لا، سأقرؤها لك (تفتحها وتقرأ بحزن) عزيزتي .. لا أستطيع الاتصال بك بعد العرض.. عمل طارىء .. ألف اعتذار .. عشرة ألاف قبلة .. ألفرد
الممثلة المشهورة: أوه!
إيرنست: وجدتها في درجه هذا الصباح، على الأغلب أراد أن يرسلها إلى المسرح عن طريق أحدهم، لكنه نسي فوجدتها وفتحتها (تبكي)
الممثلة المشهورة: لا تبكي
إيرنست: (تهز رأسها) و لم لا ؟ تسرقين مني زوجي وعليّ ألا ابكي! أوه أعلم كم هي مسألة تافهة بالنسبة لك، و كم بسيطة في قرارتك، ترتدين ثوب أميرة في ليلة، وفي ليلة أخرى تتعرّين كألهة إغريقية، تصبغين حواجبك باللون الأسود و شفتاك باللون الأحمر.. تضعين الشمع على رموشك و تطلين وجهك، لديك أدوات تجميل وأضواء براقة تجعلك جميلة، و سطور كاتب تظهرك ذكية و حكيمة، فلا عجب من محام فقير و ساذج أن يقع في حبك، أي فرصة لدي و أنا في ثوبي الرخيص التافه، شفاهي أنا و حواجبي، أسلوبي غير المدروس، فأنا لا أعرف كيف أختال و أتوضع و أغري رجلاً، ليس لدي شكسبيرياً يؤلف لي سطوراً جميلة، في الواقع قد تكونين أكثر غباء مني و لكن من ناحية إغراء الرجال فليس هناك من مقارنة
الممثلة المشهورة: (بهدوء و بطء، مهتمة بمديحها) هذه مسألة مثيرة للإهتمام
إيرنست: ماهي؟
الممثلة المشهورة: مشكلتك
إيرنست: مشكلتي؟ ماذا تعنين؟
الممثلة المشهورة: أعني لم أستلم أي وردة أو رسالة أو أي شيء أخر من زوجك، أخبريني .. هل ساءت الأمور بينك و بين زوجك مؤخراً؟
إيرنست: أجل .. بالطبع
الممثلة المشهورة: و كنتما شغوفان جداً ببعضكما البعض
إيرنست:لماذا، أجل
الممثلة المشهورة: وحديثاً أصبحت باردة تماماً نحوه
إيرنست: أجل
الممثلة المشهورة: بالطبع! مسألة نموذجية ... عزيزتي، لو تعلمين نحن الممثلات كم نعاني من هذه المشكلة، من الواضح أن زوجك يمثل مسرحية هزلية لتشعري بالغيرة، و ليحي من جديد اهتمامك به
إيرنست: (تحدق بذهول) هل تعتقدين ذلك؟ هل تعنين أن هذه الأمور حدثت لك من قبل
الممثلة المشهورة: مرات لا تحصى، و هذه الأمور تحصل لكل ممثلة جميلة نوعاً ما و ناجحة، إنها أحد أقدم الحيل في العالم، و نحن الممثلات أهدافاً ممتازة ، فيندر وجود رجل له علاقة بالمسرح لا يستخدمنا بهذه الطريقة من وقت لأخر، كتاب، ملحنون، مصممو الديكور، محامون، قائدو الأوركسترا و حتى المدراء أنفسهم، كل ذلك لإستعادة مشاعر الزوجة أو الحبيبة فكل ما عليهم فعله هو تلفيق علاقة حب مع واحدة منا، و الزوجة دائماً مستعدة لتصديقها، عادةً لا نعلم نحن بها و حتى لو عرفنا لا نمانع، يكفينا عزاءً أننا وسيلة لإعادة زواج إلى نصابه و إلا من الممكن أن ينتهي في قاعة محكمة
إيرنست: و لكن كيف .. كيف لي أن أعلم
الممثلة المشهورة: (تطلق ضحكة صغيرة وفاتنة) ولهذا عزيزتي لا تعتذري، كيف لك أن تعلمي، طبعاً، هذه مسألة قابلة للتصديق، تتخيلين زوجك يعيش في جو دائم من المغريات، وفي عالم الكواليس توجد الكثير من النساء الفاتنات بلا روداع أو أخلاقيات، ممثلة واحدة كما تعتقدين تشكل خطراً أكثر من مئة امرأة عادية، تكرهيننا و تخافيننا في أن معاً، و لا تدركين أنها أفضل من زوجك، فمن الجلي أنه محام ماكر يستغل خوفك و غيرتك ليستعيد تلك المشاعر التي أنكرتها عليه، يكتب رسالة و يتركها على مكتبه، ثقي بي المحامي لا يفعل ذلك أبداً دون قصد، يطلب الأزهار من الهاتف في الصباح الباكر و ربما يلغيها عند وصوله إلى المكتب، بالمناسبة، ألا يملك خصلة لشعري؟
إيرنست: أجل، يضعها في درج مكتبه و قد جلبتها معي
الممثلة المشهورة: بالطبع، يرشون مصفف الشعر حتى يسرق خصلة مني، و يا للعجب لازلت أملك بعض الشعر
إيرنست: (بسعادة) أحقاً حصل عليها بهذه الطريقة
الممثلة المشهورة: لا أتخيل طريقة أفضل، أخبريني ألم يترك رسالة مني في الجوار؟
إيرنست: (بذعر) لا
الممثلة المشهورة: لا تخافي، فأنا لم أكتب له شيئاً
إيرنست: إذاً .. ما الذي جعلك..
الممثلة المشهورة: ربما أفعل إذا أتاني و أخبرني بصراحة " أقول سارة هل تقدمين لي معروفاً ، فزوجتي و أنا لم نعد على وفاق، هل تكتبين لي رسالة حتى أتركها في البيت لتجدها؟" بالطبع سأفعلها ، كنت لأكتب رسالة تجعلك تذرفين الدموع على وسادتك لأسبوعين، فقد كتبت فيما مضى عشر رسائل لكاتب بارز، لكن الحظ لم يحالفه فزوجته إنسانة رزينة أعادتها جميعاً إليه دون أن تقرأها
إيرنست: كم أنت ذكية! كم أنت جيدة!
الممثلة المشهورة: لست أفضل أو أسوأ من أي فتاة في المسرح، رغم أنك تعتقدين بأننا مسخات
إيرنست: (بندم) كم كنتُ حمقاء
الممثلة المشهورة: حسناً، تبدين سخيفة قليلاً، تقفين هنا وتذرفين الدموع، ثم يتوهج وجهك لما تكتشفين في النهاية رجلاً صغيراً يرتدي النظارات يحبك، عزيزتي لا يستحق أي رجل أن يُعشق لهذه الدرجة، ولكن في النهاية هذا أمر يخصك، أليس كذلك؟
إيرنست: أجل
الممثلة المشهورة: سأقدم لك نصيحة صغيرة جداً، لا تدعيه يهزأ بك مرة أخرى
إيرنست: لن يفعل، لا تخافي!
الممثلة المشهورة: لا مشكلة في ما تجدين في جيوبه من رسائل أو مناديل أو حتى صورتي، لا مشكلة في كل الزهور التي يرسلها أو في رسالة يكتبها، أو مواعيد يحددها، لا تنجرفي مرة أخرى
إيرنست: تأكدي تماماً، و لا تخبريه أني جئت إليك.. هلا تفعلين؟
الممثلة المشهورة: و لا كلمة، إني غاضبة جداً كونه لم يسألني بصراحة عن استخدام اسمي كما فعل
إيرنست: يا غالية لا أعرف كيف أشكرك
الممثلة المشهورة: لا تبدأي بالنواح من جديد
إيرنست: جعلتني سعيدة للغاية
(تُقبِّل الممثلة المشهورة بعنف، و تُبلل وجنتيها بالدموع ثم تندفع خارجاً، الباب ينغلق وراءها، هناك وقفة)
الممثلة المشهورة: (تذهب نحو باب غرفتها و تنادي) حسناً ألفريد، بإمكانك الخروج، لقد غادرت
ســــــــــــــتــــــار
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 | |
22-آب-2020 | |
14-آذار-2020 | |
16-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |