Alef Logo
الغرفة 13
              

مادة السلف الصالح ورد موقع شام برس والرد العاتب لنضال نعيسة

ألف

2007-10-21

السلف الصالح ... نضال نعيسة

حين أتابع المدعو عمرو خالد، أحدث أدوات تسطيح العقل العربي الكثيرة، وهو يتكلم عن قصص أولئك البدو الأعراب الغزاة الأوائل بتلك المسحة من العصمة والتأليه والتنزيه والروح الرومانسية

التي توحي بأن من يتكلم عنهم هم ثلة من الملائكة وجدوا، وعن طريق الخطأ، بين البشر، أتيقن
تماماً مدى العطب والتشويه والتخريف الذي أصاب عقول بعض الناس وجعلها خراج العصر والأوان. ولا يتورع ذاك "الحكواتي المودرن"، عن إضفاء نوع من المؤثرات والمواهب التمثيلية لزوم الحبكة والإخراج المسرحي ترافقها لقطات للدموع العزيزة والغزيرة المدرار التي تفيض من مآقي أولئك المخدرين والمخدرات بتلك السير و"الحتوتات"، وذلك لخلق ذاك الإحساس الطاغي والمطلق بفخامة وعظمة وتفرد ذاك الرعيل الأول من الأعراب، ولولا علمي اليقين بأن ما أراه هو نوع من الشطارة والتجارة والفشخرة والفهلوة والتحايل على الناس، لشاركتهم الدموع والبكاء، ولهرعت لأقرب خياط وفصـّلت عنده، عمامة وجلباب وأطلقت لحيتي وحفرت فوراً زبيبة على جبيني عند جارنا الحداد، كما يفعل معظم شيوخ التأسلم السياسي ودعاة الفضائيات.

ولا يماثل تلك الزعبرات إلا أداء الإعلام الرسمي العربي، وبنفس تلك الطريقة، وهو يتناول إنجازات مسؤوليه وجنرالاته ولصوصه وقطاع طرقه وناهبي أمواله من نجوم المافيات العرب المتلاعبين بقوت الناس، والرابضين على رقاب شعوبهم ككوابيس مزمنة لا أمل ولا شفاء منها، ليظهرهم كقديسين قد هبطوا، اضطرارياً، ولتوهم، من السماء لإنقاذ البشرية مما تعانيه من تيه وزيغ وضلال.

ويصور الخطاب الدعوي الديني أولئك البدو الأعراب على أنهم قمة ما حملته البطون، وما أنتجته أرحام النساء، وفخر الصناعة الصحراوية التي لا يمكن أن تنافس في يوم من الأيام، ومهما أوتيت الأجيال اللاحقة من عبقرية ومواهب وحصافة وذكاء. وأن أصغر أعرابي فيهم وبمقاييسهم، هو أهم بكثير مثلاً، من بيل غيتس، وباستور، وفليمنغ، وأديسون، وغراهام بيل، وماركوني، وإينشتاين، وداروين، وديستويفسكي، وتولستوي، وهوغو، ووايلد، وشكسبير، وبايرون، وشو، والأخوين رايت، وغاليلو، ونيوتن، وفلوبيرت، وأوبنهايمر، وبيتهوفن، ومايكل فاراداي، وباخ، وجان دارك، وروزا لوكسمبورغ، ومدام كوري، والملكة فكتوريا، وروسو، وسقراط، وأريستوفانيس، والكسندر الكبير، وغاندي، وطاغور،ودافنشي، ومارتن لوثر، ومجدي يعقوب، وفالانتاين....إلخ.

وأن جميع تلك البني والمواهب والكوادر العصرية والطاقات التي تنتجها، وتكتنزها مجتمعاتنا اليوم، لا تساوي شيئاً أمام إعرابي فحل أمي مزواج، وكل مواهبه في الحياة أنه وجد وبمحض الصدفة التاريخية، في ذاك الزمان والمكان. وأن أمور الحياة في ذاك العصر الزاهي الناصع البياض الذي لا تشوبه شائبة، وعلى خير ما يرام فلا غلاء، ولا استغلال، ولا فقر، ولا مجاعات، ولا حر، ولا قر، ولا رشوة، ولا تناقضات، ولا عبودية ولا سبايا ولا بؤس ولا قلة أو تعتير على الإطلاق. وأن البشر جميعهم كانوا من صنوف الملائكة والأخيار الأبرار مطيعين خاشعين متعبدين لله ليل نهار. وأن ما فعلوه من غزو ونهب وسلب وما سببوه من حروب وتقطيع لرؤوس العباد وإخضاع للشعوب بالسيف والنار هو المثل والأيقونة والإستراتيجية النهائية الشاملة الجامعة والمانعة وسر الأسرار لخلاص البشرية من عذاباتها وآلامها وتيهها الفكري والفلسفي. وأن ذاك الأنموذج وتلك التجربة يجب أن تحتذى وتبعث في كل زمان ومكان على ما يهوى ويأمل المشروع الحضاري لـ"الإخوان". وأن على الجميع تمثـّل قيمهم البدوية، وتقليدهم في المأكل والمشرب والغزو والزواج والنكاح وامتطاء الجاريات وما ملكت الأيمان من الصبيان والإماء، ومن لا يفعل ذلك فهو معتد آثم هرطيق ومارق زنديق نكـّار ورافضي وباغ.

ولكن حقيقة الأمر تنبؤنا بأن مآلات الأحداث وعواقبها، والنظرة الموضوعية التي تضع التطورات في سياقها النقدي المنطقي، تعطي انطباعات مغايرة كلياً، لما يحاول أن يرسمه شيخنا الجليل في الأذهان، لا ينتفي منها الرعب والدهشة والحيرة في آن. فإن كل ما نعيشه من صراعات طائفية، ومذهبية، وانشقاقات مجتمعية، وانهيارات قيمية، هي بسبب النزعات الدنيوية والسلطوية والتناقضات الحياتية التي فجرها "السلف الصالح" فيما بينهم بسبب من العصبيات القبلية، والنزعات والترسبات الجاهلية، والمصالح الفئوية، والحسابات الذاتية التي أورثت هذا الكم الهائل من الكراهية والحقد والبغضاء، في هذه المجتمعات المنكوبة، وأن السيف والتعاطي العنيف كان ديدنهم وحكمهم الوحيد في كل صراع واختلاف. وأن ذلك السلف الذي لم يكن ملهماً، ومعصوماً عن أي خطأ، كما يشاع ولم يتخرج من أعرق الجامعات ويفتقر للكثير من الخبرة والحنكة في الحياة وتسيير شؤون الدول وإدارة البلاد، ولم تكن الدولة الوليدة دولة مؤسسات، وأن تلك الظروف والمناخات التي وجدوا بها، والملكات والإمكانيات، التي تمتعوا بها لم تكن كافية لوحدها لإحداث الأثر البارز والنقلة النوعية وتحقيق المعجزات.

وفي الحقيقة، فقد جانب الحظ أولئك في تقديم أنموذج سلوكي وسلطوي يعتد ويؤخذ به، أو يمكن التعويل عليه في معالجة أية قضايا، ومشاكل راهنة أو مستقبلية ليمكن استنساخه فيما بعد كطريقة لحكم الشعوب كما تسوق الجماعات السياسية الأمر. ولو تمثلت الدول والحكومات، فعلاً، نفس تلك الإستراتيجية في تعاطيها مع الأحداث، وإدارة الأزمات وتسير شؤون العباد، لانقلبت الساحة الدولية إلى مسرح لصراعات دموية عنيفة ومستمرة لا تبقي ولا تذر وكما حصل على مر التاريخ العربي الذي لم تتوقف خلاله الحروب والتصفيات المنازعات. كما أنهم لم يوفقوا في طرح منظومة فكرية ومعرفية وقيمية متتكاملة ومتميزة تنهض بشعوب هذه المنطقة حضارياً وإنسانياً، بل لقد حملت تلك المنظومة إشكاليات كبرى خلقت التناقضات التي فجرت صراعات لم تنته حتى اليوم، وساهمت في الحط من شأن مخلوقات هذه المنطقة المنكوبة وجعلتهم في حال من الضياع والتيه الإنساني الكبير الذي لم يجدوا له مخرجاً، ولا حلاً حتى الآن. بل فتحت تلك المنظومة الفكرية الباب واسعاً أمام المتنطعين والمفسّرين والمتدخلين والأوصياء والفقهاء الكثر للعبث بها وتأويلها كل حسب هواه وهوى ومزاج المرجعيات السياسية والسلطوية التي وفرت لها لقمة العيش وتغدق عليه مما تيسر من دراهم ودينارات.

ولم يستطع الرعيل الأول من السلف الصالح في توطيد أسس الدولة الناشئة على أسس من الحلول السلمية التي تراعي احتياجات وتطلعات الناس، بل إن "المعالجات الأمنية" والقمعية النعسفية لمجمل الأزمات كانت سبباً في تفاقم الأحداث بطرق مأساوية عمقت حدة التناقضات والتباينات بين مختلف التيارات والمصالح، وافتقرت لبعد نظر استراتيجي وسياسي دقيق والذي كان يجب أن تتحلى به، لاسيما وأنها اتخذت بعداً قدسياً وطهرانياً سماوياً كان يجب أن ينأى بنفسه عن الأهواء والميول الدنيوية، نجم عن تلك المعالجات أخطاء كارثية مهولة وعداوات تاريخية متجذرة تجني ثمارها هذه الشعوب المنكوبة.

ألا يحق لنا أن نتساءل، بعد ذلك كله، هل كان السلف صالحاً كله؟ ومن أين أتت، إذن، كل تلك التناقضات والكراهية والبغضاء التي نشهد بعضاً من فصولها الآن؟ ومن أين لنا، ومن تسبب في كل هذا الكم الهائل من الحقد والتهديد والوعيد والثارات بين القبائل والعشائر والطوائف والمذاهب والأفخاذ؟ وهل هبطت علينا بين ليلة وضحاها، وفجأة، من السماء؟ ألا يحق لنا أن نترك ولو هامشاً بسيطاً للخطأ الإنساني والبشري والضعف البشري والخضوع أحياناً للأهواء والمزاج، فيما حصل من تطورات تاريخية، أم نستمر في نزعة التأليه والتصنيم وصنع الطواطم والأوثان وعبادة الأفراد؟ أما آن الأوان لنظرة موضوعية وحيادية فاحصة لهذا التاريخ بكل ما فيه من مستورات ومخبوءات تعطي كل ذي حق حقه وبعيدة عن شتى التأثيرات والمحظورات؟ وهل نعفي ذاك "السلف الصالح" كلية من مسؤولياته؟ أم نستمر في غض بصرنا عن الحقائق الدامغات، والانقياد الأعمى وراء العواطف المغلفة بالأساطير المقدسة والتابوهات، واتباع سياسة النعام في طمر العقول بالخرافات والأوهام؟
من التحرير ....حول مقال الاستاذ نضال نعيسة .. السلف الصالح
بعد نشر مقال الاستاذ نضال نعيسة حول السلف الصالح تلقت شام برس سيلا من الرسائل والتعليقات العاتبة حينا والشاتمة حينا اخر وذلك بسبب الاشارة الى النبي ( ص ) والطريقة التي تناول فيها الكاتب الرسول محمد بن عبد الله .. وبالرغم من اننا انطلقنا في النشر من حرية الكاتب والكتابة وان الكاتب مسؤول عن رأيه وليس الموقع الذي يحترم الديانات السماوية وينأى بنفسه عن الاساءة او التعرض لها ... وبالرغم من اننا نحترم افكار الكاتب ولا نوافق عليها ومع الاشارة الى ان المقال نشر في اكثر من موقع خارج البلاد وداخلها ولم يكتب خصيصا ل شام برس...بالرغم من ذلك كله واستجابة لرغبة القراء نوقف نشر المقال ونعتذر عن نشر الردود عليه ..

لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل ...رسالة عتب على شام برس
جاءنا من الاستاذ نضال نعيسة التعليق الاتي....
أحدث مقال السلف الصالح هزة عنيفة، وصاعقة، وكالمعتاد في الأوساط السلفية والأصولية
التي لا تحب أن تسمع إلا ما تريد وما يسمعه إياها غربان الظلام من رومانسيات التاريخ
التليد. وتبدى ذلك من خلال سيل التعليقات التي انهارت على موقعنا السوري العزيز شام
برس. وهو من المواقع التي أحرص على تصفحها يومياً لأكوّن من خلالها وجهة نظر شاملة عن
المشهد السوري الذي يعتبر أولوية قصوى لكل وطني سوري. ومع العلم بأنها من المرات
القليلة، وربما النادرة، التي يقوم بها شام برس بنشر مقال لي، رغم أنني مواطن "عربي"
سوري منذ أكثر من خمس سنوات كما تقول شهادة الميلاد وأتمتع بكافة المؤهلات الوطنية
اللازمة كالفقر والتشحير والإفلاس والتعتير. وشام برس، وبعدم نشرها مقالاتي، لا تسن
سنة بذلك، ولا تبتدع بدعة، والعياذ بالله، فهذا هو، ولله الحمد، شأن معظم المواقع
السورية، معارضة، وموالاة، على اختلاف مشاربها القومية والمخابراتية والبلشفية
والإخونجية السلفية والأندبورية الطرطورية، ولكل سببه الخاص الذي يتعامل من خلاله
معنا بذاك الكم من الإهمال والنكران. ولولا وجود مواقع ليبرالية مهاجرة ناطقة
بالعربية فتحت ذراعيها وصدرها
لآرائنا "المشاغبة" لطوانا الظلام والنسيان وفوّتنا على الآخرين الفرص المتكررة في هدر
الدماء. ومع شكري وتقديري، وبالرغم من كل ذلك لموقعنا العزيز، على قيامه بتلك الخطوة
التاريخية الهامة في هذا المنزلق الفكري والمنعطف الإيديولوجي، إلا أنني لم أجد سبباً
مقنعاً لسحب مقال كان الموقع قد تفضل مشكوراً بنشره على صفحاته لما فيه من تسليط للضوء
على جانب هام من واقعنا الثقافي والفكري والإعلامي بنظرة غير تقليدية، تبتغي الارتقاء
بوجهات النظر من منظورها السلفي العاطفي والرومانسي التقليدي الحالي، إلى منظور أكثر
موضوعية وعلمية وحياد.

لا ننكر أنه كان هناك كثير من التعليقات والرسائل الغاضبة التي أساءت فهم المقال
وقولتني ما لم أقله، ولكن هناك بالمقابل، بوادر إيجابية، وثمة إشعاعات من نور وصرخات
من ألم وقهر وعذاب وسط هذا الركام من العتمة والتزمت والابتذال، تتفتح رويداً رويداً
وبدأت تطرح الأسئلة المحظورة، وتريد التحرر من أغلال الماضي الفكرية وتابوهاته وقيوده
الكثيرة التي عطلت العقل وكلسته وقزمته واختزلته وجعلته على ما هو عليه من عجز في
مواجهة أي استحقاق حضاري حرمها شام برس من فرصتها في التعبير عن رأيها وحقها في
مواجهة ذاك المد الظلامي الفكري الأسود. ولذا، كنا نرجو من شام برس وتوخياً
للموضوعية، والعدالة والمساواة والحياد، أخذ تلك الأصوات المختلفة، وعلى قلتها
وندرتها، بعين الاعتبار، وإعطاءها فسحة موازية للتعبير عن ذاتها وعدم التراجع
والامتثال للابتزاز التكفيري، والضغوطات والإرهاب الفكري، واللغة السوقية والخطاب
المجتر العقيم للجماعات إياها، وعدم الرضوخ لمنطق الغلاة والتكفيرين الذي وضع نفسه
على الدوام في خدمة منظومات الطغيان، ولم يكن له علاقة، يوماً، بأي فكر وقيمة وخلق أو
دين من الأديان. وفي الوقت الذي نفتقر فيه، كالعادة، للمنابر الوطنية التي نوصل من خلالها أصواتنا
المكبوتة والمخنوقة، لأن الاعتقاد ما يزال راسخاً في سورية، وعلى مستويات متباينة،
بأن لا أهمية تذكر للإعلام برغبة كل تلك الجلبة والأثر والضوضاء التي يحدثها. وما
زلنا، من يومنا، وبفضل من الله، نتشرد في المواقع والشاشات العربية والمهاجرة التي
احتضنتنا وآوتنا من إرهاب فكري، وخوف أمني، وجوع معرفي. وما زلنا نرى الأصوات
القومجية السلفية والجهادية والماضوية مـُرحباً بها، وتحتل المواقع والمنابر الوطنية
الرسمية والإليكترونية الرسمية وشبه الرسمية، وتلعلع أصواتها وتسرح وتمرح في كل مكان،
مفسدة الذوق والفكر والعقل الجمعي العام، في عملية سبي واغتصاب للفكر والرأي تكتسح من
خلالها الساحة وتسيطر على السوق الإعلامي. وصار المرء، لا يميز في كثير من الأحيان،
وتختلط عليه الأشياء، بين شاشاتنا الوطنية وبما فيها "الخاصة المستجدة"، والفضائيات
الوهابية البترولية فيما تنشره وتروجه من تقليد وفكر ومضمون سلفي وأصولي. ويحرمنا شام
برس بذلك من فرصة أخرى، وحق للوصول إلى عقول أحبتنا ومواطنينا السوريين بعد أن أغلق
الإعلام الرسمي
والحكومي أبوابه وختم نوافذه بالشمع الأحمر أمام كل الأصوات الليبرالية والتنويرية
الحرة والمستقلة التي ليس لها سوى الله، والأجندة الوطنية السورية الخالصة. وكم أتألم
حين أرى مقالاً أو رأياً تنويرياً وعلمانياً لكاتب سوري في مواقع أخرى ومشفـّـرة في
نفس الوقت الذي تعم فيه الرداءة والسطحية وممالأة ومحاباة ومغازلة الغوغاء والرعاع في
معظم ما ينشر من تعليقات وآراء في مواقعنا السورية الوطنية. وبالعودة للمقال نكرر ونتساءل فيما إذا كان المدعو عمرو خالد بـ"الشويتين دول بتوعو"
التي يرددهم وبالأسلوب المسرحي الفكاهي المضحك، قد أصبح من السلف الصالح، أيضاً،
ويمنع علينا نقده، ويجب أن نؤلهه ونلغي عقولنا أمام هذياناته وفبركاته وشطوحاته وشططه
الفكري، وافي مقارباته لمختلف القضايا بذاك الاستسهال والاستهبال المفضوح؟ وفيما إذا
كان علينا أن نخرس ونصمت فاسحين بالمجال أمام أي متنطع آخر يمتلك بعض المواهب في
الفهلوة والشطارة والإخراج المسرحي والنطوطة واللعب بـ "التلات ورقات"؟
وأكرر أين فضلنا ومساهمتنا في الحضارة والحياة الإنسانية إذا كنا نريد التوقف عند
أروقة القرن السابع الميلادي، ونكتفي بما قدمه أولئك البدو الأعراب في مرحلة مبكرة من
التاريخ الإنساني تجاوزتها التجارب والتطورات ولم تعد ذا نفع ولا بال ولا يمكن
تطبيقها وإعادة إنتاجها بحال من الأحوال؟ والدليل على ذلك أن كل المجتمعات التي ما
زالت تعيش وتتمسك بتلك المنظومة السلوكية والمعرفية فهي في حال يرثى لها وتكابد كماً
هائلاً من الأزمات تعليمياً وصحياً وتنموياً وثقافياً وسياسياً وحياتياً ...إلخ؟
ولِمَ ينبغي عليّ كإنسان أعيش في القرن الواحد والعشرين، أن ألغي ذاتي، وأطمس هويتي
الإنسانية المتجددة، وحقي في الإبداع والعطاء بأن أقلـّد أولئك البدو الأعراب في كل
شيء في المأكل والمشرب وقضاء الحاجات التي كانت تتم في العراء ، أعزكم الله، وكانت
السبب في فرض الحجاب على "الحرائر"، اللواتي كن يتعرضن للتحرش، و"البصبصة" من شذاذ
أولئك الأعراب؟ يبدو أن إعلامنا السوري الرسمي والخاص، والبين بين، ما زال لم يستفق من غيبوبته
الكبرى وسباته الستاليني الطويل، ولم يستوعب، وبكل أسف، الدروس، ولم تصل إليه بعد
مقولة الرأي والرأي الآخر، ويتخلى عن الأمانة المهنية في حمل مشعل التنوير والتوعية
وتحدي المعوقات المادية والمعنوية، ويـُصّر بعناد عجيب على اجترار نفسه وتقديم الصوت
الواحد، واللون الواحد والذوق الفاسد في محاباة ومجاراة الفكر السائد، والذي لم يفلح
في دفعنا خطونا واحدة نحو الأمام، ويتحمل جزءاً من المسؤولية الكبرى فيما وصلنا إليه،
وما نعيشه من أزمات ونكبات؟

وألف لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل.

نضال نعيسة
















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow