فراس السواح يعلن انضمامه للشارع ولثورته
خاص ألف
2011-08-14
على كتبه، وأخص منها كتابه الأول مغامرة العقل الأولى تربى عدد من أجيال سوريا والمنطقة العربية، فراس السواح يعتبر واحد من أهم الباحثين في الميثولوجيا وتوظيفها من أجل مساحة أكبر للتفكير لذلك الجيل الطالع حديثا يبحث عن إجابات لأسئلة صعبة، عدد كبير منهم وجد الإجابات في كتبه واتخذ طريقه نحو العلمانية.
فراس السواح زاهد متعبد في حجرة مساحتها ست أمتار، طاولة وكرسي وكنبة ومطبخ صغير، في هذه الغرفة كتب معظم كتبه، أصدقاؤه نادرون، ولقاءاته بالناس نادرة أيضا.
فاجأته الثورة الشعبية السورية، هو المنغمس في التاريخ القديم، والميثولوجيا المبتعد عن السياسة منذ ثلاثين عاما على الأقل، للوهلة الأولى خشي على سوريا، سوريته التي منها خرجت كل الأساطير القديمة، ومنها انتشرت في أصقاع الدنيا، خوفه على سوريته شلت تفكيره، فكتب بيانه الأول وبيانه الثاني، متخذا موقفا وسطيا لا هو مع الثورة ولا هو مع النظام، كان يريد أن يجعل النظام يتخذ قرارا يبعد البلد عن الحرب الحاصلة الآن، بين آلة عسكرية قمعية مدججة بالسلاح، وشعب أعزل يقتل بكل بساطة فقط لأنه صحا فجأة وطالب بحرية حرم منها لخمسين عاما.
فراس السواح، ومع استمرار الثورة واستمرار القمع كان عليه أن يحسم رأيه ويتخذ موقفا واضحا مما يجري، ولم يكن أمامه سوى أن يكون مع الثورة والثوار ولكن بطريقته غير المتشنجة الهادئة وغير الصادمة، فبعث برسالة تحمل أسئلة برسم الحوار الوطني، التفاعل الكبير من محبيه وقرائه جعله، يجبهم جوابا قاطعا ليقول لهم، للثوار على امتداد رقعة سوريا، أنا معكم.
ننشر قيما يلي بيانه الأخير ورده على قرائه الذين قرأوا بيانه وحاوروه فيه
ألف
إلى من يهمه الأمر في القيادة السياسية السورية: أسئلة برسم الحوار الوطني
فراس السواح
عندما أعلنت القيادة السورية عن استجابتها لمطالب الشعب في الإصلاح الشامل وقامت بالخطوات الأولى في هذا السبيل، انقسمت المعارضة بين مكذبٍ ومصدق. فلقد اعتقد المكذبون جازمين بأن ما أعلنت عنه القيادة ليس إلا محاولةً للالتفاف على حركة الشارع واحتوائها، أما الفريق الآخر فقد آثر التصديق لأنه رأى في الانهيار السريع للسلطة انهياراً للدولة وما ينجم عنه من تفككٍ للمجتمع ودخولٍ في المجهول، فأعطى الفرصة للقيادة لإثبات نواياها، وقصد مؤتمر الحوار الوطني في اللقاء التشاوري الأول، لأنه رأى في الحوار الذي هو جوهر العملية الديمقراطية بديلاً عن العنف المتبادل الذي يجري على مساحة الوطن. إلا أن التطورات المأساوية الأخيرة بدأت تثير في ذهن هذا الفريق أسئلة يحيلها إلى السلطة من أجل الإجابة عليها نلخصها فيما يلي:
1- مما لا شك فيه أن الرابح الأول من سقوط القيادة السورية هو إسرائيل، لأن ذلك من شأنه إضعاف المقاومة اللبنانية التي شكلت أخطر تهديدٍ على الكيان الصهيوني منذ تأسيسه. أما الرابح الثاني فهو الولايات المتحدة، لأن القيادة السورية تتحكم بعددٍ من الملفات الحساسة في المنطقة والمعروفة لدى الجميع.
ولكن هل هنالك من مؤامرةٍ خارجية وراء الأحداث في سورية، وهل هنالك من صلة بين قيادات المعارضة في الشارع وجهاتٍ أجنبية توجهها وتدعهما بالمال والسلاح؟ وبتعبيرٍ آخر: هل تكمن جذور التمرد في مؤامرة مدبرة سلفاً ضد سورية، أم أن الجهات الخارجية قد ركبت موجة الاحتجاجات وأفادت منها؟ إن ما قدمته لنا السلطة بهذا الخصوص لم يتعدَ بضع اعترافات مشوشة وغير مترابطة على شاشة التلفاز لعددٍ من الأفراد الذين ينتمون إلى الشريحة الأفقر والأقل حظاً من التعليم في المجتمع. ولسببٍ ما فقد انقطع ظهور هؤلاء على الرغم من الأعداد المتزايدة للمعتقلين على خلفية التظاهر أو ممارسة العنف.
2- من أين يأتي السلاح والمال، وما هي الآليات التي تتحكم بهذه العملية، وهل جرى التحقق من هوية الجهات القائمة عليها؟
3- مما لا شك فيه أن الأصوليات الإسلامية كانت على عداءٍ سافر مع حكم البعث منذ البداية، وتجلى هذا العداء الآن في الدور التحريضي الذي تلعبه بعض القنوات الفضائية التي تحكمها هذه الأصوليات. ولكن ما هو دور الأصوليات الإسلامية على الأرض، وما هي صلتها العضوية بما يجري خارج نطاق التحريض؟ لأن التحريض على العنف من الخارج شيء والإدارة المباشرة له من الداخل شيءٌ آخر.
لقد قيل لنا في البداية إن المعارضة الإسلامية تسعى لتشكيل إمارات إسلامية هنا وهناك. وتحدثت أجهزة الإعلام عن شخصٍ نصب نفسه أميراً على حمص، وآخر نصب نفسه أميراً على تلكلخ واتخذ لنفسه وزيرين، ولكن هذين الأميرين اختفيا بالسرعة التي ظهرا بها. وعلى الرغم من التمشيط الذي قامت به القوى الأمنية في مناطق التوتر، فإنها لم تعلن عن اعتقال قيادات أصولية محركة للأحداث.
4- إن المتابع للأحداث يلاحظ وجود خصوصية لحركات التمرد في كل منطقة، سواء من حيث البواعث أم من حيث الأساليب، أم من حيث التكوين الطبقي والاجتماعي للمحتجين وطبيعة مطالبهم، ولكن السلطة أجملت ذلك كله في صيغةٍ إعلاميةٍ واحدة وهي: "وجود مجموعات إرهابية مسلحة تروع المواطنين وتعتدي على أجهزة الأمن وتهاجم الممتلكات العامة والخاصة." إن ما حدث فعلاً في كل منطقة شأن يكتنفه الغموض، ونحن بحاجة إلى روايةٍ صادقةٍ عنه من قبل الجهات الرسمية.
5- يتجلى هذا الغموض بشكلٍ خاص في أحداث مدينة حماه التي ابتدأت فيها الاحتجاجات بشكلٍ سلميٍّ كامل ثم تحولت إلى العنف وظهر السلاح في أيدي البعض. فمن هو المسؤول عن هذا التحول الدراماتيكي؟ وما الذي دفع المحتجين إلى العنف؟
6- إن الإفراط في استخدام القوة من قبل أجهزة الأمن لم يعد خافياً على أحد. وقد اعترفت القيادة السياسية بوجود أخطاء وتجاوزات، وسمعنا عن تشكيل هيئةٍ قضائية من نوعٍ ما غايتها التحقيق في مثل هذه الأمور. فما هو مصير هذه الهيئة، ولماذا لم نلمس لها حتى الآن نشاطاً يُذكر؟
7- لقد تم استخدام كتائب من الجيش في بعض مناطق التوتر في المحافظات، ولكننا نشهد الآن تدخلاً واسعاً في مدن بأكملها في عمليات توحي بحدوث مواجهة شاملة بين الجيش والشعب. فما الذي ستفعله السلطة لمنع تحول هذا الموقف إلى حرب أهلية؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة من خلال تقديم رواية صادقة عما حدث ويحدث، هو مقدمة لا بد منها لاستئناف الحوار الذي دعت إليه القيادة السورية.
فراس السواح تعليق على الأسئلة التي وردت بخصوص مدونتي الأخيرة
اعتذر في البداية عن تأخري في التعامل مع ردود الأفعال على خطابي المعنون: "إلى من يهمه الأمر في القيادة السياسية السورية"
فلقد أردت انتهاء ورود التعليقات و المناقشات التي جرت بين المعلقين من اجل... الحصول على صورة شاملة و واضحة عن ردود الأفعال تلك.
و لما كان التعامل مع كل سؤال او تعليق يستلزم مني وقتا لا أستطيع توفيره، فإني سأكتفي بالإيضاحات التالية:
1- إنني لم أتأخر في إعلان الموقف الذي تبدى من خلال أسئلتي, و إنما جاء هذا الإعلان في وقته الطبيعي، لأن المعارضة المعتدلة التي انتمي إليها ارتأت إعطاء السلطة الوقت اللازم لإثبات حسن نواياها. ولكن هذا الوقت قد نفد بعد أن تبين لنا أن الحل الأمني لم يكن مجرد ردود أفعال آنية و منعزلة من قبل الأمن و إنما استراتيجية معتمدة من قبل السلطة.
2- لم اطرح هذه الأسئلة على اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي ذهبنا إليه درءاً للتطورات المأساوية التي آلت اليها الآن المواجهة بين السلطة و الشارع. فلقد تبين لي منذ الجلسة الأولى لذلك اللقاء أن ممثلي السلطة و الجبهة التقدمية و عددهم خمسون لم يأتوا من أجل الحوار و إنما من أجل الاستماع، و بناء على ذلك فقد كان الجانب الآخر أشبه بمن يحاور نفسه في "مونو دراما" بممثل واحد على خشبة المسرح. أي ان الحوار كان غائبا في مؤتمر للحوار.
3- أما عن موقفي المقبل من استئناف الحوار فأقول بإنني لن أشارك به إذا بقيت المعارضة الراديكالية في الداخل على موقفها من رفض الحوار. أما المعارضة الخارجية فلا تهمني في شيء، لأن هؤلاء المعارضين الذين حملوا الجنسيات الأوربية و الأمريكية منذ زمن بعيد و اندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة لا يحق لهم التدخل في الشأن السوري بالطريقة التي يفعلونها. يضاف إلى ذلك أن الحوار لن يكون مجديا إذا لم تشارك به قيادات حركة الشارع ، لأن المعارضة بشقيها المعتدل و الراديكالي ليست في واقع الحال إلا تجمعات لنخب مثقفة لا تمثل حركة الشارع.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |