أمة إرضع !!! ماذا بعد فتوى إرضاع الكبير؟؟؟؟
2007-05-23
يتمادى وعاظ السلاطين وفقهاء الطغيان، ويوماً بعد آخر، في فتاويهم وأباطيلهم وخزعبلاتهم الظلامية، التي لا يقبلها منطق ولا عقل، وكل ذلك برعاية ودعم وتمويل وإسناد من أنظمة البغي والاستبداد التي لا تتلكأ، في نفس الوقت، عن التنكيل بالمتنورين والعلمانين الأحرار، ونفيهم، أو الزج بهم في غياهب السجون والزنازين والمعتقلات. ولذا تراهم لا يتورعون عن إصدار تلك الفتاوى التي تدخل في باب عالم الغرائب، وأمور لا تصدق، قبل أن تدخل في أي إطار شرعي أو فكري آخر. وينفلتون، وحالة الجهل والأمية والتسيب السائدة، وانعدام العقل والمحاسبة، من أي عقال، ويتفنون في إظهار التحلل والانحطاط القيمي والمعرفي والأخلاقي لهذه الأمم، والشعوب والمجتمعات. فلقد كثر، وتناسل، وتسيّد الدجالون، والسحرة، والأفاكون، والجهلة الذين يتاجرون بعقول البسطاء، ويسوقون الغيب والأوهام وأصبحوا يعلنون هلوساتهم المريضة، وتخاريفهم وألاعيبهم وأباطيلهم على الملأ، ودونما رادع، ولا خوف ولا خجل، أو
وجل، فالساح مفتوح لهم على المصراع. والويل كل الويل لمن يقف في طريقهم، ويتصدى لهذياناتهم المضحكة، فتهم التكفير، والردة، والهرطقة، والزندقة، والمروق، والإلحاد جاهزة في الحال، ومحاكم التفتيش السلفية والوهابية الأصولية له بالمرصاد.
وتعتبر فتوى إرضاع الكبير التي أتحفنا بها "الدكتور" عزت عطية، رئيس قسم الحديث في "جامعة" الأزهر، نقلة نوعية وبارزة في عمليات التجهيل، والتسطيح، والتسطيل التي يتولى زمامها هؤلاء، وواحدة أخرى من تلك الأعاجيب التي لا تخطر على بال أكثر مخرجي البورنو سعة في الخيال، مستنداً في ذلك إلى فتوى شرعية موجودة في كتب الفقه والتراث الإسلامي التي تحفل بأمثالها من المصائب والسفاسف والترهات، والتي يتربع على عرشها ابن القيم الجوزية وطيب الذكر ابن تيميه صاحب فتاوى إحلال الدماء الشهيرة. ونص الفتوى، وبالمختصر "المثير"، أنه يحق للمرأة أن ترضع زميلها في العمل وبمعدل خمس رضعات تبيح لها فيما بعد الخلوة الشرعية معه فيما يعرف بإرضاع الكبير، لتصبح محرّمة عليه هي وإخوتها وقبيلتها وعشيرتها ومن لف لفها من الإناث، ولتنتشر، وتعم الفضيلة، بعد ذلك، بين الناس، ولا يفكر أحد بـ" النط" على أحد على الإطلاق، أو افتراسه في أية خلوة بعيداً عن عيون الناس .
وشخصياً، أطالب فوراً بتطبيق هذه الفتوى، بالذات، ودونما إبطاء، وذلك حرصاً على تعاليم الدين الحنيف، فالحق أولى بأن يتبع، ولما في ذلك من تمثـّل لسلوك وأفكار السلف الصالح الذي أنتج لنا هذا التراث الفريد والحضارة العظيمة التي نتباهى ونتفاخر بها أمام الملأ والأغراب حفدة القردة والخنازير الكفار الذين يقبعون في التخلف وأعماهم الجهل والغباء ولا يعرفون شيئاً، ويا حسرة، عن فقه الإرضاع. وعلى أن يتولى " المطاوعة"، ورجال هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف في مملكة الشر والبدع الوهابية تنفيذها في الحال. وأن يكون هناك دروس توعية وعملية، وحلقات ذكر، في فضائيات البترودولار السعودية لشرح كيفية تنفيذ هذه الفتوى بتفاصيلها، بحيث يقوم بتمثيل طريقة الإرضاع الشرعية أحد الدعاة الذين تعج بهم الشاشات شريطة أن ترافقه إحدى الفنانات المحجبات، وكل ذلك في سبيل الله، وعلى أن تصور أيضاً "كليبات" الإرضاع الشرعي الحلال حسب توجيهات الفقهاء، لما في ذلك من أثر كبير وإيجابي فعال على أمن الوطن وفروج النساء الشغل الشاغل والهم الأكبر للوعاظ، وتحقيق الوحدة والأخوة الجنسية بين العربان ولاسيما في المجتمعات التي تمنع الاختلاط بين الذكور والإناث، بعد أن فشلت في ذلك مؤتمرات "الغمة" العربية، ومجلس "التهاوش" الخليجي على السواء. وعلى ألا يعتبر الثدي والصدور العامرة الرجراجة المليئة بالحليب والدسم والمسببة للكوليسترول والشبق والهياج، ومن اليوم وصاعداً، عورات يجب حجبها عن عيون المبصبصين، والمتلصلصين والحساد، بل أدوات لنشر المحبة والأخوة وجسوراً للتواصل بين الناس، برغم ما سيكون لذلك من جانب آخر، من أثر على تجارة حمّالات الصدر "السوتيانات"، والعفو منكم، وأعزكم جميعاً العزيز القدار، حيث لن يكون لها لزوم بعد الآن، كما وستنخفض ربما، وتختفي صناعة "الببرونات" بسبب سهولة الوصول، وتوفر، النهود والحلمات الطبيعية، وبكثرة، بعد هذه الفتوى الميمونة الغرّاء.
وكم سيكون المنظر مهيباً، ورائعاً، وأنت تدخل لأية دائرة، أو مصلحة حكومية رسمية، من تلك التي اعتاد موظفوها على السرقة والرشوة والتزوير ونهب العباد، والموظفون والموظفات "نازلين"، ويا عيني عليهم، عمليات إرضاع ثنائية، تحقيقاً للإخوة الإنسانية والوطنية المفقودة، بعد أن عجزت جميع محاولات، ومؤتمرات لم الشمل والتقريب بين الناس والمذاهب والأديان، وإزالة الفروقات بين والملل والنحلل في هذه الأصقاع، وعمليات التكفير والتخوين الجارية على قدم وساق بين الطوائف حيث سيصبح الجميع أخوة وأحباء وشعوباً وقبائل يتراضعون وكل ذلك بفضل سلاح "الأثداء"، التي تغزل بها الفنانون والشعراء، وتصبح الفرقة الناجية الوحيدة من النار هي فرقة الراضعون والمرضعات.
وبعد أن ينصاع الناس جميعاً لهذه الفتوى الجديدة سيتحولون، وبفضل عبقرية وغيرة هؤلاء الدعاة على الدين، من أمة إقرأ، واركع، واخضع، وإخرس، إلى أمة إرضع.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على أية حال
08-أيار-2021
24-أيلول-2007 | |
04-أيلول-2007 | |
17-آب-2007 | |
25-تموز-2007 | |
21-تموز-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |