ردا على مقالة الليبرالية والإسلام لمحمد حبش /ايمن عشماوي
2010-06-04
السلام عليكم
أستاذي العزيز
قرأت مقالتك الأخيرة ((الليبرالية و الإسلام)) والردود القاسية التي يندى لها الجبين من تفسيق وتكفير ، وكما جرت العادة يهاجمون المفكر ويتناسون حرية الفكر ولا نرى في كلامهم رداً على فكرة واحدة.
ولكني أتوجه إليك في هذا الايميل لأطرح بعض الأسئلة المشروعة التي حيرتني عندما قرأت هذه المقالة الجريئة ، وفي هذه المرة وعلى غير المعتاد أراك تكتب وبجرأة أكبر .
أولاً: ماذا كنت تقصد بالليبرالية ؟
((هل تقصد الليبرالية التي أطلقت حرية الفرد وانحازت إليه على حساب المجموع، ففي البلاد الحرة قد يجاهر الإنسان بأن لا وطن له ويكفر بالله ورسله ويطعن على شرائع قومه ويهزأ بالمبادئ التي تقوم على حياتهم
العائلية والتي تدعو إلى تكوين الأحزاب السياسية دون أي ضوابط أو قيود حتى ولو قامت هذه الأحزاب لتدعو إلى ما يصادم ويصادر مقدسات الأمة)) فهل تقصد أن هذا النموذج قد وجد في عصر الرسالة وفي عصر الخلفاء من خلال النماذج الأربعة التي سقتها في مقالك والتي تدعو الفرد أن يقف
أمام الله ويقول ((أنت أعدل من هذا )) وإذا كان هذا هو النموذج المثالي الذي يدعونا للوصول إلى الأصلح ،
فلماذا نستعير نظارات الشافعي وأحمد وأبي حنيفة في خطاباتنا ولقاءاتنا ولا نستطيع أن نتكلم بالجديد إلا إذا رجعنا إلى ما قالوه منذ قرون.
والذي أدهشني هو قولك عن تجاوز الرسول للنصوص وذلك في قولك ((وقد كان الناس يعجبون من قدرة النبي على تجاوز النص الغيبي والانخراط في سياسات واقعية تستجيب لحاجات الناس، وفي هذا السبيل قالت عائشة مستغربة: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك، وكانت في ذلك تبدي حيرتها ودهشتها من قدرة الرسول الكريم على الاستجابة لواقع الحال على الرغم من قيود الوحي التي تثقل كاهله، ولكنه كان قادراً على أن يأتي بجديد لدى كل تحد يواجهه، ولو كان هذا التحدي من نص الغيب نفسه))
ما معنى هذا الكلام ؟
ولماذا كان يقول الرسول (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) ولم يقل ((إن أتبع إلا ما هو أصلح لكم وأترك ما فيه عبئ عليكم)) فما معنى هذه الآية إذا ؟
لماذا لا نقول بأن الرسول كان منفتحا في فهم النصوص ليقدم ما هو أصلح للأمة ، بدلا من أن نقول بأن قيود الوحي تثقل كاهله!!!
وإذا كان يحق لي أن أقف أمام النص بهذه الشجاعة فلماذا نكرر ما قاله السابقون وندعي أننا مجتهدون
عزيزي وأستاذي
أنا أعرف الأهداف النبيلة وراء هكذا مقال ، ولكني أقول: أنا أستطيع أن أواجه الجمود والعقول المتحجرة بأهداف ومقاصد القرآن ،
والذي يحرجني دائماً هو أقوال الفقهاء الذين نمدحهم في خطاباتنا ... وهم الذين أنتجوا لنا نظام الرقيق والعبيد ، في حين أن كلمة الرقيق لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة في القرآن(( في رق منشور)) وهي من نفس الجذر
وأنت تعلم يا دكتور أن القرآن يدعو إلى تحرير الرقاب ولم يشر إلى السبي
لا من قريب ولا من بعيد ..
فأين هي نصوص الرق التي تحرجني؟؟؟
وإنما أتتنا عن طريق روايات الأحاديث التي اتكأ عليها المستشرقون،،
وأنتم يا دكتور من أصحاب مدرسة التأويل فلماذا لا تؤولون وذلك بحسب السياق ؟
لماذا لا يكون معنى قوله تعالى ((إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم)) عندما يتزوج المسلم من امرأة مسلمة نقول إنها((زوجته)) وعندما أتزوج من امرأة كتابية تسمى ((ملك يمين)) ولا تعني السبي والاسترقاق أو المعاشرة الغير شرعية وهو مصطلح قرآني جاء بصيغة فعلية وما يؤكد كلامي هو قوله تعالى في سورة النساء (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات ((يعني الذين يوافقونكم في العقيدة)) فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ((أي فعليكم بمن وقعن تحت إشرافكم من فتياتكم المؤمنات (وكل كتابية مؤمنة) ومع ذلك قال -فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن- إذا ملك اليمين في هذه الآية هو زواج شرعي ، فأين هو السبي أو العلاقة الجنسية المحرمة ..
نعم يا دكتور أنا أستطيع أن أنفتح على العالم من دون أن أستميت في البحث عن وجه شرعي من أقوال الفقهاء ..
فكما أن القرآن لم يتحدث عن كل شئ فهو أيضاً لا يتعارض مع مفهوم التجديد والعلمانية ونحن معك في المقاصد التي أشرت إليها في المقال ، لأنّ طوق النجاة لهذه الأمة إنما يكمن في الإبداع والتجديد وهو شرط ضروري لنجاح جهادها المقدس وأن ضيق الأفق الفكري إلى حد التكفير هو أعدى أعداء الاجتهاد والتجديد.
شكرا لاصغائكم
ايمن عشماوي : (كلنا شركاء) 30/5/2010
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |