مرة أخرى قصيدة النثر
خاص ألف
2010-12-07
إننا، وفي الوقت الذي لا نُغفل فيه حقّ الآخرين حرية التذوّق واختيار الرصيف الشعري الذي يرونه أكثر استقراراً وأماناً لتكوينهم الثقافي والنفسي والجمالي، ما زلنا نجد مواقف وكتابات مبتعدة عن الثوابت الحقيقية للكتابة، أو الوسع المطلوب لصدر الحوار الذي يريد أن يؤسس حقاً، متخلِّية عن روح النقد المخلصة، نازّة بالحقد والتجديف، شغلها الشاغل الحطّ من قيمة الجديد الإبداعي.
فمنذ وقت قصير، وفي أحد المهرجانات المحلية، وقف شاعر ليشتم يوسف الخال و(رفقاءه) في مجلة شعر، باعتبارهم طابوراً متقدماً لتخريب الذائقة العربية والتآمر على الأمة العربية!!
ألم ننته من هذا الهذر.. وهل ما زال هناك من يتحدث بهذه المنطق الخشبي؟
للأسف، يبدو أن مثل هذا الأمر ما زال مطروحاً في الساحات الثقافية العربية، خصوصاً حول قصيدة النثر، التي خاض شعراؤها، وما زالوا، حروباً، ربما هي الأقسى في تاريخ الشعر العربي، وأعني الحروب الدائمة بين القديم والجديد، التي لم تنفك، ولن تنفك أبد التاريخ.
فقصيدة النثر، ومنذ نصف قرن، موضوعة في قفص الاتهام، من محيط الشعر إلى خليجه، وقد اتفقت معظم التيارات الشعرية والنقدية على رفضها أو عدم الاعتراف بها، ويمكن فرز ثلاثة اتجاهات رئيسة لهذه التيارات وهي:
- تيار اتّهامي، يرى بأن قصيدة النثر تحمل قصدية التخريب، وهي جزء من المؤامرة الكبيرة على المجتمع العربي.
- تيار استعلائي، ينطلق في رفضها من منطق التفوق ويعمل على نفيها فنياً وشعرياً.
- تيار متحفّظ، وهو أكثر مرونة من سابقيه، يرى أن في قصيدة النثر الكثير من جوانب الشعر ولكنها مليئة بنقاط الضعف والسلبيات ويتحدث كثيراً عن غياب العروض.
أما الأفكار الأساسية لهذه الاتجاهات أو التيارات العريضة الرافضة لقصيدة النثر، وخصوصاً للاتجاهين الأول والثاني، فيمكن تفصيلها كما يلي:
- إنّ قصيدة النثر لا تنتمي إلى الشعر لغوياً وفكرياً وإيقاعياً.
- إن قصيدة النثر مشبوهة ومتهمة بالعمالة وأن كتّابها من الشعوبيين وأعداء الوطن.
- إنها مقطوعة الصلات بالواقع العربي، كما أنها دخيلة ومقاطعة جماهيرياً.
- إنها مخرّبة للذائقة الشعرية العربية ومساعدة على اختراق الأمن الثقافي العربي.
- إنها وضعت القارئ العربي في حيرة من أمره ودفعته إلى مقاطعة الشعر عموماً.
- إن وراء انتشارها أياد أجنبية مشبوهة متضافرة مع جشع مقاولي النشر، كما لا مستقبل لها في الثقافة العربية.
ومن سؤال معاكس لمضمون الأفكار السابقة أقول: لماذا يجد البعض في الشعر الجديد، وفي قصيدة النثر تحديداً، طاقة شعرية هائلة ومختلفة، في الوقت الذي يرفضها الآخر ولا يستطيع هضمها..؟
هل هؤلاء هم أيضاً عملاء ومخربون وأعداء للوطن؟
08-أيار-2021
12-آذار-2016 | |
21-تموز-2012 | |
05-تموز-2012 | |
05-حزيران-2012 | |
24-آب-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |