/ «مقاومة» للتوظيف ضد الشعوب! / صالح القلاب
2011-09-04
ربما لم يعد البعض يذكر ,بعد أحد عشر عاماً من تحرير الجنوب اللبناني وانسحاب القوات الإسرائيلية من طرف واحد, أن سوريا وحزب الله قد رفضا في البداية ذلك الانسحاب والسبب أنهما أرادا الإبقاء على تماس مع الإسرائيليين لمواصلة الاشتباك وللاستمرار بإبعاد الأنظار عن هضبة الجولان المحتلة بحجة الانشغال بـ»المقاومة» على جبهة أخرى وأن الأولوية لهذه الجبهة «في هذه الظروف العصيبة من تاريخ أمتنا العربية»!!.
لا يمكن إنكار التضحيات التي قدمها حزب الله في الجنوب اللبناني لكن يجب تذكر أن «المقاومة» هناك كان بدأها الحزب الشيوعي اللبناني وبعده القوميون السوريون وبمشاركة مجموعات أخرى وأن السيد حسن نصر الله بادر بمجرد اكتمال تهيئة حزبه لهذه المهمة من قِبَل إيران وسوريا إلى جبَّ كل ما قبله وشطْب هذه القوى الطلائعية كلها من سجل المقاومين نهائياً وكل هذا خدمة للمخطط السياسي اللاحق الذي عنوانه «فسطاط المقاومة والممانعة»!!
كان هذا المخطط يقتضي حصر «المقاومة» بحزب الله ,الذي كان قد تم تفريخه في الحاضنة الإيرانية على يد السفير الإيراني في دمشق في مطلع ثمانينات القرن الماضي محمد حسن أختري, لأن الهدف كان اختطاف الطائفة الشيعية اللبنانية وربطها سياسياً ووجدانياً بهذا الحزب وإخراجها من تاريخها المشرف ومن انتمائها القومي (العربي) وحتى من وطنيتها اللبنانية وتحويلها إلى مجرد أقلية إيرانية ارتباطها المذهبي بـ»قم» وليس بالنجف الأشرف وارتباطها السياسي بـ»طهران» ثم بـ»دمشق» كمحطة لا بد منها على طريق الإمدادات «اللوجستية» بين إيران ودويلة ضاحية بيروت الجنوبية.
وهكذا فإن حزب الله الذي تحول إلى دولة داخل الدولة اللبنانية قد بقي يتغطى برداء المقاومة ليقوم بالدور الموكل إليه كأحد أرقام المعادلة الإيرانية-السورية إن في لبنان وإن في المنطقة وإن في سوريا نفسها ,كما ثبت بعد انفجار الأحداث المتواصلة هناك, والدليل هو سعيه للإخلال بالتوازن الطائفي اللبناني الموروث ودوره ,وفقاً لاتهامات المحكمة الدولية, في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وانحيازه المذهبي المسلَّح في العراق وفي البحرين وتدخله في الشأن المصري الداخلي باسم دعم حركة «حماس» وفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
لا توجد أي مقاومة من المهد إلى اللحد ولو أن من الجائز استغلال المقاومة لمعطيات سياسية لاحقه لما كان زعيم المقاومة الفرنسية الباسلة ضد الاحتلال النازي الجنرال ديغول قد اضطر للاستقالة بسبب عدم حصوله على النسبة التي توقعها في التصويت على تعديلات دستورية أرادها ورمى إليها وهو في موقع رئاسة الجمهورية ولما كان عبد العزيز بوتفليقة بحاجة إلى خوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية على اعتبار انه كان احد رموز الثورة الجزائرية التي كانت قد حققت معجزة الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية بعد استعمار استيطاني استمر لأكثر من مائة وثلاثين سنة.
ولهذا فإنه ليس من حق حسن نصر الله أن يستغل في إطلالته التلفزيونية يوم الجمعة الماضي اسم المقاومة اللبنانية وسمعتها ليطالب «الدول الشقيقة والصديقة» بدعم النظام السوري الذي يواصل البطش بشعبه بأساليب همجية بشعة وليتهم الثوار السوريين الذين يطالبون بالإصلاح والحرية وبـ»إسقاط النظام» أيضاً بأنهم يحيون النعرات الطائفية ,هذا مع انه هو أكبر طائفي في هذه المنطقة, وأنهم يريدون تدمير سوريا وتخريبها وإسقاط موقعها ودفعها إلى الانقسام خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد وكل هذا بينما يتناسى ,هذا الذي يفتخر بأنه من أتباع «الولي الفقيه», أن حدود الجولان بقيت مقفلة في وجوه المقاومين وبقيت صامتة لنحو ثلاثين عاماً وأن أمضى سلاح في مواجهة إسرائيل هو سلاح الديموقراطية الذي بقي غائباً عن هذا البلد العربي لنحو ستين عاماً والذي استبدله هذا النظام منذ الحركة التصحيحية في عام 1970 بالشعارات والبيانات وبـ«فسطاط الممانعة» الذي بدأ كذبة كبرى وبقي كذبة كبرى. «مقاومة» للتوظيف
صحيفة الرأي الاردنية
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |