نبيل المالح يفرج عن رسالة وجهها لوزير الثقافة السابق
2006-04-23
تـم تـقـديـم الكـتـاب التـالـي إلـى السـيـد وزيـر الثـقـافـة الدكـتـور مـحـمـود السـيـد بـتـاريـخ 19/10/2005 تـحـت رقـم ديـوان الوزارة 25981
السـيـد وزيــر الثـقـافــة
تـحـيـــة طـيــبــة
يـسـعـدني بـداية أن أخـبركـم بـأنني قـد قـمت بـرفـع مضـمـون هـذا الكـتـاب إلـى السـيد الرئيس بشــار الأســد.
فـي مـطلـع هـذا العـام ، وجـهــت إدارة مـهـرجـان بـوزان الدولـي العــاشــر (كـوريـا الجـنـوبـيــة) الدعــوة إلـى المؤسسة العـامـة للسـينـمـا لإرسـال فيـلـم (الفـهـد) الـذي تـمّ اخـتيـاره كـواحد مـن الأفـلام الخـالـدة فـي السينـمـا الآسـيويـة وذلك فـي تظاهـرة
Pantheon of Asian Cinema
The masterpieces
ولكـن إدارة المؤسـســة تـجـاهـلت الأمـر ولــم تـتفـضـل حـتـى بـالـرد عـلــى هــذه الدعــوة ، عـلـمـا بـأن مـثـل هــذا السـلـوك يـعـتـبـر تجـاوزا للخـط الأحـمـر فـي سـلـوك مـؤسسة ثقـافيـة رسـمـيـة تـمـثـل البـلد ، وخــاصــة عـنـدمــا نـعـلـم بـأن هـذه الدعــوة تـعـتـبـر تـكـريـمــا عـالـمـيـا اسـتثـنــائـيـا غـيـر مـسـبـوق لعـمـل إبـداعــي مـن ســوريــة .
بـعـد أشـهـر، تـواصـلت مـعـي إدارة المـهـرجان للاسـتفسـار عـن سـبـب هـذا التجـاهـل، مـمـا اضطرنـي لمخـاطـبـة المؤسسة بـهـذا الشـأن، وتـجدون رفـقـا إجـابـتهـا المـثـيـرة للأســى، والتي هـي عـذر أقـبح مـن ذنـب .
إن سـوريـة وكـمـا تـعـلـمون، تـتعـرض لضـغـوط سـيـاسية واقـتـصـاديـة وثـقـافيــة هـائـلـة، إضـافـة إلـى حـالـة العـزلـة التـي يـحـاولـون وضـعـنـا فيـهـا، وهـي فـي أمـسّ الحـاجــة لـتقـديـم صـورة بـديـلـة عـن السـائـد فـي أجـهـزة الإعـلام الـمـعـاديــة والـمغـرضـة، وأي عـرقـلـة لـمثـل ذلـك يـعـتـبـر أمـرا مـثـيـرا للشـك ويـتـطـلـب تـحـقـيقـا فـي دوافـعـه وغـايـاتـه، فـهـو إهـانــة لسـمـعـتـنـا وكـرامـتـنـا الوطـنـيــة.
إن تـجـاهـل هــذه الدعـوة الاسـتـثـنــائـيـة والتـكـريـمـيـة عـلـى مـسـتوى عـالـمـي لـعـمـل إبـداعـي سـوري أمـر لا يـمـكـن القـبـول بــه، خــاصـة وأن أهـمـيـة هــذا الحـدث تـفـوق كـثـيرا جـهـود العـلاقـات العــامـة المـنـتـظـرة مـن مـهـرجـان دمشـق السـيـنمـائـي والـذي تـنـفـق عـليــه الـملايـيـن، وخـاصــة حـيـن نـتفـحص كـــمّ المـراسـلات وبطـاقــات الطـائـرات والاسـتضـافــة والمــآدب الـمـهـدورة عـلى عــدد مـن أصـدقــاء الإدارة فـي مـهـرجـان دمشـق السـيـنـمـائـي ، وذلـك إضـافـة إلـى أن مـؤسـسـة السيـنـمـا - ووفـق مـعـلـومـاتـي الـمـتواضـعـة – هـي مؤسسة وطـنـيـة عـامـة وليـست شـركة خـاصـة أو مـزرعـة شـخـصيـة خـاضـعـة لـمـزاجـيــة إدارتـهــا .
إن تـصـرف الـمـؤسـسـة غـيـر المـسؤول قــد سـمـح بـإضـاعــة فـرصــة تـاريـخـيــة نـادرة طـال انـتـظـارهـا لتواجـدنــا عـلـى خـارطـة الثـقـافــة العــالـمـيــة الـمـعـاصـرة وقـد لا يـتـحـقـق مثلـهـا فـي مـستـقـبل قريـب ، وهـو تـكـريـم لـم يـسـبق لأي عـمـل إبـداعــي سـوري أن حـظـي بــه ، بـاعـتـبـارالعـمـل خـالـدا وواحــدا مـن كـلاسـيـكـيـات السـيـنـمـا العالـمـيـة ، مـع كـل الاحـتـرام للأعـمـال الإبــداعـيــة السـوريـة الأخــرى . وسـلـوك المؤسـســة مـثـل إدارات عـديـدة غـيـرهــا ، يــذكـرنــي بـقــول مــالــوف وهـــو :" أنـهـا كـبــيرة جــدا عـنـد الأشــيــاء الصـغـيـرة ، وصـغـيـرة جـدا عـنــد الأمــور الـكـبـيرة " .
إنـنــا كـمـبـدعـيـن سـوريـين ، وبـدون انـتـظـار لأي تـكـريـم أو اعـتـراف مـن جـهـة رسـمـيــة ، نـعـانـي الأمـريـن فـي قـتـالـنـا لوضـع أنـفسـنـا عـلـى خـارطـة الثـقـافـة العــالـمـيــة، وقـد حـقـقـنـا فـي ذلك إنـجـازات مـشـهودة ، رافـعـيـن بـذلـك رأس وطـنـنـا عـاليـا بـالـرغــم مـن كـل الضـغـوط التـي نـتـعـرض لهـا فـي الخــارج ، ونـحـن حـتمـا لا نـحـتـاج لأن نـطـعــن أيضـا مـن داخـل الـوطـن ، حـيث جـابـهـنـا فـي هـذا الـمـجـال سـوابـق عـديـدة مـمـاثـلة أخـرى . ولـكـنـه يـبـدو أن عـليـنــا أن نـخـشـى أبـنــاء جـلدتـنـا أكـثـر مـمـا نـخـشـى أعــداءنـــا . وكـل هــذا الأمــر يـقــع فــي سـيـاق مــا يـحـاول السـيد الرئيــس إصـلاحــه وتـقـويـمــه .
لقــد وجــدت وضـمـن الضـغط الإعـلامـي الهــائل الـذي تـتعـرض لـه سـوريــة ، أنـه مـن غـيـر الـمـنـاسـب فـضـح الأمـر فـي الصـحـافــة العـربـيــة ووسـائـل الإعـلام الأخـرى ، ولـكنــنـي حـتمـا لـن أقـبـل بـتـنـاسـي الأمــر وعــدم مســاءلــة مـن لـه عـلاقــة ، فـالأمـر لــم يـعـد شـخـصـيـا ، وإنـمـا يـتـعـلـق بسـمـعـة الـوطـن بـامـتـيـاز .
مـع وافـر الاحـتـرام
نـبــيل الـمــالـح دمشـق فـي 19/10/2005
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |