في حضرة الغياب .. يحضرون جميعا وستغيب أنت
خاص ألف
2011-01-19
لا أعلم حتى الآن وأنا في محاولتي الثانية هل أمتلك المقدرة على كتابة مقالة ناجحة في أسلوبها ومضمونها الفكري .لكني أعلم تماما أنني لن أكون مخطئا في معارضتي وتشاؤمي من مشروع فراس إبراهيم في عمله (في حضرة الغياب) الهادف من وجهة نظر منتجة إلى تكريم الشاعر الراحل محمود درويش.
والسؤال هنا هل يكون تكريم شاعر بوزن درويش بهكذا طريقة أو بهذه الأنانية .وإذا فرضنا جدلا أن فراس إبراهيم صادق في نيتة تكريم درويش ولا يهدف إلى تحقيق مجد شخصي فإننا ومن منطلق فني لا نستطيع المحاسبة بالنوايا
فالعمل الدرامي قائم على معادلة دقيقه جدا تحتاج إلى تضافر جميع عناصر العمل ابتداء من الكاتب والمخرج والممثل انتهاء بأصغر العاملين. لذلك فإن أي خلل في أي عنصر من هذه العناصر سوف يأثر على نجاح العمل. والممثل باعتباره واجهة العمل الدرامي يعتبر هو بيضة القبان والعنصر الأقوى في هذه المعادلة وسأستشهد هنا بما قاله رجل المسرح الأول ستانسلافيسكي عندما قال لا يوجد دور كبير أو دور صغير إنما يوجد ممثل كبير وممثل صغير.
من الواقعية ألا يجرؤ شخص محب لدرويش على التحدث عن امتلاكه لمقاربة روحية بينه وبين الشاعر مثلما تحدث منتج العمل وصاحب الشخصية الرئيسية.
إن هذا الموضوع لا تقبل المزايدة فيه وهي بالأساس لا تصدر من شخص يعرف ماذا يرد أو إلى أين يريد أن يصل عدا عن أنها ستكون ضربة موجعة لفراس إبراهيم في حال فشله في أداء الشخصية.
إن خطورة التعامل مع تاريخ شاعر بحجم محمود درويش لا تأتي فقط من أنه يعتبر لدى الكثيرين رمز من رموز القضية الفلسطينية إنما من القيمة الأدبية التي قدمها ـ درويش - من خلال تاريخه وهذه النقطة من المؤكد أنها لم تغفل على كاتب العمل فكيف سأختصر تاريخ هذا الشاعر في عمل درامي من ثلاثين ساعة إذا افترضنا أن الحلقة مدتها ساعة كاملة.إن ثلاثين ساعة على ما أعتقد غير كافية حتى لقراءة دواوين درويش بمرور واحد على القصيدة .
قد يتجه البعض إلى التفاؤل بنجاح العمل من جهة ضمه لممثلين أكفاء ولديهم الخبرة الطويلة في العمل الدرامي .وأيضا لأن العمل سيقحم شخصيات عاصرت درويش ضمن سياق الأحداث والأبرز هنا الفنان مارسيل خليفة الذي تربطه بدرويش إضافة إلى تعاونهم الفني علاقة صداقة قوية ومن الضروري تواجده لكن لا أعلم إن كان الفنان مارسيل خليفة سيلحن ويغني بعض من أشعار درويش فقط أو إذا كان أيضا سيجسد شخصيته كصديق لدرويش وهنا سيكون من الضروري العمل على ضبط احترافي لعاطفة الفنان مارسيل خليفة حفاظا على واقعية العمل.
من المؤسف أن تتحقق دائما مقولة الفنان زياد الرحباني (نحنا شغلتنا ننزع كلشي بطالو إيدنا) ......
صدقا أنا في حالة تخط بمصداقيتي مع نفسي فمن جهة أتمنى ان ينجح العمل وأن يوفق فراس إبراهيم في أداء الشخصية لكي لا يساء إلى اسم محمود درويش. ومن جهة أخرى أتنمى الفشل لكي لا يرتبط إسم محمود درويش بصورة أي شخص أخر.
لذا أرجوا أن يكتفي فراس إبراهيم بالاستفادة والتمتع بقراءة دواوين درويش لكي لا ترتعب ريتا التي لم ترعبها البندقية.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |