روايات مرشحة للبوكر – اليهودي الحالي للكاتب اليمني علي المقري
خاص ألف
2011-02-19
علي المقري كاتب و شاعر من اليمن. يعمل في الصحافة الثقافية منذ 1985 . صدرت له عن دار الساقي رواية ( طعم أسود ، رائحة سوداء ) و رشحت لبوكر عام 2008 – 2009 . و هو في روايته الحالية التي وصلت إلى القائمة الطويلة لهذا العام يدمج التاريخ بالخيال ، و يعود بالذاكرة السردية إلى الجو العاصف الذي اجتاح اليمن خلال القرن السابع عشر و بداية الثامن عشر ، و إلى الفوضى السياسية و الاجتماعية التي وضعت اليهود و المسلمين على خط المواجهة ، تماما كما حصل في الهند بين الهندوس و المسلمين أيضا.
رواية ملتهبة ، نجحت في نقل جو الصراع الإثني و الديني إلى صراع رمزي بين الأجيال، وفي الدعوة إلى المحبة بين أفراد البشرية. و يبدو أنها تقنيا تسير على خطا الرواية التاريخية الحديثة التي وضع أسسها الفرانكوفوني أمين معلوف ، و الحائز على البوكر في دورتها الثانية المصري يوسف زيدان.
اليهودي الحالي لعلي المقري
و دخلت سنة أربع و خمسين و ألف ( يوافق بدايتها عام 1644 ) في ما يؤرخ به المسلمون للزمن. و فيها ، بعد أن عصفت بي رياح الدهر و نكبني الموت ، قررت أن أدون هذه الأخبار عن أيام فاطمة ، و زمنها ، حتى هذه السنة التي تزوجت فيها حلما ، لننجب توأمين : أملا و فجيعة.
بدأ ذلك قبل سبع سنوات. حينها كنت أقوم بعمل بعض الخدمات لأسرتها ، مقابل ما يجودون به من ذرة و خبز و حلوى.
لم تكن لدي رغبة في الذهاب إلى بيتهم ، حين طلب إلي ذلك أول مرة. كنت أمضي أكثر أوقاتي مع صديقي الجديد ، الذي جلبته جروا ، من أحد الأزقة ، في غفلة من أمه ، فقطعت طرفي أذنيه بالموسى ، و أسميته " علّوس".
لم أستطع أن آخذه معي إلا في المرة الثالثة. يومها أمرني أبي أن أحمل أعواد حطب إلى بيت المفتي ، حسب ما كانوا يسمونه في قرية ريدة. أخذت أمي حزمة مما جلبته من الجبل مبكرا ، و وضعتها فوق رأسي ، بعد ربطها بحبل مسلوخ من الأشجار. جرجرت معي صديقي الكلب ، الذي ظل يتردد في المشي ، كلما شاهد شيئا مثيرا. معه ، لم أحس بثقل الحطب كما في المرتين السابقتين.
أمة الرؤوف كانت تبدو غير مبالية ، و لا بصديقي الذي يجلس أمام منزلهم ينتظرني. أختها فاطمة هي التي تفتح الباب ، عادة ، إذا سمعتني أنادي : " يا أهل الله.. يا أهل الدار ".
تأخذني إلى سطح الطابق الثالث ، حيث يطبخ الأكل و يعمل الخبز ، و هناك أضع حمولتي.
حين تبدأ عيناي بالتفتح قليلا ، متغلبتين على آلام وخز الحطب في الرأس ، تكون هي قد نشرت ابتسامتها في أجواء المكان. لم تكن تمضي ، بسرعة ، لتهبني ما يقرره أبوها أو قبل ذلك ، من قدري: " هكذا الرجال ، و إلا فلا". تكرمني بكلماتها ، الداعية لي : " بارك الله فيك.. أغناك و قوّاك.. حفظك.. حفظك".
قولها : " أدام الله شبابك و أبهج عمرك" ، كان أكثر ما يفرحني ، ففيه تطريني مرحلة الشباب ، التي يؤكد كل من حولي أنني ما زلت صغيرا عنها. تكبرني ، كما قالت أمي ، بخمس سنوات ، فيما كنت في الثانية عشرة من عمري.
في أحايين كثيرة ، تقدم لي فاطمة الشاي ، و تظل تحدق مليا في وجهي. لا أعرف ما الذي يدهشها فيه. لا تقول شيئا. أحيانا تأخذ رأسي بين يدها ، تضمه إلى خصرها ، أو تنحني إلى مستواه ، ليلامس صدرها. تهمس : " ما بك ؟ .. ما بك؟".
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |