فضيحة كبرى لقناة”اليسارية” ولرئيس وزراء سوريا المتوقع قدري جميل
2012-01-18
ربما كان آخر ما يفكر به الشيوعيون القادمون من العصر الجليدي الستاليني أن تضاف فضيحة جديدة إلى مسلسل فضائحهم الذي يمتد على مدى قرابة قرن كامل. ولكن إذا "وقع الفاس في الراس" ما لها من مردّ ، ولا حتى لطف الله يستطيع أن يفعل شيئا !
قبل أشهر من اليوم ، همست وسائل الإعلام بخبرية مفادها أن فضائية جديدة ستكون قريبا مولودا جديدا لعائلة الفضائيات العربية التي أصبحت أكثر من الهم على القلب، وأن اسم الفضائية سيكون"اليسارية". يومها ، وحتى الأمس القريب ، قليلون هم الذين عرفوا من يقف وراءها ، رغم أن الكثيرين تلقوا رسائل بالبريد الإلكتروني تنبىء عن المولود الجديد. البعض منا ظن أن الفضائية يقف وراءها الحزب الشيوعي العراقي ، الذي أصبح من رفاق بول بريمر منذ دخل على دباباته إلى العراق في العام 2003 ، هارسا تحت جنازيرها إرث سلام عادل و"الرفيق فهد" ( يوسف سلمان يوسف). والكثيرون منا وضعوا أيديهم على قلوبهم أن تنتهي المحطة ورأسمالها إلى جيوب فخري كريم آخر وتلاقي المصير نفسه الذي لاقته أموال الحزب الشيوعي العراقي ومجلة "النهج"! لكن الأمور ما لبست أن اتضحت أخيرا ، ولكن ليس الوضوح الذي يجعل الناس تزيح أيديها عن قلوبها، إنما الوضوح الذي يجلب " الجلطة"! فالمحطة ، وكما أصبح معلوما ، على الأقل بالنسبة لنا ولبعضنا، عبارة عن شركة يساهم فيها الحزب الشيوعي اللبناني بنسية 34 بالمئة ، و مجموعة " قاسيون" في الحزب الشيوعي السوري سابقا ، وبالتحديد قدري جميل ، بنسبة مماثلة ( 34 بالمئة) والمدعو ميخائيل عوض بنسبة 32 بالمئة. أما رأس المال الذي جرى جمعه حتى الآن فبلغ حوالي مليون دولار ( تحديدا 900 ألف دولار). وعلمت "الحقيقة" أن قدري جميل وحده ساهم بسبعمئة ألف دولار، بينما ساهم عوض بمئتي ألف!!!
أن يساهم الحزب الشيوعي اللبناني بقناة فضائية ، فأمر مفهوم إداريا وماليا وثقافيا وإعلاميا. فالحزب يتربع على تاريخ حافل بالإنجازات والخبرات في هذا المجال ، بغض النظر عن مآلها المأسوي لاحقا. وهو على صغره ، قياسا بصغر بلاده ، لعب دورا هائلا على مدى عقود في تربية أجيال من المناضلين والمثقفين على امتداد العالم العربي. هذا إذا وضعنا جانبا أنه يكاد يكون الحزب الشيوعي الوحيد في العالم العربي الذي أنجب مثقفين حقيقيين ، وأنه الحزب الذي ارتبطت باسمه " المقاومة اللبنانية" قبل أن تهيمن عليها النكهة الطائفية وتصبح مرتبطة كليا بحزب الله بفعل الوضع اللبناني المعقد والمداخلات الأمنية والسياسية التي قام بها النظام السوري بالاشتراك مع فقيد أسرته ، المأفون رفيق الحريري، الذي رفض مجرد وجود شيوعي واحد في البرلمان اللبناني ( مثل الشهيد لاحقا جورج حاوي ، و الحريري ـ الجعجعي لاحقا الياس عطا الله!).
… ولكن أن يساهم قدري جميل وحده بهذه النسبة ويسدد 700 ألف دولار دفعة واحدة و " شندي بندي" ، فضلا عن مساهمة شخص واحد كميخائيل عوض بمئتي ألف دولار، فأمر يستحق الـتأمل، خصوصا إذا علمنا أن جميل "مجرد أستاذ" في معهد التخطيط التابع لهيئة تخطيط الدولة في سوريا!
في الواقع إن هذا التأمل ليس تأملنا نحن . فقد كنا أول من كشف ، وقبل سنوات ، عن أن قدري جميل هو تاجر سلاح ، ويرتبط بشبكة مافيا لتجارة السلاح وغير السلاح تمتد من موسكو إلى باريس حيث يديرها أخواه ( ستكون لنا وقفة تفصيلية معها في وقت آخر).
كيف ولدت ثروة قدري جميل؟
قدري جميل هو ابن جميل باشا الذي كان وكيلا للصادرات الصناعية من أوربا الشرقية ، لاسيما الاتحاد السوفييتي السابق، إلى سوريا. وهي التي عرفت باسم " تكنو إكسبورت". وقد حرص الرفاق الشيوعيون في هاتيك الأيام على إعطاء الوكالات والجعالات لرفاقهم ، بدءا من يعقوب زيادين في الأردن ، وانتهاء بحماة قدري جميل السابقة ، وصال فرحة بكداش ( المتخصصة في تهريب الفرو الطبيعي الروسي عبر صالات الشرف في مطار دمشق الدولي) ، وانتهاء بعلي يعته في المغرب و فخري كريم وعزيز محمد في العراق.. والحبل على الجرار! وإذا كان قدري جميل سحب كنيته الأساسية "باشا" من التداول ، فلأانه يعتقد أن لقب باشا ، المتحصل عليه أصلا من كونه سليل الإقطاع الكردي في الجزيرة السورية، لا يتساوق مع اسم شيوعي. هذا ولو أنه يناسب وظيفة " تاجر سلاح"، رغم أن هذا الأخير يرتبط بالاقتصاد الأسود … الحديث والتقدمي ( بمعايير التقدم البكداشية التي تقيس التقدم الاجتماعي بالكيلو!).
خلال التسعينيات ، وبينما كانت المافيا المحلية تنشب مخالبها بجثة الدولة السوفييتية وأشلائها ، لم تتأخر مافيا " تكنوإكسبورت" السورية عن الوليمة، فهبش قدري جميل وإخوته ما شاء لهم الله و عصابات يلتسين أن يهبشوا. ولم يكتف جميل بذلك ، بل تحول إلى تاجر سلاح يمد دول الشرق الأوسط و " مناضليه" ، وحتى عصاباته، بما يريدونه من أسلحة ، معتمدا في ذلك على بقايا " القبيلة" التي كان أنشأها وسواها حين كان طالبا وتاجرا هناك ، وعلى ما أورثه إياه جميل أفندي من "مرابعين" و " بروليتاريا" وحرامية ! ولكن هذه قصة أخرى!
قناة “المافيا اليسارية":
خلال السنوات الأخيرة، وبعد أن أصبح الإعلام الفضائي سيد الموقف، عملت بقايا تلك الأحزاب ونصابوها على مشروع إطلاق " اليسارية". وخلال " اللقاء اليساري العربي الثاني" الذي عقد في بيروت العام الماضي وضعت اللبنات المالية والإدارية للمشروع. واليوم ، الجمعة، مع انطلاق أعمال " اللقاء اليساري العربي الثالث" في فندق "هوليدي إن" ببيروت ( أخوات الشليتة لا يجدون إلا فنادق خمس نجوم ليجتمعوا فيها!) ستوضع النقاط على الحروف!
ولكن أية حروف وأية نقاط؟ تلك هي المشكلة . المساهمان الأساسيان في المشروع ، جميل وعوض، هما من عظام رقبة المخابرات السورية ( والجوية على وجه التخصيص، أي تلك التي تصطاد الناس في الشوارع السورية منذ عشرة أشهر وتدعسهم بالأحذية في أقبيتها!). فهل سنرى اللواء جميل حسن معدا للأخبار في القناة العتيدة ، و علي مملوك مقدما لها!؟
على الأرجح لن نرى ما هو أفضل من ذلك، وما حدا أحسن من حدا!
بيروت ، الحقيقة ( خاص من : إيلي نعمة + مكتب التحرير):
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |