عداء الطائرة الورقية – مختارات من رواية للكاتب الأفغاني خالد الحسيني
خاص ألف
2011-08-23
شيء زأر كالرعد ، الأرض اهتزت قليلا ، و سمعنا صوتا ( ترات – ا – تات – تات ) صوت إطلاق النار.
- أبي ! صاح حسان ، طرنا خارج الغرفة و وجدنا علي يعرج و هو يقطع البهو من جهة لأخرى.
- أبي ! ما كان هذا الصوت ؟ صرخ حسان ، مادا يديه نحو علي ، غطّانا علي بذراعيه ، ضوء أبيض ومض ، و أضاء السماء بلون الفضة . ثم ومض ثانية متبوعا بزخات متتابعة من إطلاق الرصاص ، إنهم يصيدن البط ، قال علي هذا بصوت مبحوح.
- يصيدون البط في الليل كما تعلمون ، لا تخافوا. صوت إنذار سمع من بعيد. صوت زجاج يتحطم و أحدهم يصيح ، سمعت الناس في الشارع ، مستيقظين من نومهم و على الأغلب لا زالوا في ثياب النوم ، بشعر منفوش و عيون منتفخة ، كان حسان يبكي ، اقترب علي منه ، و ربت على كتفه بحنان . لاحقا كنت أقول لنفسي ، لم أحسد حسان على الإطلاق.
بقينا هكذا حتى الساعات الأولى من الصباح.
الطلقات و الانفجارات لم تستمر أكثر من ساعة ، لكها أرعبتنا بشدة ، لأنه لم يسمع أحد منا من قبل إطلاق نار في الشوارع، كانت أصواتا غريبة بالنسبة لنا في ذلك الوقت ، جيل أطفال أفغانستان الذين لا تعرف آذانهم شيئا إلا صوت القنابل و الرصاص لم يكن قد ولد بعد ، و نحن متكورون على بعض في غرفة الطعام ننتظر شروق الشمس ، لم يكن لدى أحدنا أي فكرة أن طريقة عيش في الحياة قد انتهت ، طريقتنا في الحياة ، و إن لم تنته بعد فعلى الأقل كانت هذه بداية النهاية.
النهاية ، النهاية الرسمية. كانت ستأتي في أول نيسان 1978 مع الانقلاب الشيوعي السياسي.
و بعدها في كانون الأول 1979 ، عندما كانت الدبابات الروسية تدور في نفس الشوارع التي كنا أنا و حسان نلعب فيها ، قاتلة أفغانستان التي أعرفها ، و محددة بداية حقبة لا تزال مستمرة من إراقة الدماء.
قبل شروق الشمس بقليل ، سابقت سيارة بابا الممر إلى البيت ، فتح بابها و أغلق بسرعة ، و صوت خطاه الراكضة هزت الدرجات ، ثم ظهر في البهو ، و لرأيت شيئا على وجهه ، لم أعرفه فورا ، لأنني لم أره من قبل ابدا .. الخوف.
- أمير ! حسان ! قال و هو يتنفس الصعداء راكضا نحونا و هو يفتح ذراعيه.
- لقد أغلقوا كل الطرق ، و خطوط الهاتف قطعت ، كنت قلقا جدا !
حضننا بقوة ، و للحظة جنونية قصيرة ، كنت سعيدا بما حدث تلك اليلة.
ما كانوا يصطادون البط كما تبين ، لم يصطادوا أي شيء في تلك الليلة ، ليلة 17 تموز 1973 ، استيقظت كابول الصباح التالي لتجد أن الملكية أصبحت من الماضي.
الملك زاهير شاه ، كان في إيطاليا ، و في غيابه ، أنهى ابن عمه ، داوود خان ، عهد الملك الذي دام أربعين عاما ، بثورة بيضاء.
أذكر حسان و أنا في الصباح التالي مقرفصين أمام باب مكتب بابا ، بينما بابا و رحيم خان يشربان الشاي الأسود و يستمعان إلى أخبار الثورة على راديو كابول.
- أمير آغا ! همس حسان.
- ماذا ؟
- ما هي الجمهورية؟
هززت كتفي : لا أعرف. على راديو بابا ، كانوا يقولون كلمة " الجمهورية " مرارا و تكرارا.
_ أمير آغا ؟
- نعم ؟
- هل " الجمهورية " تعني أن علينا أبي و أنا الذهاب بعيدا.
- لا أعتقد ذلك. همست.
حسان توقع هذا.
- أمير آغا؟
- نعم ؟
- لا أريدهم أن يأخذوني أنا و أبي بعيدا.
ضحكت " كفى ياحمار ، لا أحد سيأخذك بعيدا ".
- أمير آغا ؟
- نعم.
- هل تريد أن نذهب لنتسلق شجرتنا ؟.
اتسعت ابتسامتي ، هذا شيء آخر عن حسان ، هو دائما يعرف متى يقول الشيء الصحيح ، الأخبار كانت قد أصبحت مملة ، ذهب حسان ، إلى الكوخ ليتجهز ، و أنا صعدت إ‘لى ألأعلةى و أخذت كتابا ، ثم عدت إلى المطبخ و ملأت جيوبي بحبات الصنوبر ، و ركضت للخارج لأجد حسان ينتظرني ، تسابقنا خلال البوابة متجهين إلى التلة ، قطعنا الشارع الرئيسي ، و كنا نتقافز خلال منطقة وعرة تقود إلى التلة عندما فجأة ، أصاب حسان حجر في ظهره ، نظرنا إلى الخلف ، شعرت أن قلبي سقط من مكانه.
ترجمة منار فياض. منشورات دار دال بدمشق . 2010 .
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |