في سورية التي أحبها
خاص ألف
2012-03-23
ماذا أذكر من فرات؟هذا الاسم الجميل الذي أحبه!
شكراً أبي منحتني من صفاء روحك أسما لا يعرفه إلا الماء.
فرات،تستيعدُ الذاكرة، شريط فيلم توقف أمام الصف الخامس الإبتدائي وربما الرابع الابتدائي في مدرسة "الآيوبية" في مدينة جبلة،مدرسة واسعة وعريضة
الجياد ٌتركضُ في الذاكرة.أرى حقولا ًبعيدةً ،بعيدةً، ممتدة على طول خط الذاكرة.
في البعيد طفلة تركضُ، أمامي، ورائي وخلفي، تظهرُ الأماكنُ ولكن بملامح عصية على القبض.
ماذا تحمل ذاكرة امرأة تجاوزت الخمسين ، من ذاكرة طفلة عمرها عشر سنوات أو ربما أقل بكثير ؟
الركضُ في هذه المسافة، يشبه ٌ الحرب .
تتقاذفني الذكريات وتأخذني شططاً لقصص ٍلم أدرك أن لها معنىً و أنني سأنبشُ ترابها لتظهر صوراً مازالت حية رغم مرور هذا الزمن العجوز.
تتداعى الذكرياتٌ مثل عناقيد عنب تركتها أمي على عريشتها التي تعربش على سطح البيت وتنبعُ كخمرٍ،لم نشربه خالصاً وإنما تذوقناه عنبا حلوا
ماذا أذكر من فرات؟هذا الاسم الجميل الذي أحبه!
شكراً أبي منحتني من صفاء روحك أسما لا يعرفه إلا الماء.
فرات،تستيعدُ الذاكرة، شريط فيلم توقف أمام الصف الخامس الإبتدائي وربما الرابع الابتدائي في مدرسة "الآيوبية" في مدينة جبلة،مدرسة واسعة وعريضة.
أتذكر المساحات والغرف،وأتذكر درس القراءة واللغة العربية، وبالمقابل مازلت أذكر فرات الخجولة التي" تعرف " الأجوبة"-كانت متفوقة في دروسها ولكن كان ينقصها الكثير من الشجاعة كي ترفع يدها وتقول" أنا أعرف الجواب ".
مازلتُ أذكر يدي التي تهبطُ ُ وتصعدُ مترددة في الإعلان عن حضورها، كما هي اليوم في ذات الأ رض واختلاف العمر والحدث !!
قصصٌ كثيرة ٌفي الذاكرة وأحوالٌ تمر في البال، لاأدري إذا كانت تحمل من معنى أملا؟ ولك نهار و ربما في نظري أتعلم النفس تشكل عالما ًقويا ً لبناء شخصية مميزة نحتاجها اليوم لنقول كلمة حق .
مازالت
أذكر يوم مرضت بمرض الحصبة،هذا المرض الذي أكل جسدي بكامله، صورة لا تفارقني، كنا أربعة إخوة أنا واحدة منهم، ولكن إصابتي كانت الأقوى، حيث أكلت شعري ووجهي ورموشي تساقطت وإلى اليو م مازلت أذكر قول أمي" الله حماك"
سورية اليوم مريضة بداء الحصبة الذي بدأ يأكل منها كل جسدها ،فهل ستشفى ؟ سأقول لها كما قالت لي امي "حماك الله سورية " "
القصص مازالت في ذاكرتي، ومازالت تهزني من أعماقي، كيف لجيل اليوم أن يتذكر وبأي دم ٍأحمرٍ قانٍ سيعيد سرد الروايات.؟
الحكايات تمر كنهرٍ في ذكراتي. تتراءى أمامي صورا ً من الماضي إلى الحاضر إلى اللحظة الأن كم تباعد هذا الجسد السوري وماذا فعلت به هذه الحصبة اللعينة ؟
قلبٌ سورية تعب ٌتعب ٌ،كيف له ان يستريح ؟
بابعاد مختلفة تـاتي الكاميرا ، وجه مشوه لطفلة ،أم تلطم ، جدار متهدم ، عجوز يبكي ، رجل قطعت يده،خبز ٌ يسقط شهيدا قبل حامله !.
الأطفال لا يحملون كاميرا ،ذاكرتهم لن تخونهم سيقولون:
أخي قتل أبي .
أبي قتل أخي.
عمي قتل عمي
جاري قتل جاري
والجيران قتلوا بعضهم البعض .
سأبكي عليها تلك التي كانت الجياد تركض في ذاكرتي من أجلها ولها .
سأبكي منها ، تلك التي أخذت كل شئ :
أبي وأمي وأخوتي وأولاد الجيران
التي أخذت حارتي ودكاكينها ومدرستي الابتدائية
التي أخذت جارنا وابنتيه وعينيه ويديه
هي" الفتنة "أمارة بالسوء
لا تضع وردة ًعلى صدر القتيل ،
هو الذي غادر وفي عينيه كل الصور.
الكاتب:
2012-03-23 الجمعة
08-أيار-2021
16-تشرين الثاني-2012 | |
14-أيلول-2012 | |
29-آب-2012 | |
18-آب-2012 | |
15-آب-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |