Alef Logo
كشاف الوراقين
              

كم ساذجٌ أنت مجموعة د . هناء القاضي الشعرية الجديد

ألف

2010-07-17


عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت المجموعة الشعرية " كم ساذجٌ أنت " للشاعرة العراقية "د. هناء القاضي". تقع المجموعة في 104 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 24 قصيدة متنوعة.

هناء القاضي في ديوانها الثاني " كم ساذجٌ أنت " تواصل البوح، وتفتش عن خباياها بعد أن أخذتها ضربة زمن غادرة بعيدًا عن ملاعبها الأولى، لتعيش صقيع الغربة وذهول الفقد والحرمان، تهاجس نوّارة قلبها فيطل عليها البعيد/ الحبيب/ الأم /الأب /الأخ، والوطن بكل مفرداته ومعانيه؛ وقد أمسى فصلاً من فصول الذاكرة..
لذلك نراها تراقص الوجع على مدار الساعة، وهي الراغبة في الحياة حتى الثمالة.. تراود الساكن فيها على مرايا الذكريات. ولأنها المرأة /الغيمة؛ تخشى الإجهاض القسري، فتستدرك الوقت الذي يعذبها، فيما الغربة تدك معاقل صمودها.. تعيش هلع الانهيار، فتلوذ بالحبر تضيء به صفحات الورق.. ترسم الوجع، لتحصر دخان قلبها الذي يحترق بانتظار بزوغ ربيع قادم.
ولأن الفقد سيد الحالة، تومض الأحلام في مدنها البعيدة الصاخبة.. فلا تنفك الشاعرة عن رسم الحواري والأسواق والأزقة وضفاف النهر هناك على أصداء الفجيعة اليومية التي تنال كل شيء وتغتال حتى البسمة من برعم الطفولة وتطبع الدهشة مع اغتيال الحياة.

تمضي " هناء القاضي " في ديوانها بلا رتوش ولا مساحيق تتجمل، بلغة غير ملتبسة لا تراوغ على مشاعرها، تحمل قلبها على أطراف أصابعها وتعتصره مدادًا ينبض بما يمور في صدرها وما يحتبس في مقلتيها من دموع.. تستحضر الحبيب البعيد الذي تشظى وتبعثر بفعل النوائب التي سحبت الحياة إلى شحوب، وصار فعل الخلاص منه رجفة إصرار لاستعادة مياه الجدول الذي كان والذي سيأتي يومًا بالحبيب.

على الغلاف الخلفي، نقرأ:
(ساذجٌ .. أنت !
أما أدركتَ أنَّ نسيانك
صعب
يتطلبُ مهارة...
وأنا لم أتمرن..
ولم أتقن يومًا
هذا الفن.)

من قصائد الديوان :
أمنيات في حضرة الليل / إنه تشرين / لا وقت للحب / شتاء الزيتون / روليت
ليل وشتاء ومنفى / أنا وأنت فصول / يوم الشمس / إليك ومن يدري / لون حلمي
صبح بيروت / مقهى الذاكرة / تقاسيم ناي ومنارة / رسالة منه / طائر الفينيق

• • • • •
من قصائد الديوان نقتطف:



- كم ساذج.. أنت!

كم ساذج .. أنت!
تصوّرتُ أنك
لن تمرّ... بالظن..
كم ساذجٌ ..أنتَ
فأنا لم أنسك...ولن..
يا من يمتهن الصمت...
لك هتاف الريح...في باحة الليل
عند شباكٍ وحيدٍ...يئنُّ
رحيل أجزائي إليك...
وهاجس ...للاحتماء
في دفيء..عينيك
أنا..وحدي ...
وأنت.. مع مَن ؟
.. من بعيد
تراوغ...عطش ذاكرتي
تتوارى في انفلات الوقت..
.....
انعكاس المرايا...يقلقني
بريق اللحظات...يبهت
ويضيع ألق..اللون
لم تمتهن.. الجفاء؟
ألف فكرة...تشلني
والخاطر..من لوعة
يكادُ...يجّن
.....
أنتظركَ..وأحلم برجوعك
كما أحلمُ بشمس بلادي
ورغيف تنور
يبعث انتشائي
ونسيم من دجلة..
يذوبني ..يزرعني.. لحنا
في سيمفونيات الأرض
والوطن
......
ساذج..أنت!
أما أدركت أنّ نسيانك ..صعب
يتطلبُ مهارة...
وأنا...لم أتمرن..
ولم أتقن يوماً
هذا...الفن

4- لا تغتر

لم تراودُ ..وحدتي؟!
تكتبُ لي... قصائد بالياسمين
توقظ خريفي .. المجدل
في شفق المغيب
تملأ روحي ..بأنفاس قصيدة
وتغيب!
وأنا..
أغفو وأحلم...
بين السطور.. ونثار الياسمين
.....
ما الذي يُغريكَ في حزني...؟
وكلانا ينحته الصمت..
في مدن المستحيل
نتسرّبُ مع الوقت
قل لي...
كم سنملكُ...من السنين؟
وهل سيزهرُ خريفنا....ياسمين؟
هل سيكفينا ربيعٌ واحدٌ...أخضر
.....
متخمٌ ..أنت
بثرثرة الوجوه والأسماء...
ضباب دخانك...
يملأ المقهى
ترمقني من البعد..
أحترقُ...بلذة الحروف
متيقناً...أنك اخترقتَ الروح
من منا...يحترقُ...أكثر؟
.....
أنا منذ ...عقدٍ بعيد
تعلمتُ ..ألا أحتسي
كلّ كلام العاشقين
بعضُ ما يُقال
مجرد كلام...
ليس فيه..يقين
كلمات ٌ كالرغوة..لا أكثر
.....

تمشط ُ أروقة...الليل
يتماهى ..دخانك
بين أصابعكَ بقايا التبغ..واللفافة
أينا شتاؤهُ ليس بارداً؟
ومَن منا ريحهُ...
لا تصفر؟
.....
ما الذي يحيّركَ..في لغزي؟
تتأملُ فصولي
تنثرُ الحروف...
في دروبي

ببياض ٍ نديّ...
ترطبّ صباحاتي
ويطوقُ الياسمين..
كل آهاتي
فيصيرُ شوقي لمداك
أكبر.. أكبر
اكتبْ...اكتب لي ما شئت
كن الفكرة...لشرودي
كن المعنى...لوجودي
تلك القصائد...أحُبها...أحُبها
فأنا...أعشقكَ..وأعشقها
فلا .. لا .. تغترْ

25- أمنيات في حضرة الليل

في مغارة ..
ما زال يتودد إليها التاريخ

همستُ بأحلام يقظتي..لحجر صغير
رقد في قاع بركة ..
مع آلآف الأمنيات
.....
منذ عقود ..والليل يعدني
بريح قطبية..
تطفيء نار المنافي
بشعاع شمس يلامس قطرة جليد
ليولد قوس قزح ..
من جديد
....
منذ ضياع ..وأنا
أحلمُ أنْ "أراقص الأقمار في النهر"
أطفو على غلالة الليل
يشاركني الغناء..ناي وحيد
تعب َمثلي ...من السفر
.....
منذ اغتراب..
وهم يخبروني عن سحنتك الجميلة
عن طيور تشكّل دوائر
فوق حقول عباد الشمس
عن لقالق ..ونوارس تولد من رمل شطآنك
تحاصرني تراتيل ذاكرتك
تختفي حشرجة النجوم
يلوح لي قمر..
عند شق الوقت
.....
أتعلق قنديلا ..في سماواتك
أجوب ..حدائق الروح
فقد يصدف أنك تغفو
عند دالية ورد
أجثو قربك
تنتابني دغدغة..دفء غريب
فلا يعود يقتلني ..ما يحمل هذا الليل
والمنفى...من برد .

5- أنا وأنت فصول

كم أشبهُ..الشتاء!
كلانا يحترفُ الغيم
والمطر
.....
للرحيل ...أوان...
وللقاء..مكان
هل جرّبتَ النوم…
فوق فراش القلق ؟
هل جربتَ الكتابة...
والحبر..ينزفُ
فوق ..الورق؟
أخافُ..أنك تعوّدت على بُعدي
فصارَ الأمرُ عندكَ...
سيان
.....
كم يشبه الانتظار ..الخريف
كالأشجار
تقفُ وحيداً
تضربك الريح
تنظرُ
تلتفت
وليس بجانبك
وليف
.....
ثمة مَن...يمتهن انتظار العابرين
هو..أنا
يتملكني..يقين
أنك
ستمرّ بي...ولو
بعد حين
.....
أكتبُ ..
يمتزج ُ رذاذ وحدتي
برائحة المطر
تورقُ.. الكلمات ُ...
فوقَ السطور
ويضحكُ..الزهر
كم تشبهه الكتابة ...الربيع!
...
الرحيل..يمزقني
ما تبقى مني....
يسافرُ خلفكَ بهدوء..
.....
صاخبٌ..رائعٌ أنتَ
مليء..بالفوضى
مساءاتك ..سحر
لياليكَ ..قصار
مداكَ...منفى
لا يعرفُ..الاختصار
كم تشبههُ...الصيف!
كل شيء فيه...يمضي سريعاً
يتفتتُ الوقت...
ولا يبقى في البال...غير غفلة حلم
أو..بقايا طيف
×××××××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف





تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow