مواجهة الفتاوى "الشريرة" ضرورة اجتماعية ومعرفية / حسن زنيند
2010-04-11
جذبت مسابقة "شاعر المليون" لهذا العام جذبت إليها اهتماما عربيا ودوليا غير مسبوق بعد الانتقادات النارية التي وجهتها الشاعرة السعودية المنقبة حصة هلال لرجال الدين المتطرفين في قصيدة تحمل عنوان "فوضى الفتاوى"، في إشارة إلى التضخم في إصدار الفتاوى والتي وصفت مطلقيها بـ "مسخ يحمل حزاما"، في إشارة الأحزمة الناسفة التي يفجرها الإرهابيون.
وفي حديث لدويتشه فيله انتقدت الكاتبة والشاعرة السعودية الدكتورة ثريا العريض تكاثر الفتاوى في السعودية ودول الخليج بشكل عام وتدخلها في كل شؤون الحياة ما "يثير قلقا في نفوس الناس بدلا من طمأنتهم"، معتبرة أن وظيفة الشعر والفن عامة هو التعبير عن هموم المجتمع ومشاكله سواء كان الناطق بذالك رجلا أو امرأة في إشارة إلى الشاعرة حصة هلال.
قصيدة ضد التطرف الديني
لم يعتد شيوخ السلفية في السعودية وغيرها تلقي قصفا مدويا من امرأة منقبة بالكامل، ربة بيت سعودية وفوق ذلك شاعرة تتقن لغة الضاد، تستعمل فنها للتعبير عن رأيها بكل جرأة وشجاعة، ليس ككل الأشعار، شعر ملتزم بقضية اسمها فوضى فتاوى شيوخ السلفية المحافظين في السعودية وغيرها وتسخر من تضخم وتيرة إصدارهم للفتاوى المتتالية. وتتهكم الشاعرة في قصيدتها "فوضى الفتاوى" من بعض الشيوخ السعوديين المتطرفين بقولها:
شفت شر يتوايق من عيون الفتاوي في زمان حلاله ملقحينه حرام
عن وجوه الحقائق لا رفعت الغطاوي بان مسخ تخفى تحت ستر اللثام
أمتي لا غديتي بين عاوي وهاوي كن عيني تشوفك في شعيب الظلام
نزلوا سهمك إلي يأكلون الرشاوي وسط سوق السياسة لين عود حطام
وفهم من قصيدة حصة هلال أنها تشير إلى فتوى رجل الدين السعودي المتشدد عبد الرحمن البراك الذي ذهب إلى حد إجازة قتل من يبيح الاختلاط بين الجنسين. وحصلت الشاعرة السعودية على تنويه كبير من لجنة التحكيم التي هنأتها على "شجاعتها" ومنحتها 47 نقطة من أصل 50. وفي حديثها لدويتشه فيله قالت الدكتورة ثريا العريض إن انتفاضة حصة هلال هو أكبر من مجرد صوت نسائي، ولا يمكن اختزاله في قضية المرأة "فسواء كان المتحدث شاعرا أو شاعرة فالمهم هو صدقية التعبير عما يدور في المجتمع، وهذا ما نجحت فيه الشاعرة حصة هلال".
تهديدات بالقتل
رجل الدين السعودي عبد الرحمان البراك أصدر فتوى تجيز القتل في حق من يجيز الاختلاط بين الرجال والنساء.
ولم تمر قصيدة حصة هلال مرور الكرام، فسرعان ما أحدثت زوبعة إعلامية غير مسبوقة وردود فعل تراوحت بين الإعجاب لشجاعة الشاعرة وبين التنديد وأحيانا التهديد بالقتل من طرف المتشددين، خصوصا على مواقع الانترنت المرتبطة بالجماعات المتشددة. إلا أن الشاعرة السعودية عبرت عن عدم اكتراثها بذلك، فهي تعرف تماما أن لموقفها ثمن في مجتمع تطغى عليه الثقافة الذكورية، ويدعي فيها كل شيخ احتكاره للمعرفة الدينية المطلقة. وبهذا الصدد أضافت الدكتورة العريض "ليس هناك بشر غير قابل للخطأ، ليست هناك معصومية ولا أرى داعي للتهديدات التي وجهت لحصة هلال".
ولعل ما يثير الانتباه في حالة حصة هلال هو كونها نفسها سيدة منقبة وضعت على عاتقها التصدي للتطرف الديني، وتقول في هذا "هناك تشدد يجتاح الطبقة المتوسطة في المجتمع بالرغم من مظاهر التدين الخارجية، إلا أن من ناحية الجوهر هناك مظاهر شريرة تتحكم في نفسيات هؤلاء الشيوخ ويصبغونها على فتاويهم". وأضافت إنه "قبل سنوات كان الناس بسطاء وكان هناك نوع من الانفتاح، والآن أصبح كل شيء أثقل حتى أن البعض لا يسلم على قريباته اللواتي كان يسلم عليهن من قبل".
عن موقع دويتشه فيله 2010
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |