تعلّم أبجدية الغرب" الجزء التاسع والأخير "
خاص ألف
2011-06-17
ين يانغ
جعلوني أكتبُ اعترافاً . فعلتُ ما طلبوهُ منّي . كتبتُ اعترافاً آخر . هو اعترافي من أجلِ طفلتي . لن أتمكّنَ من العيشِ إن لم أفسّرْ لها ما جرى ومن هيّ . كنتُ أشعرُ أنّني سأضعُ حملي في وقتٍ قريبٍ ، وكنتُ أعرفُ أنّه إن لم يتمّ الزواجُ قبلَ الولادةِ سيكون هناكَ مشكلةً . سأخسرُ كلّ شيء . عضويتي في الحزبِ . عملي . رفاقي . وسيرسلونني إلى الريفِ . أنا حفيدة المالك الكبيرِ المتعلمةِ . كما سيعاقبون والديّ ثانيةً .
حاولتُ أن أشرحَ هذهِ الأمورِ للسيد تين . ولم يفهمْ . كانَ عليّ الانتظار ، وبعد أن تمّ زفافنا . تقدّمتُ بطلبٍ من أجلِ الطفلِ ، لكنّهم أخبروني أنّ الخانةَ مليئةٌ حالياً وأن عليّ الانتظار و تنفيذ القوانين مثل أي شخصٍ آخر . لكنّني لم أكنْ مثلَ أيّشخصٍ آخر . لم تكن سمعتي جيدة . فقد نمتُ مع أجنبي . سخروا مني لأنّني صدّقته . ذهبتُ إلى العيادةِ وفعلوا ما كانوا يرغبونَ في فعله فهم يفعلون ذلك طوال الوقتِ ولا يعني لهم الأمرُ شيئاً لم أقلْ له شيئاً . لا أستطيعُ أن أخبرَهُ لأنني أعرف مما أقرأ وما أسمعُ في الراديو . أنّ الأجانبَ يفكّرون بشكلٍ مختلفٍ حولَ الإجهاض . اعتقدتُ أنّه سيغيّرُ رأيه حولَ الزواج مني لو عرف ماذا فعلتُ . كنتُ محتارةً . كلّ ما أعرفهُ أنّني أحببتهُ ، وأريدُ أن أعيشَ معه في المملكةِ المتّحدة . والدي كان يقولُ لي على الدّوام . تعلّمي أبجديةَ الغرب . يمكنكِ أن تذهبي وتعيشي حرةً . لقد قاسى والدي كثيراً ، ولا يريدني أن أعانني مثله .
شعرتُ أنّهُ عليّ أن أخبرَ السيد تين . كنّا نستلقي معاً في السريرِ . تحتَ ذلك اللحافِ الذي طرّزَ عليه تنّينانِ. كنا نتحدّثُ لبعضنا بأسرارٍ ، وكيف أنّنا لن نخفي شيئاً عن بعضنا . تحدّث لي كيفَ يشعرُ تجاهَ والديه اللذان كانا مغلقانِ تجاه بعضهما البعض . قلتُ لهُ إنّ هذا يمكنُ أن يكونُ مشكلةً بين الأزواج في الصينِ أيضاً . يتحدُّثُ معي ويستفسرُ عن الأشياء . اعتقدتُ أنّ الأمرَ سيكونُ على ما يرام . وأنّه سيتفهمني بعد أن عاش هنا زمناً طويلاً . عندها . فتحتُ فمي وتحدّثتُ . اعتقدتُ أنّه سيحيطني بذراعيه ، لكنّه كانَ غاضباً ومصدوماً ووصفني بشتى النعوتِ ثمّ دفعني من السريرِ ، فوقعتُ على الأرضِ لذا ، أسرعتُ بارتداءِ ملابسي وذهبتُ دون أن أستمع إلى النعوت .
أخبرتُ والديّ ، وقالا لي ما عليّ فعله . بعدَها كتبتُ رسالةً إلى السيد تين قائلةً : لقد غيّرتُ رأيي . عندئذٍ ذهبتُ إلى القادةِ . كي أواجه انتقاداتهم . جعلوني أكتبُ كلّ شيء فعلناهُ أو قلناه . ليروا إن كان يمكنهم توجيه تهمة التّجسس لي . جعلوني أمكث تحتَ الإقامةِ في شقّتي لأربعة أشهر .
لم أستطعْ أن أقولَ له : وداعاً ، ولا الكتابةِ لهُ حتى لو خاطرت شياو بمستقبلها الحزبي وعرضتْ أن تأخذَ له رسالةً . فقط أرسلتُ له كتاباً صغيراً . أردت أن أخبره عن قصة فامو لان . أعتقدُ أنهُ ربما يفهمُ من الصورِ شيئاً . قد لا يفهمُ .
ربما كانَ الأمرُ برمّته بالنسبةِ لي حلُماً معتقدةً أنّ الأجنبي سيحبّني ، وأنّني يمكنُ أن أتركَ الصين .
عندما كنتُ تحتَ الإقامةِ فكّرت أن أسقطَ حملي وفي الوقتِ الذي لم أكن أرغبُ أن أقولَ له الحقيقة . فكّرتُ بالأمرِ كثيراً ، ولما لم يعدْ لدي وحدة سكنية . تمّ ترحيلي إلى الريفِ . في القريةِ حيثُ تقيمُ عمتي الكبرى ، وتحتاج لشخصٍ يساعدها في تربيةِ الخنازير . وضعتُ طفلتي هناكَ في القريةِ ، وبقيتْ معي إلى أن أصبح عمرها شهراً . سمعتُ أنّ بعضَ الأجانب قد أتوا من أجلِ تبني طفلاتٍ يتيماتٍ ، لذا وضعتها خارج الملجأ . لففتها بملاءةٍ . شبكتُ بها زرٌ تقليدي يبعدُ عنها أشباح الثعالب كي لا يستبدلونها . علّقتُ بالمشبكِ أيضاً رسالةً بالحروف الانكليزيةِ " من فضلكم أوصلوها إلى إنكلترا كي يتبناها الشخصُ الفلانيّ "
النهاية
لا أزالُ أشربُ الشايَ الأخضرَ أحياناً . حتى أنّني أحتفظُ بفنجانٍ له غطاء . لم أكن أستعمله لفترةٍ . ذهبتُ من الصينِ إلى اليابانِ . درّستُ في أوساكا لمدةِ عامٍ ، وفي العام التالي ذهبتُ إلى كوالا لامبور . أحبّبتُ امرأةً آسيويةً . تحطّم قلبها . نعم . في المقام الأوّل كنتُ أفكّرُ على الدوام بمينغ مينغ . أكتبُ لهونغ شياو . تخبرُني أنّ مينغ على ما يرام . تزوّجتْ فلاحاً . هو حبيبُ طفولتها كما تقولُ .
هل أخبرتكم أنّ كيت وجاستن تبنيا طفلة صينية من هونان . قالا: أنّهما أسمياها زو. قلتُ لهم: بالطبعِ . يجبُ أن يكون اسمها صينياً . لكنّهم قالوا : أنّ الطفلةَ لا تشبه الصينيين . عندما أعود في الصيفِ سأذهبُ لأراهم . لكن ليس الآن . ليس الآن .
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |