(1)
من نارٍ وماءٍ وهواءٍ وطين
من نهارٍ حجريّ يتناهى صرصاراً يدكّ الليل بروحٍ
شهيّة الشّعاب
من قرانٍ بين نحاسٍ وقصدير يُقيم النّشيد الألف
لأمومة الخرز وأبوّة الصّنج
من أيدٍ مفرودة في الفراغ
وجع مطرق في يباس القطن
قتل يَهيلُ الوقتَ، والأكتاف، والطّاسات الفارغة
من شجرٍ لجوجٍ، وفلفلٍ، وغرابٍ محرور
من أفخاذٍ تقتفي أصّيصاً رطباً..
ووردة خاسرة
"والحياة غريزة الموت"
(2)
ما كان دسيس المكان سيّافاً
ولا صاعقة تقترب كألف ثور
ما كانت رَكْلة الوقت موجِعة
ولا كان العتق غريباً عن رجرجة عصفور فوق
أرجوحةٍ من أوّل القفص لآخره
فالضباب الشّرس، شتيت المفارق
لاذع
في تخيّل ما يخفيه...والخطو بطيء
وأنا..
تعلّمتُ المشي لأدخل المدرسة
ثم تعلّمته لأهرب منها
وثالثاً لأهرب من كلّ شيء
"والهروب طفولة المواجهة"
(3)
وَلْيَكُ
ما زلتُ أشتهي البوح بما أشتهي
فقعة تلمّ ملايين الطيور
طلعات الموج تفتح مصاريع الرّاهبات
صنوبر صغير غير آسفٍ على الأخضر
كوّة في إحدى زوايا القلب
كم التجأت الفراشات إليها
وكم هجرت
زهرة يعوزها القطف لتمارس رشاقتها بين الأصابع
مذاق الثلج مبحوح عند زجاج النّافذة
تتمّة الانذهال الأّول فوق أسطح المذبح القديم
"والقربان مجادلة الآلهة"
(4)
بين طرفي الفجر هاوية النجوم
والضجّات الفاترة تلفّ قباب الأجراس بسديمٍ غامق
العيون الفتيّة لم تأكل الحوريّات
المخمورة بالماء والملح
لطافاً يستقبلون العطور والمخمل
والفصول
وكائنات شمسيّة
صوامع عتيقة طافية
خلوات لتأليف ملهاة النار تحت سقوف خشبيّة
والحقيقة بصّارة عجوز
تفرد الورق وفناجين القهوة
مشيئة هرمة تهرش أزقة الليل
وخرافة الصّبح اليافع
تحت جنّاز موسيقى طفلة
"والحقيقة يقين الطبيعة بأكذوبة اللّهجات والجهات"
(5)
ستموتين مطعونة من الخلف
تقول نبوءة الشتاء المدقوق بالأبيض
سيتكرّر يهوذا في وجوه من تحبّين
وسيضيع بينهم
ذلك الجسد سيتولى أميرة لذّاتكِ
أمام الرّكعات المرفوعة بتعبٍ...وعتب
سينبجس دمكِ على الثلج
ولأوّل مرّة ستتعرّين كالجريمة
لأوّل مرّة سيُراقُ الذي فكّر كثيراً
كيف هو العالم في الخارج؟؟؟
لأوّل مرّة
سيتدفّق السّاخن المدفون دون عتمة
"والموت حرية الاعتزال"
×××××××××××××××

من ديوان «خطيئة الرّمّان» (اتحاد الكتّاب العرب في دمشق، سلسلة الشعر"5"، 2011).