ذات قلق
في مسامات الغروب
تفتّحت فصيلة من الزنابق
جوعها ينمو في التذاكي
يلهث بالوقت المضاد للذاكرة
...
كان يتدارك طوله
ظله
خوفه
صوته
عنقه الموازي للشمس
حبيب النخلة
من يفيض بهجر الأجراس
بالمواعيد المداهمة للنهر
من قضى عمر قدميه سائرا على فمه
لون الصحراء الذي أحنى الهندسة
و أخجل دوائر الصدف
و جاور الجبال الذابلة
منذ عينيه
حب يساوم جلد النكهة
يخلد للجزر
و مد اللهفة خطوتين
...
تحرق الفراشة دهشته
يخيط من ريح المواسم قبلته
يزرع في العشب دورة الكون
عناقا يتقادم بالتشظي
أحرّك في وجهه شكل القمر
فيخرج من لونه طفل
.....
للتراب أن يتراكم بالجنائز
له أن يتدحرج كطيف مهيب
للطبيعة أن تتوارث اللون
و له أن يبقى حبيب النخلة
وجه الصحراء في الخرف
له أن يتسلّل إلى الرؤى
و يغسل تجاعيد الشوق من شكلها المتقادم
و يتصابى
و يتجافى
و يتقادم كغابة شاردة
....
قسنطينة
أنبئيني عن هتافك الدموي
و عن أمنيات الكستناء
و عن الوحل الذي تنبت فيه سلالة القرع
أنبئي حبيب النخلة عن الظمأ المفاجئ
و عن رقصة في متاحف اللفظ
تغويني بها المرارة
و العثرة القادمة من تواريخ الرثاء
....
كان وقتا في الضاحية اليمنى للقلب
مرادفا للسحر
مقابلا لزوايا الغبار
تحرسه من العين بحيرة صغيرة
و جذع نخلة
كانت حبيبته
...
في البراري
حيث تضيق العثرة
يتوشّم بالشمس ظل الغناء
يطلق في مدى الفرح جرعة للغياب
ربما أنزوي بالغيمة
أسرق منها لغة الفصول
أرويها بنسغ الحنين
أطوّق فيها مزحة الحكاية
و ربما أمنح الدخان جوا جديدا
ينفث فيه ولادته الأولى
يمد فيه حجمه
و يتكاثر كالجرح المضاد للبكاء
....
كان طفلا
شجرة صار
كل الأشجار تنمو لتشيخ
و تخرّ على ركبتيها عند القطاف؟
أشّكل رأسي في السؤال
يضيق القصاص
و تنحني رقعة الصحو لتشرب
ما يبقى في ذاكرة النخلة
من عصر الماء المتفتح
....
كان رجلا في عروق الفجر
يكنس أغطية النجوم
يلقّن البرد عصارة المجيء
كان يهزمني في البرد
و في الزحف المبكّر نحو الفناء
و في غلق أقواس اللون/القمر
أستبيح في لغته مراحل اللهب
أوتر القلق الجميل
و في النهايات ارجم الأسطورة
و أطرد الزبد
....
يا حبيب النخلة
امنح جسد الحبر زعامة القول
و اكسر في الريح سرعته القديمة
تشقّق في الليل
و انس عدد الزنابق التي تتفتح بك
فأنا لا أخرج من الماء إلا إليك
خاضعة للجهات التي تتقمصني في الظهيرة
ترتديني على عتبات اللون
و تنفقني في الهباء..
.....
يا حبيب البراري
هل تثمل بشجونك المواسم
و الغابات المتنكرة بالجداول
والقيم المطلقة للشمس؟
هل تسحر بلونك الصحاري
و الصواعق الفتية
و النيازك التي تتدلى على شفتيها؟
أنا أسحرك
فاجمع ضلعيك
و اربط شفاه العشب
هيئ للقمر مسراه في عروقك الواسعة
تكبّر
تصدّع
تغّرب في أوطان التعب
اصنع للأشجار صوتها المنكّه بالغياب
احفر في دمي عميقا
و أقبض على مناسك الصباح