نجدت أنزور: أين الخطأ في أخذ عبارات من القرآن؟ / أمينة اسريري
2010-08-31
يلقى الآن مسلسل "ما ملكت أيمانكم" الذي يسلط الضوء على وضعية المرأة في المجتمعات الإسلامية للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور انتقادا من بعض الجهات الإسلامية. ويقف على رأس المنتقدين رجل الدين السوري المعروف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي طالب بوقف عرض المسلسل
. ولإلقاء المزيد من الأضواء على هذا السجال أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع مخرج المسلسل نجدت إسماعيل أنزور:
دويتشه فيله: ما سبب هذه الضجة التي أثيرت حول مسلسل "ما ملكت أيمانكم" وبلغت حد التهديد الشخصي لك؟
نجدت أنزور: أنا لا أرى مبررا لهذه الضجة الكبيرة فالمسلسل بالأساس اجتماعي. وهو يتطرق إلى وضعية المرأة داخل المجتمعات التي تتطور يوما بعد يوم؛ وللأسف هذه المجتمعات الذكورية تتعامل مع المرأة كسلعة ليست لها قيمة. هذه كانت وجهة نظري ووجهة نظر كاتبة المسلسل هالة دياب. وقد تعالت بعض الأصوات التي تقول بأننا لا يجب أن نتطرق إلى بعض الأمور التي تعد من المحرمات. أنا لا أرى بأننا تطرقنا إلى محرمات خصوصا وأن هؤلاء المعارضين لم يروا العمل وأخذوا موقفا سلبيا منه حتى قبل أن يعرض.
هل تخوفك من حساسية الجوانب الدينية في المسلسل هو الذي دفعك قبل تصويره إلى عرضه على مجموعة من رجال الدين؟
فعلا عرضت المسلسل على عدد من علماء الدين وهذا أمر طبيعي؛ فحتى الأعمال التاريخية نرجع فيها إلى مؤرخين وكتاب لهم باع طويل في مجالاتهم. أنا استشرت أسماء كبيرة في حقل الدين لأن هناك أحاديث وآيات يجب التأكد من سياقها وهذا أمر يجب القيام به لأننا نعيش في مجتمع إسلامي بشكل عام. ولكن في سوريا نحن نعيش في مجتمع منفتح علماني يضم كل الطوائف ولم نعتد هذا التدخل السافر في الحياة الثقافية والفنية، لذلك أعتبر أن هذا الموضوع فتح بابا جديدا لأزمة الحوار والنقاش.
ما سر الخلاف الذي نشب بينك وبين الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي؟
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أخذ موقفا من المسلسل انطلاقا مما روي له، أنا التقيت به شخصيا وأخبرني بأنه لا يشاهد التلفزيون وبالتالي لم يشاهد العمل. هو اكتفى بأخذ فكرة من بعض الأشخاص، وأنا أرى بأن هناك بعض الجهات المتضررة من عرض العمل تحاول فرض نفسها وتحقيق أجندة سياسية ومن خلال استغلال شعبية وحضور البوطي عند الناس. أعتقد أنه تسرع في حكمه، والدليل أنه تراجع قليلا عن موقفه وأنه سيدلي برأيه بعد انتهاء عرض المسلسل وأخذ فكرة كاملة عنه.
ألا ترى بأن اقتباسك لعنوان المسلسل من القرآن شكل نوعا من الاستفزاز؟
القرآن الكريم بسعته ورحابته يضم كل اللغة العربية، نحن نقول: المؤمنون والمؤمنات، الحور العين، التين والزيتون فما الفرق إذا؟ مادام الاستعمال يتم بشكل صحيح لخدمة أهداف العمل الايجابية فأنا لا أجد أي مانع من استعمال هذه الكلمات. كما أني استشرت أهل العلم ولم يعترضوا على الموضوع. أعتقد أن من ينتقدون المسلسل يبحثون عن أي سبب لوقف بثه لأنهم من النماذج المتضررة من عرضه كما سبق وذكرت.
لماذا تمت مهاجمة نجدت أنزور بالذات وليس الكاتبة علما أنه في مسلسلات أخرى تلقى المسؤولية على كاتب النص؟
أعتقد بسبب تاريخي الشخصي وتاريخ أعمالي؛ فأنا أدافع بشراسة عن أعمالي ولا أقدم أعمالا للتسلية. أحاول دائما تقديم أعمال لها قيمة. كان من الممكن أن لا تثار كل هذه الضجة لو أخرج العمل شخص آخر غيري. كما كنت أتمنى أن لا يعرض المسلسل في رمضان كي يتمكن المشاهد من التمعن فيه ودراسته بعمق أكثر، لكن للأسف ليس بيدنا حيلة فتوقيت العرض خاضع لسياسة التلفزيونات العربية التي لا تشتري الأعمال الجديدة إلا في موسم واحد هو رمضان.
دويتشه فيله 30/8/2010
أجرت الحوار: أمينة اسريري
مراجعة: أحمد حسو
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |