لحظة.. لو" سمحتَ لي
خاص ألف
2010-09-26
شوارعُ ضيقةٌ ضعنا فيها, تاهتْ بها عيوننا الراسمة من ألقِ الحياة، ذكرى لماضٍ سيأتي فيما بعد.
خطوطُ الوحل المتعرّجة على جدران البيوت القديمة، بدت كمثل مشيتنا في تلك الأحياء المتعرجة. كانت متداخلة مثلها تماماً, تعبث بها مياه الله النازلة من عنده, غسلت أوراق الياسمين من كل ما فيها، إلا رائحة الورد التي بدت كأنَّ دكاكين العطارين قد كسرت زجاجاتها المملوءة في ذاك الصباح, الذي حمل أقدامنا وقلوبنا سويةً إليها.
شقَّت الشمس طريقها إلى المكان ذاته بصعوبة, لم تصل إلى الأرض، كانت أجسام المارة تقطعها إرباً؛ لكن دون أن تتقصد، ضاعت الشمس وسط هذا الزحام مثل ما يضيع الأبله أو المعتوه في مشيته.
إنَها في السماء، واحدةٌ مثلنا، قويةٌ مثل أرواحنا التي تشابكت في صدفةٍ، بالتأكيد غير معهودة، فتلاصقت دون أن تدري كيف، متشتتة كمثل أقدامنا التي تُجبر على الفراق كل يوم.
لحظة لو سمحت لي: إنه الافتراق، هو كل يوم.
يقاطعني حبي المذبوح على مداخل تلك الأحياء، مازال دمي يرسم من لونه الخمري في زوايا البيوت جداول صغيرة، غيَّرت لونه القاتم من اختناقه الذي ودَّ لو أنَّه ما عهدهم؛ ما عرفهم، لم يعش معهم حاضراً، سيقود إلى أزليةِ الوفاءِ بعد حينٍ من الزمن، هي الأمطار غيَّرت لونها كما بدَّلت جدرانها.
وقفتْ الريح أمام المداخل، لم يَعُدْ لها من مكانٍ تتجول فيه تبعث بصفيرها المرعب سوى السماء الواسعة التي غطت البيوت هناك، دخلناها حيثما وقفت الريح. بدأت اللحظات تسحب بعضها بسرعة، كأنها تريد أن تجمع بشتاتها، لتشكّل ساعةً أو ساعتين أو أكثر، الزمن الذي سنبقاه سوية، الوقت الذي سنملؤه بأحداثٍ؛ بضحكاتٍ؛ بنظرات الحب الصادقة، ستكون يوماً آتياً ذكرى, تجول أمام عيوننا كأشباح الليل، كلّما اقتربت من الضوء تختفي مرةً أخرى.
مضينا فيها ونحن نقبِّل الأرض بأحذيتنا، حتى تكون يوماً قادماً في استقبالنا؛ لأننا لم نؤذها، فقط أشعرناها بوجودنا. كانت أصواتنا تعلو شيئاً فشيئاً، تريد أن تنادي الكون كلّه أننا هنا، نمتطي صهوة الحب ونمسك لجام الوقت كي لا يفلت منا حتى نجعله يسير كما نريد, ثم يمسكنا الحياء.
بدأننا نتسلل عبر العيون المفتوحة هنا وهناك، نقفز من رصيف إلى آخر؛ من شارع إلى آخر و أجسادنا تصطدم بالأجساد الماضية إلى حياتها, ونحن نمضي إلى الحياة .
باغتتني بصوتٍ تدفَّقَ من حنجرتها التي امتلأت بعبق الياسمين المارِّ من بين شفتيها, قبلها, قبَّل عينيها البراقتين، تسلَّل صوتها إلى شرودي العميق في ما أنا فيه؛ فيما سيأتي بعد زمن، قالتها لي وصمتت.
- حدِّثني
وقفتْ الريح أمام المداخل، لم يَعُدْ لها من مكانٍ تتجول فيه تبعث بصفيرها المرعب سوى السماء الواسعة التي غطت البيوت هناك، دخلناها حيثما وقفت الريح. بدأت اللحظات تسحب بعضها بسرعة، كأنها تريد أن تجمع بشتاتها، لتشكّل ساعةً أو ساعتين أو أكثر، الزمن الذي سنبقاه سوية، الوقت الذي سنملؤه بأحداثٍ؛ بضحكاتٍ؛ بنظرات الحب الصادقة، ستكون يوماً آتياً ذكرى, تجول أمام عيوننا كأشباح الليل، كلّما اقتربت من الضوء تختفي مرةً أخرى.
مضينا فيها ونحن نقبِّل الأرض بأحذيتنا، حتى تكون يوماً قادماً في استقبالنا؛ لأننا لم نؤذها، فقط أشعرناها بوجودنا. كانت أصواتنا تعلو شيئاً فشيئاً، تريد أن تنادي الكون كلّه أننا هنا، نمتطي صهوة الحب النور رسولها بينهم ولها سطوح المنازل إن شاءت.
تعدو اللحظاتُ مسرعة مع مرور بعض الوقت على بدءنا السير نحو الماضي؛ سيرنا الذي كنّا نرتّله ترتيلا، حتى يخرج كأنّه صفحات مملوءة بكلمات كتابٍ مقدّس، تجعل ممن يقرأنا فيما بعد، يشعر بصفاء تلك القلوب المتجولة في أراضٍ حملت من ماضيها شيئاً من الألفة التي طلت قلوبنا المتعطشة لما نعيشه كل يوم.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |