خاص ألف
تلفّني كل وجوه الأموات الليلة
أبي
أمي
عمي عمّار الذي
لم يدع لي لحظة واحدة
للسلام عليه الليلة!
قبورهم تلازمني كلما ابتلعت دخان التبغ
أربعين مرة في النهار
أربعين في الليل
وأربعين ساعة السّكرِ اللعين
وغناء كوكب الشرق المترع بالوقت:
(ليلي ونهاري.. فكري بيك مشغول)..
آهٍ أيتها الذاكرة اللعينة
المخضّبة برائحة الحزن البليد
انقلعي من سباتي
فلستُ وحديَ المذنب..
من كان من الشعراء بلا خطيئة
ليقم ويرجمني بحجر!
هاكُم جسدي
وهاكم نزقي
وهاكم عشقيَ للغيم
دون الشمس
-عدا شَعْرِ حمامة الأشقر-
ومارسوا ما تشاؤون من الطقوس عليّ
فلن أعتب على أحد
من أمواتكم حين ألاقيهم
مادام
أبو الحمامة بينهم..!
.... ....
سيسألني المَلََكين ساعة اللحد:
- من تحب؟
سأجيب: حمامة
- من إلهك؟
سأفكّر قليلاً ثم أجيب: هو الله.. إن جعل روحي تطير مع الحمام!
- من رسولك؟
ودون أن أفكر سأجيب: شعري.. وكلّه حرام إذا ما كان لحمامة!
.... ...
سيغادر الملكان مُحْرَجَين من لقاء وجهه الكريم
وسيسألهم: أين نحشره؟
ويبتسم..
فيجيبان: "ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا.."
سيضحك طويلاً ويأمرهم بحشري مع الحمام!
..... .....
أحمد الناصر - نص من الديوان الذي سيصدر لاحقاً بعنوان (الحمام.. لا يحبّني)
××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف