ممارسة اللامبالاة و طقطوقة الراعي
خاص ألف
2010-05-12
§ لا يتم بناء عالم مختلف من خلال شعب لامبالي
§ معظمنا يعرف تماماً ما الذي يجب عمله، و لكن مشكلتنا في أننا لا نريد عمله
§ أعطنا رؤية واضحة لنعرف أين نقف ولأجل ماذا، فحتى نقف لأجل شيء ما قد نسقط لأجل أي شيء
§ دعنا لا نقتنع بالرضى و الانتظار لما سيحصل ، بل أعطنا العزم لفعل الأشياء الصحيحة
إن الأقوال السابقة للمؤرخ بيتر مارشال و البروفسور في إحدى جامعات لندن ربما تصب إلى حد بعيد في نقد ظاهرة اللامبالاة ليس على صعيد فردي وإنما على صعيد مجتمع في أغلبيته، فاللامبالاة قد تكون إيجابية ضمن حدود ضيقة لمّا تكون حاجزاً لحماية فرد ما لذاته من تطاول و أذى الأخرين و في هذه الحالة تكون وظيفية ولاشعورية، أما أن تتحول إلى ممارسة يومية يبديها المواطن دائماً كرأي وموقف تجاه قضايا عائلية ووظيفية وإدارية واقتصادية واجتماعية وسياسية ... إلخ، و أن يصبح الحاضر و المستقبل و المجتمع و الوطن لا يعنوه قيد أنملة وبالتالي لا يعنوا أبنائه فهذه بحق كارثة حقيقة.
اللامبالاة السلبية تعريفاً في علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية ، وهي أن يتصرف المرء بلا إهتمام حتى و إن كان هذا يَصب في غير صالحه. بالإضافة إلى عدم توفر الإرادة لدى الفرد للقيام بأي فعل وعدم الاهتمام بشأن النتائج. وهي أيضاً قمع للأحاسيس و فتورها ، فاللامبالي هو فرد يبدي الكسل وعدم الحساسية تجاه كافة المواضيع و القضايا، و قد يكون هذا التصرف جراء عدم قدرة المرء على حل المشكلات التي تواجهه أو ضعفه أمام التحديات، أي أنها ألية دفاعية يوظفها اللاشعور للدفاع عن النفس بعد خبرات عديدة متراكمة من الصد و الرفض و الأذى، وعادة تقترن بالهروب و النكوص من مواجهة الوقائع وبالتالي يشعر الانسان مع مرور الوقت بفقدان دوره الحيوي كمواطن ضمن المؤسسات و كفرد فعّال في المجتمع.
إن أشكال ممارسة اللامبالاة عديدة فكما أشرت قد تكون على عدة أصعدة (الزوجية، البيئة، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية) ولن أدخل في تشعباتها العديدة، و إنما سأرصد بعض الحالات العادية جداً والتي قد تمر مرور الكرام بأي مواطن سوري في يوم عادي جداً، فمثلاً هو لا يبالي و هو في طريقه من وإلى وظيفته مستقلاً إحدى الميكروباصات (السرافيس) و السائق يقود بسرعة جنونية دون أن ينبس بكلمة واحدة مجازفاً بحياته و سلامته لشطارة سائق يعتقد بأنه في سباق رالي مع الميكروباصات الأخرى و فشرَ مايكل شوماخر، و هي لا تبالي عندما يقذفها سائق سيارة أجرة بأبشع العبارات لأنها لم تدفع له فوق العداد عداد ونصف، و تتجلى حالات عديدة أخرى في الدوائر الحكومية عندما تنتظر في طابور طويل لتوقيع أوراق رسمية لأن الموظف يشرب الشاي أو يتناول الغداء أو يثرثر مع زميلته الموظفة وقد يأتي رجل مهم جداً و يندس في الصف الأول لأنه على عجلة من أمره، أو عندما تنام معاملتك في درج الموظف لأنه يريد إكرامية فهو لا يعمل ببلاش، أو أن تدخل أحد أفراد عائلتك إلى مشفى حكومي و تنتظر الطبيب المختص إلى حين أن ينتهي من فترة الاستراحة...
مظاهر كثيرة و مشاكل عديدة و سلوكيات غير مبررة بسبب لا مبالاة كافة الأطراف، وقد تبدأ البادرة من حارس إلى صبي الشاي و القهوة إلى موظف صغير مروراً بموظف أكبر، مواقف يومية تصادف كل فرد منا و لأننا نعتقد باللاجدوى أصبح الصمت سلوك و تحول إلى لامبالاة. الوطن للجميع و كلنا مسؤولين و كمواطنيين لدينا حقوق وواجبات و كلٍ منا له دوره في التغيير، حيث التغيير يبدأ بفكرة ثم كلمة ثم جملة إلى لغة وسلوك و أسلوب في الحياة فعادة، ولا يمكن أن يلتقي الابداع و التطور في بوتقة واحدة مع اللامبالاة و الانهزامية. أما الخوف فهو العامل الأكثر تأثيراً والمولِّد الأكبر لحالة اللامبالاة و اللامبالاة تولد العدوانية و التي بدورها تنتظر فرصة لاواعية في لحظة غير واعية لانفجار غير واع تماماً، تقول الكاتبة جيرترود ستين: كل شيء يخيفني، كل شيء يخيف كل شخص و لكن في الحقيقة بعد التفكير كم هو خطر كل شيء، لا شيء يخيف حقيقةً.
و لنا الخيار في أن نؤمن بالمبادرة و التغيير أو أن نكون عدداً ضمن قطيع لأشخاص صغار غير واعيين و لامباليين، يرتدي أحدهم عباءة الراعي في لحظة ما و يطقطق بلؤم " يا غنماتي .... شو طعميكن .... سم يهريكن" .
××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 | |
22-آب-2020 | |
14-آذار-2020 | |
16-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |