في الصباح وفي المساء ... ولعنة
خاص ألف
2012-03-26
في الصباح:
=======
((فتحَ عينيه، وحَمْلقَ في كل المرايا، وودّعَ الوجه الذي يراه، وجمعَ دمعَهُ في قارورةٍ، ليسكبَهُ على الرخام ...
ودّعً الأحبة، وزوايا البيت المتهالك، وأصيص الياسمين ...
فكلهم لن يكونوا معه – فهناك ... تحت الأرض دودٌ يأكل العيون، ويشرب صديد الأجساد ...
حمل ذاك العلم وقبّلهُ ... ومرغ وجهه بالقماش المقدسِ ...
حمل كفناً بلون الوطن، وهاجر معهم إلى ما وراء ذاك الجبل ...))
عَلَمٌ سوري، وقميصٌ أبيض، وغصنٌ من الزيتون ...
كان صديقنا متوجهاً إلى مظاهرة في شارعٍ في وطني الحبيب ...
*******
وفي المساء:
=======
((بُعَيْد قوس قزح، أوقف الناقة، والجُمْ حصانك ...
قبالة البركان اضرب خيامكْ ...
وتلمّس حيطانه وانظر أمامكْ ...
ومن هناك نادي كل من سبقوكْ ...
وارقص معهم "عويلاً" تحت قطرات الدم التي تنهمر من السحاب الأحمر
وأطعم الفراشات رحيقاً ينبت من أصابعكَ
واسقِ الورد الجوري ندىً يقطر من مآقيكَ
كن تراباً عليه نصلي ونبتهلُ
فيغدو سنبلة قمحٍ
أو سنديانةً يقطن فيها ألفٌ من العصافير))
أزيز رصاصة – حنجرةٌ صمتتْ – وحناجرُ بدأت بالصراخ – غدا القميص الأبيض مصطبغاً بحمرة الدم، وابتدأ موسم الهجرة ...
كان صديقنا في مظاهرة – نالت منه رصاصةٌ مقتلاً – فتمرغ جسده بتراب الوطن، وصعدت روحه إلى "هناك".
*******
ولعنة:
====
جلس صديقنا الميت/الحي من "هناك" وهو يرمقنا بلهفةٍ، ويدعو لنا ... ويلعنهم!
وجلسنا نحن الأحياء/الأموات من "هنا" ونحن نبكيه، وندعو له ... ونلعنهم!
********
طلال المَيْهَني
أكاديمي في جامعة كامبريدج
عضو مؤسس لتيار بناء الدولة السورية
08-أيار-2021
22-نيسان-2017 | |
25-كانون الأول-2013 | |
10-آب-2013 | |
29-حزيران-2013 | |
16-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |