حبيبتي سورية:
بكل ما فيك من شجر وماء وطير، من بشر وشجن وأحلام ، أناديك من هنا، من أقصى الأرض . كوني برداً وسلاماً وماء فراتاً .
حبيبتي سورية.
من هنا من أناديكم. وأمد يدي إلى حلب ،أوصيكم بسيف الدولة .
أمد يدي إلى حوران ،أوصيكم بأبو تمام .
أمد يدي إلى حمص وأوصيكم بديك الجن .
أمد يدي إلى حماه وأوصيكم بابي الفداء
أمد يدي إلى اللاذقية وأوصيكم ببدوي الجبل
أمد يدي إلى جبلة وأوصيكم بالبحر والجبل بالقلعة وجامع السلطان والسمك .وفي طريقي إلى المعرة أوصيكم بالاعمى .
حبيبتي سورية :
بالماء والشجر والأديان والانسان أوصيكم :
بشارع بغداد والقيميرية وسوق الحريقة وبوظة بكداش .
أوصيكم بسوق ساروجة والمزة والمعضمية والمتاحف والمسارح. أوصيكم بالبوطي ونقيضه أوصيكم بياسمين نزار قباني وأطفال سليمان العيسى.
من هنا هنا اوصيكم بمدينة ابي الفداء وبكل ما فيها من حجر وبشر وماء.
قولوا للعاصي أن النهر ما زال يسير والعطش قتل الحسين والطائفية فرقت أهله .
يا نار كوني بردا وسلاما على بلادي وعلى كل الذين سقطوا في درعا والصنمين واللاذقية .
لا تدعوا الفتنة تقتل الحب فينا ، لنشهد معا حياة جديدة تتشابك فيها الايادي ممتدة من جبال العلويين إلى سفوح قاسيون إلى حدود القامشلي إلى منبع الفرات .
حبيتي سورية، جرحك جرحي ، ينبع من الفرات ليصب في بردى ومن ثم يمر على حمص ومن بعدها إلى قطينة ، ربما تخونني الجغرافيا ،وربما تخونني الاماكن ولكنني لا أنسى يوم صليت في الجامع الأموي،ولن أنسى يوم صليت في مقام السيدة العذراء في سفوح صيدنايا.
ولن انسى يوم عاشوراء يوم صليت في السيدة زينب ،من اجل بلادي ومن أجل صديقاتي.
حبيتي سورية اشعر كم جراحك اليوم مؤلمة ،كوني الأم والأب وامسحي الدموع التي تنسكب من جبال العلويين لتجري إلى جبال طوروس إلى أكراد قامشلوا والحسكة والرقة وديرالزور ومري على شيوخهم وعشائرهم على كتابهم وشعرائهم مري على الشاعرات الكرديات مري على نارهم المقدسة وأقرأيهم السلام وقولي لهم إمرا ة من أقصى الأرض تسعى لتقول السلام السلام السلام السلام .