فوضى تدور وتدور, تلاحِقُ نفسَها فتمسكها, تقاتلُها طويلاً فتغدرُها وتقتلها ..
تحزن عليها كثيرا, فترثيها و تبكيها وتدفنها في عيونها
فيحييها الدمع مصادفة وتولد طفلة تناديها أمها
توصيها أن تنام باكرا كي لا يستيقظوا فيها
تكبر بسرعة الظلام وتكتشف أنها قتلت أمها مصادفة
وأن الانتقام يعنيها..
ومن جديد تدور وتدور وتلاحق نفسها
لا شيء يوقف الحكاية
فلا نهاية عادة لقصص مات رواتها من أجلها
كي يتقنوها ويتعلموا أنهم أخطاؤها
وأن النهايات لم يعد يرضيها الوجود في آخر الأشياء
فإن الأشياء في الفوضى تعاني من معانيها
...
الخوف من المرتفعات ومن المنخفضات يشبهان بعضهما
بأنهما خوفان ويختلفان لأنهما خوفان
فلا تخافي يا أنثى شبحي صاحب المزاج الرديء
اختبئي وراء الجنون الكبير الواعي
وتسللي إليه في سكرته القادمة
رشفة تحاكي كل ما يدور في رأسه
حتى تصيري سمّه الأشهى
فتذهبان معا وتعودان
حينما يصحو وتسكرين بعشوائيات حب
يشبه المعجزات, ولا يشبه الأنبياء
...
يهذيان كضائعين في بعض الكلام
وينامان دون ليل بعد تسريح القمر
لأسباب تخص النزاهة
والغريب أكثر....
أن الشرق قد ضجر من مكانه المعتاد
وسئم الصباح في كل صباح
أليس من حق الشرق إجازة ؟
يجلس فيها مرتاحا من عاره
فيقرأ رواية عن الغروب
أو مسرحية عن هروب التاريخ من الجهات الأربعة