بالنبؤةِ أو بالمركب السكران نَصل العالم..
خاص ألف
2012-01-31
حَملَ العالمُ المريبُ لنا رسائله :
أن أنصتوا لي ..
أن تنفسوا من خلالي
أن طالعوا الأفقَ بما بقى لدي ...
وقد كان لكل شئ خاصيتُهُ أما بالشكل أو اللون أو بطريقة الوظيفة التي تؤدى بطقس خاص وبمقدمات مغرية في حين بقيت بقايا الأيام السالفة على الأوراق الذابلة وعلى الأحجار التي نمت عليها الطحالبُ وبقايا الزّبد البحري لذلك لم يلتفت الكثيرون لهذه المخلوقات المنسية سوى الإلفة التي تخلقها بعضُ الحَشراتِ وبعضُ الزواحف التي تتقصد تلك الأماكن غير المأهولة إلا من نظرات الأغراب ، بينما كان البعدُ يحفل بخطىً لأجناس يتبادلون التحايا عبر كؤوس الشاي وعبر نظاراتهم الشمسية أو أكفهم سريعة الإسترخاء ،
كان الزمنُ والمكانُ يُفسران بدلالةٍ مائيةٍ،
أحيانا بوثوب موجة نحو زورق أو ملامسة طائر لرأس سمكة أو بشهيقٍ عميقٍ لفتىً وفتاة ربطهما البحرُ من أعماقهما فذهبا غائبين فيه وأنتهيا إلى أسطورة السمكة الذهبية وخاتم المارد والرحيل في الهواء لإقتناص اللحظة السعيدة وهم بذلك سعداء بتلك الكينونة غير المشروطة التي تعني أن الحياة ظلٌ مُتحركٌ لنأتي بالأشياء التي لاتريد أن تأتي ،
على ذلك النحو لابد أن تتسيد العقلَ تلك المفرداتُ عن الضرورة والقدر والأعراس والمقابر وعلى أي نزعة تريد أن تعتق جذورها وهناك من يصل العالمَ بنبؤة ومن يصله عبر المركب السكران وأخرون عبر الخسارات المتكررة وهم فرحون بذلك من أن العماء والخلق ليسا بالبعيدين وليست تلك الأشكال بالخافيةِ رُغم محتواها الأسطوري ،
وأخرون وهم أيضا فرحون ولكنهم بالتضاد يرون:
بأن العالم إكذوبة مؤلمة ...
وأعتياد نزوة غافية ...
لإستكمال مرادفات لاتُسر والإبقاء على حقيقة لغوية لاتتغير ،
كل ذلك الوصف ولازالت التحايا عبر قدح الشاي وبالنظارات الشمسية وبالأكف المسترخية بين هولاء الذين لايسمحوا لأنفسهم بإغفال لحظة واحدة للتمتع
بسحر العالم المريب الذي حملَ لنا رسائله :
أن إنصتوا لي ،
أن تنفسوا من خلالي ،
أن طالعوا الأفق بما بقى لدي ،
أن إكشفوا ماتبقى من أسراري وفكوا شفرتي ،
أن إستمعوا إلى الموعظة وليس من الجدير فهمها لِتُحَلل رسائلُ الله الذي رعى الألهة قرب النجوم
ورعى البشر في القلوب وفي الأعين ولطفَ بالحجارة التي كستها الطحالبُ وبالحشرات التي تعتاش عليها ،
فإن كان لكل شئ أو لن يكون
خاصية في اللون والشكل والوظيفة
فلاشك بالنبؤة أو بالمركب السكران نصل العالم ،
[email protected]
شاعر عراقي – مقيم في قطر
08-أيار-2021
30-أيار-2020 | |
22-شباط-2020 | |
26-تشرين الأول-2019 | |
28-أيلول-2019 | |
30-آذار-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |