إلى مرآتِها تنظرْ
خاص ألف
2010-08-03
تقفُ في دوّامةِ الوجهِ
تتنبأ عواصفَ قيظٍ قادمة
على عكازةٍ من سحابٍ أقفُ إليها انظرْ
وهيَ
إلى مرآتِها تنظرْ
وتتبرجْ
كصخرةٍ أبدو
والموجُ فيها يرتعْ
جفنيها ترفعْ
فتبدو كشعاعِ الصباحِ الأولِ
دونَ ظلٍّ يبزغْ
الطيرُ صداحاً يشدو
ففي مقلةِ عينها ينبوعُ نهار
كأنّها لهلالِ شوالَ أحيتْ
***
إلى مرآتِها تنظرْ
كحلاً في اليدِ تمسكْ
آهٍ يا هدبُ !
يا هدباً يسكنُ الليلُ فيهِ
ما حاجةُ الكحلِ إليكَ
هدبها مظلةٌ لثرى الجمالِ
لأحمرٍ الشفاهِ أمسكتْ
على شفاهها الورديّةِ وضعتْ
مِنْ قبلتهِ خجلتْ
الشفاهُ ارتجفتْ
نظرتُها إلى أسفلٍ ارتحلتْ
شفتاها بابا حديقةٍ صفّتْ فيها
كراسٍ ثلجيةْ
آهٍ من سماءٍ قلبتْ غيمَ الخجلِ مظلةً ترفع!ْ
رمشيها حرّكتْ
كأن رمشيها مكنسةٌ لغبارِ الهمومِ
وأنا إليها انظرْ
غيرانٌ من شهابٍ للأفقِ قبّلْ
قوساً لشعرها الهائجِ وضعتْ
وشعرها نهرٌ هائجٌ يفيض على ضفتيهِ
إلى سدٍ يحتاجُ
***
إلى مرآتها تنظرْ
لا تسألي المرآةَ عن جمالكِ
منّي جواباً واحداً خذي
هيّا اسأليني
جوابي سرمديٌّ مهما جارتِ المرآةُ بكِ
بدرٌ في مرآةِ السماءِ تدلّى
هيَ في مرآتها سابحة
أنا ساكنٌ حولَها لأرنو
كظلٍّ لأبدو
هيَ لا تراني
حيّرانةٌ فلا تحتاري
كلُّ الفساتينِ في قدِّكِ أحلى
صممّتْ لجسمٍ عن الشحمِ تخلى
هيّا فستانكِ الوردي اِلبسي
وأعيدي لي وردةَ الخدِّ
***
إلى مرآتها تنظرْ
تُلبسُ الفستانَ لجسمٍ عارٍ كبحرٍ بادٍ
فيهِ ملاحٌ من نسيمٍ يرتجفُ
وقاربٌ تائه
وللقاربِ قصة
كلُّ من في القاربِ باحثْ
الباحثُ عن الرومانسية
الباحثُ عن الشاطئ
النائمُ في القارب باحث
والمدلّهُ في العمقِ غاطس
وأنا عن التجذيفِ باحثْ
يا بياضَ جسمها
يا جليداً لا يذوبُ في القلبِ
أساورٌ لثمتْ المعصمَ
وهزّتْ
وفي اهتزازِ الأساورِ
قطيعُ أملٍ عائدْ
وضعتِ القيراطَ في الأذنِ
وللقيراطِ حكاية
أولهُ دماءُ تمييزٍ
ونهايتهُ مولودُ جمالٍ
فأيُّ أنثىً أنتَ يا قيراطُ؟!..
قلّمتِ الأظافرَ
وللأظافرِ روايةٌ جارحةْ
كأنّها من شراستها تتبرى
***
قامتْ من أمامِ مرآتها
صدمتني ..تحاشتني
في اصطدامها لمسةُ البحرِ
حينَ الصيفُ مرسالُ قيظٍ
فاحت رائحة عطرها
حين شالها عانق طريقَ وجهي
في اصطدامهِ
رائحةُ الماء المسكوبِ على أرضيةِ الشارعِ
بعد احتراقِ الأرضِ بنارِ الشمسِ كأنهُ
غادرتْ
فلا تذهبي.. في الذهابِ
حرقةُ المسافرِ في الحلقِ
ناطحةَ سحابٍ أنا الباني
فلا تهدمي
سريرٌ من سيوفٍ أحلى
من حدائقٍ لأخرى
اذكريني كلّما دمعتْ عيناكِ من الكحلِ
وقولي
هذا نبعُ الرحيلِ
رحلتْ
وفي الرحيل ِ عودة
وقفتُ أمامَ مرآتها
وأنا في مرآتها انظرْ
×××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
20-نيسان-2012 | |
23-كانون الأول-2011 | |
15-تشرين الثاني-2011 | |
02-تشرين الأول-2011 | |
11-شباط-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |