خبر مثير نشره موقع (شوكوماكو) مفاده أن خمساً وعشرين امرأةً نظمن مظاهرة في إحدى الولايات الأميركية وهن عراة الصدر تأكيداً على المساواة مع الرجل وعملاً بالقانون الذي يسمح للنساء كما يسمح للرجال بكشف صدورهن في الأماكن العامة في تلك الولاية.
نقلني الخبر إلى القبائل البدائية التي لم تعرف اللباس أصلاً، أو التي كانت تغطي فقط الأعضاء التناسلية من أجسادها بأوراق الشجر، كما أرجعني إلى الفطرة، ثم عادت الصورة بي إلى المجتمع العربي اليوم بشكل تساؤل: ماذا لو نُظمت مظاهرة كهذه في إحدى الدول العربية؟، وصدر قانون يقضي بالسماح للمرأة بكشف صدرها كالرجل؟، وهل المساواة بين الرجل والمرأة تعني التحرر من اللباس بعد هذا التراكم الهائل من العادات والمعتقدات والتقاليد؟.
الرجل في مجتمعاتنا: يباهي بكشف صدره، حتى أن كثيراً من المراهقين يحلون أزرار قمصانهم الفوقية فور اكتشافهم لوجود بعض الشَعر في صدورهم، هذا أمر عادي ولا شَعر ولا غبار عليه، أما الفتاة في هذا السن فتعمد إلى اللباس المثير ومنها: حمالة الصدر التي تدفع الشاب إلى البحث عن الكنوز الذهبية خلفه، وهذا في أي مكان من العالم: صدر المرأة يشكل المكان الدافئ والحنون لأي رجل، وهو ملهم الشعراء والفنانين، إنه المكان الذي يزاوج بين إرضاع الطفل لينمو جسدياً، وإرضاعه رجلاً/طفلاً لتنمو معرفته بنفسه وبالحب.
وإذا رجعنا الآن إلى المجتمعات البدائية: هل كان يثير الرجال أن تكشف النساء عن صدورهن كما يثيرهم اليوم؟ بمعنى: هل كان أول رجل على الأرض يُثار إذا رأى صدر امرأة عارياً مع أنه أمر عادي ويومي ولا شبهة حوله؟.
بالتأكيد: لا، ربما تحول الأمر في ذلك الوقت إلى إثارة خاصة بلحظة الحب، أما اليوم فكشف المرأة عن صدرها في أي مكان عام من العالم يشكل إثارة وضجة وخبراً يعرف أي صحفي مدى أهميته، كما أن كشف الرجل عن عضوه التناسلي يشكل الأمر نفسه.
بالنسبة إلي أرى أن الأمر يرجع إلى فكر، عادة، وليس إلى لباس، وشخصياً أؤيد أن تكشف المرأة عن صدرها حين يعرف الرجل أنه غير مستعد للإثارة والبحث والمشاكسة، وهذا شبه مستحيل، وحين تعرف المرأة أن محاولتها للتمنع بغية التمتع بالنظرات المثيرة عندها أمر لا يعني لها شيئاً وهذا أيضاً شبه مستحيل، لأن المرأة –بمنطق ميتافيزيقيٍّ قليلاً- كالحياة، تدعونا دائماً إلى البحث عنها، أما الرجل فإنه عنصر مكمِّل، إذاً ليس هناك مساواة في كل الشيء، بل تكامل.
هذه ليست دعوة إلى الحشمة، لكن حمالة الصدر تبدو بالنسبة لأي رجل أمراً رائعاً يهمه أكثر من أن يرى صدر المرأة عارياً في مكان عام وبشكل يومي، كما أن المرأة تعدُّ نهديها شيئاً ثميناً ورائعاً، ولأننا في زمن التوازن والسطحية بأمس الحاجة إلى الاكتشاف، ولو فرضنا أن حمالة الصدر اختفت من الوجود فماذا سيظل ليكتشفه العاشق في لحظة الحب؟، إن الكشف والاكتشاف ألذ بكثير من الوصول، وحين لا أحبذ هذا الأمر اليوم أخص العالم العربي به، وذلك للأسباب التالية:
- لو حدث ذلك بشكل فجائي فإن الأمر سيبدو محرجاً وبشعاً وغير مستحب، إذ أن السوتيانة من أجمل ما تتمتع به المرأة في لباسها.
- صدر المرأة بالنسبة إلى الرجل مثير أكثر من صدر الرجل بالنسبة إلى المرأة، على الأقل في هذا العصر.
- لو أن ذلك حدث فلن يظل لعشاق هيفا ونانسي ودانا ونانا ودومنيك و روبا ما يبحثون عنه...، وهكذا ستكسد الكليبات من الأسواق، وبالتالي سيتم إغلاق شركات الإنتاج ليعيش مئات الأفراد حالة البطالة، والأهم أن المعجبين سيصابون بفراغ وإحباط قد تدفعهم إلى الانتحار.

×××××××××××××××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف