هكذا وبالضربة القاضية أنهى بشار الأسد المبادرة العربية / صالح القلاب.
2011-11-11
ﻷﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺳﻠﻔﺎ أن اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﺳﺘﻜﻮن ھﻲ ھﺬه اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ، ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أن ﺗﻤﻨﺢ ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﻮري ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻣﮭﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻟﯿﺴﻔﻚ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ دﻣﺎء اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ اﻷﺑﺮﯾﺎء، وإﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﻠﺠﺄ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻹﺟﺮاء ا...ﻟﺬي ھﺪدت ﺑﮫ وھﻮ ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻀﻮﯾﺔ ﺳﻮرﯾﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﺗﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﯾﻖ أﻣﺎم ﺣﻤﺎﯾﺔ دوﻟﯿﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺣﻘﮫ، ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ أﺷﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﺑﺢ واﻟﺘﺸﺮﯾﺪ والأﻋﺘﻘﺎلات، أن ﯾﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺘﻮﻓﯿﺮ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯿﺔ ﻟﮫ ﺣﺘﻰ وإن اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ.
ﺗﻘﻀﻲ اﻟﻤﺒﺎدرة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، اﻟﺘﻲ أﻛﺪ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻘﻄﺮي اﻟﺸﯿﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺳﻢ آل ﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻓﻮرا، وﻗﺪ ﻛﺮر ﻛﻠﻤﺔ «ﻓﻮرا» أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة، ﺑﻮﻗﻒ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻛﺎﻓﺔ، ﻣﻦ أي ﻣﺼﺪر ﻛﺎن، ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ، واﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺮاھﻨﺔ، وإﺧلاء اﻟﻤﺪن واﻷﺣﯿﺎء اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، وﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم ﻣﻨﻈﻤﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ، ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋلام اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﻞ ﺑﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء ﺳﻮرﯾﺎ ﻟلأﻃلاع ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻷوﺿﺎع ورﺻﺪ ﻣﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ أﺣﺪاث.
وﻗﺪ ﻧﺺ اﻟﻘﺮار أﯾﻀﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﻊ إﺣﺮاز ﺗﻘﺪم ﻣﻠﻤﻮس ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﺗﻌﮭﺪاﺗﮭﺎ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺗﺒﺎﺷﺮ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮزارﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺈﺟﺮاء الاﺗﺼﺎلات واﻟﻤﺸﺎورات اﻟلازﻣﺔ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻃﺮاف اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻋﺪاد ﻟﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺣﻮار وﻃﻨﻲ ﺧلال أﺳﺒﻮﻋﯿﻦ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮫ.
واﻟﻤلاﺣﻆ أن ﻣﺎ ﺷﺠﻊ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺮاع ﻹﺳﻘﺎط ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة وإﻓﺸﺎﻟﮭﺎ «ﻓﻮرا» ھﻮ أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻤﺪت، ﻟﯿﺲ ﻋﻦ ﺟﮭﻞ، وإﻧﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ إﻏﺮاق ﻣﺒﺎدرﺗﮭﺎ ﺑﺈﺑﮭﺎم ﺑﺎدر اﻟﻨﻈﺎم وﺑﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻐلاﻟﮫ ﺑﺎﻟﺒﺪء ﺑﻤﻨﺎورة ﺣﻜﺎﯾﺔ «اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﺣﻜﺎﯾﺔ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ﺳﯿﺒﺎدرون ﺑﺘﺴﻠﯿﻢ أﺳﻠﺤﺘﮭﻢ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻠﻄﺨﺔ أﯾﺪﯾﮭﻢ ﺑﺪﻣﺎء أﻓﺮاد اﻷﺟﮭﺰة اﻷﻣﻨﯿﺔ وﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ».
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أن لا ُﺗﻀ ّﻤﻦ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺬي ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﻤﻠﺔ «ﻓﻲ أي ﻣﺼﺪر» ﻓﮭﺬا ﺳﺎوى ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺰار واﻟﻀﺤﯿﺔ وﺑﯿﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ واﻟﻤﻘﺘﻮل، وھﺬا أﻋﻄﻰ اﻟﻨﻈﺎم ﺗﻔﻮﯾﻀﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎرﻋﺔ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﻛﻞ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﮭﺎ ﺧلال اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﮭﻠﺔ اﻷﺳﺒﻮﻋﯿﻦ ﻟﺒﺪء اﻟﺤﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺤﺪد ﻣﻜﺎﻧﮫ، واﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺤﺪد أﻃﺮاﻓﮫ، واﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻮﺿﻊ ﻟﮫ ﺟﺪول أﻋﻤﺎل ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﺼﻮرا ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻔﺎوض ﻋﻠﯿﮫ وھﻞ ھﺬا اﻟﺘﻔﺎوض ﺳﯿﺘﻢ ﻋﻠﻰ أرﺿﯿﺔ ﺑﻘﺎء ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻹﺻلاﺣﺎت اﻟﮭﺎﻣﺸﯿﺔ اﻟﺘﺠﻤﯿﻠﯿﺔ أم إﻧﮫ ﺳﯿﺘﻢ، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ، ﻟﻀﻤﺎن اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ وﺟﻤﺎﻋﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﻮى
اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺒﺪﯾﻠﺔ ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﻤﯿﺔ؟!
واﻟﻤﺆﻛﺪ أن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮزارﯾﺔ اﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺼﻌﺐ واﻟﺸﺎﺋﻚ ﺗﻌﺮف أن ﺗﻨﻔﯿﺬ أي ﺑﻨﺪ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة وﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺮار ﯾﻌﻨﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم، وھﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺎﻟﮫ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻛﺮد ﻋﺎﺟﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ إﯾﺮان وروﺳﯿﺎ والاﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎورة اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺷﺮ ﻧﻈﺎﻣﮫ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻹﻓﺮاغ ﻣﺒﺎدرة اﻟﻌﺮب ھﺬه ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ، وﻟﮭﺬا، ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن لا ﺑﺪ أن ﺗﺪرك ﺳﻠﻔﺎ أن اﻟﺘﺤﻮل «اﻟﺪراﻣﺎﺗﯿﻜﻲ» ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻌﻨﯿﺪ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﺘﮭﺎﻟﻚ ﯾﻌﻨﻲ أن وراء اﻷﻛﻤﺔ ﻣﺎ وراءھﺎ، وأن ھﻨﺎك ﻛﻤﯿﻨﺎ ُأﻋﺪ ﻟﺘﺤﻮﯾﻞ اﻷﻧﻈﺎر ﻋﻦ اﻟﻤﺬاﺑﺢ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻣﻨﺬ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻣﺎرس (آذار) اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺣﺘﻰ اﻵن، وﺗﺴﻠﯿﻄﺎ ﻟﻠﻀﻮء
ﻣﺤﻠﯿﺎ وﻋﺮﺑﯿﺎ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺎ وأﯾﻀﺎ دوﻟﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﺔ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت واﻟﺰﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺻﺤﺎب أﻧﺼﺎف اﻟﻌﻘﻮل واﻟﻤﺼﺎﺑﯿﻦ ﺑﺤﻮل ﺷﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﻋﯿﻮﻧﮭﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ وﻣﺴﺘﮭﺠﻨﺎ أن ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻋﻦ «ﻣﻤﺎﻧﻌﺘﮫ» ورﻓﻀﮫ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﺬي ﯾﻌﻨﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ أي ﺑﻨﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﻮده ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣﻜﻤﮫ وﺣﻜﻢ أﺑﯿﮫ ﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﯿﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﺑﻌﺪ اﻟﺰﯾﺎرة اﻟﺨﺎﻃﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ وﻓﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إﻟﻰ دﻣﺸﻖ وﺑﻌﺪ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺪوﺣﺔ اﻟﺬي اﻧﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺰﯾﺎرة، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻢ ﻛﺸﻔﮫ لاﺣﻘﺎ ھﻮ أن اﻟﺴﺮ ﯾﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن اﻟﺮوس واﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ ﻗﺪ ﻧﺼﺤﻮا اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﺑﺄﻧﮫ ﻟﺘﺠﻨﺐ إﻋﺎدة اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮري إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ، ﻓﺈﻧﮫ لا ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺾ و«اﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ» وأﻧﮫ لا ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﺑﻨﻮدھﺎ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ الاﻧﺘﻘﺎل ﻓﻮرا ﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﺤﯿﻦ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺴﻠﯿﻢ أﺳﻠﺤﺘﮭﻢ وﻟﻌﺒﺔ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت واﻟﺰﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وأﯾﻀﺎ ﻟﻌﺒﺔ إﻃلاق ﺳﺮاح أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﺪاث «ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻠﻄﺨﺔ أﯾﺪﯾﮭﻢ ﺑﺪﻣﺎء رﺟﺎل اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم وﺟﻨﻮد وﺿﺒﺎط اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ».
وﺣﻘﯿﻘﺔ، ﻓﺈن ﻛﻞ ھﺬا ﻗﺪ ﺟﺮى ﻓﻲ ھﯿﺌﺔ ﻣﺴﺮﺣﯿﺔ ﺳﺨﯿﻔﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﻷﻋﻤﻰ اﻟﺒﺼﺮ واﻟﺒﺼﯿﺮة، واﻟلاﻓﺖ ھﻨﺎ أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﺎﺿﺖ ﻋﻦ ﺗﺄﻛﯿﺪات رﺋﯿﺲ ﻟﺠﻨﺘﮭﺎ اﻟﻮزارﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺮرھﺎ ﻣﺮارا واﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺑﻀﺮورة اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻔﻮري ﻟﻮﻗﻒ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ واﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ (ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺮاھﻨﺔ) وإﺧلاء اﻟﻤﺪن واﻷﺣﯿﺎء اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، وﺗﺮﻛﺖ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﺑﺪل أن ﯾﺒﺎدر إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻔﻮري إﻟﻰ ﻣﺎ واﻓﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ ﺗﺮدد وﻣﻤﺎﻧﻌﺔ، ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ وﯾﻮاﺻﻞ اﻟﺬﺑﺢ واﻟﺘﻘﺘﯿﻞ ﺑﻌﺪ الاﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻣﻨﺎوراﺗﮫ
وألاﻋﯿﺒﮫ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ.
واﻟﻤﺴﺘﻐﺮب ﺣﻘﺎ أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻗﺪ ﺑﻘﯿﺖ ﺗﻠﻮذ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ اﻟﻤﺮﯾﺐ ﺑﯿﻨﻤﺎ ذﺑﺢ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻋﻠﻰ أﯾﺪي ﺟلادﯾﮫ ﺑﻘﻲ ﻣﺘﻮاﺻلا ﺑﺎﻟﻮﺗﯿﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ وأﺷﺪ، وذﻟﻚ ﻣﻊ أن اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﺗﺒﺎدر ﻓﻮرا لاﺟﺘﻤﺎع ﻋﺎﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى وزراء اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ واﻟﻠﺠﻮء اﻟﻔﻮري إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﺪدت ﺑﮫ وھﻮ ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻀﻮﯾﺔ ﺳﻮرﯾﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺪل أن ﺗﻌﻄﻲ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﻦ أﯾﺎﻣﮭﺎ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ ﺳﻘﻮط أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﺷﮭﯿﺪا،
وﻛﻞ ھﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﺠﺮﺣﻰ وإﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ، وإﻟﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺪﻣﯿﺮ اﻟﮭﻤﺠﻲ اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺣﻤﺺ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺔ ھﺬه الاﻧﺘﻔﺎﺿﺔ، ولا ﺗﺰال ﺗﺸﮭﺪه ﯾﻮﻣﯿﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن.
ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ورﻏﻢ ﻛﻞ ھﺬا اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ اﻟﺬي وﻗﻌﺖ ﻓﯿﮫ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ورﻏﻢ اﻷﺧﻄﺎء «اﻟﺘﻜﺘﯿﻜﯿﺔ» و«الاﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ» اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺘﮭﺎ ﻟﺠﻨﺘﮭﺎ اﻟﻮزارﯾﺔ، ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﺑﻌﺪ ﻏﺪ اﻟﺴﺒﺖ َأن لا ﺗﺪرج ﻋﻠﻰ ﺟﺪول أﻋﻤﺎﻟﮭﺎ إلا ﺑﻨﺪا واﺣﺪا؛ ھﻮ ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻀﻮﯾﺔ ﺳﻮرﯾﺎ ﻓﯿﮭﺎ واﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻤﻨﺎﺷﺪة ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻓﻌﻠﯿﺔ وﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎت ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻈﺎم دﯾﻜﺘﺎﺗﻮري ﺛﺒﺖ أﻧﮫ لا ﯾﺮﯾﺪ أي إﺻلاح وأن ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ھﻮ ﻣﺠﺮد ﻣﻨﺎورات وألاﻋﯿﺐ، وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ وإن اﺿﻄﺮ، ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ، اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻋﺎﺟﻠﺔ، لاستخدام اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ.
وﯾﺒﻘﻰ، وﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻤﮭﻤﺔ ﺟﺪا، أﻧﮫ لا ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ھﻨﺎك ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺮ أن ھﺬا اﻟﺘﺤﺮك اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﮫ ھﺪف واﺣﺪ وھﻮ اﻋﺘﺮاض اﻟﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﯾﺘﺨﺬ ﺗﻮﺟﮭﺎ ﺟﺪﯾﺎ إزاء اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯿﺮة، وھﻮ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﻜﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮب وﺑﻌﺾ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب ﻹﻋﺎدة ﻣﻠﻒ ھﺬه اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ، وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ - إذا ﻛﺎن ﺻﺤﯿﺤﺎ واﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﻓﯿﮫ ﺷﯿﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ - أن اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ اﻷول ھﻮ إﯾﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ھﺬه اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ھﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﮭﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺮى أن
اﻟﺴﻤﺎح ﻟﺘﺮﻛﯿﺎ ﺑﺄي دور ﻓﻲ ھﺬه اﻷزﻣﺔ ﺳﯿﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻣﺸﺎرﯾﻌﮭﺎ الاﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﮭﺎ. وھﻜﺬا، ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب أن ﯾﺘﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﯾﺔ، وﻋﻠﯿﮭﻢ أن ﯾﺪرﻛﻮا أن ﻧﺠﺎح ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ھﺬه اﻷلاﻋﯿﺐ واﻟﻤﻨﺎورات اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ ﻣﻦ دون ﺧﺠﻞ ولا ﺗﺮدد، وأﻧﮫ إذا ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻃﻔﺎء ﺟﺬوة الاﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ واﻟﺪه ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ الاﻧﺘﻔﺎﺿﺔ «ﺣﻤﺎه» ﻓﻲ ﻋﺎم 1982، ﻓﮭﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن ﻧﻔﻮذ إﯾﺮان ﺳﯿﻌﻢ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﮭﺎ وأن اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺳﯿﺼﺒﺢ ﻣﺠﺎلا ﺣﯿﻮﯾﺎ ﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﻔﻘﯿﮫ.
عن جريدة الشرق الأوسط
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |