     
  
				          
				      
			 
			                    رسائل ابن عربي ((أبواب كتاب التراجم ))
خاص ألف
2012-06-06
ــ الجزء الأول ــ 
باب ترجمة الظلمة والنور: 
ــ من نظرَ إلى الدنيا نظرة ً فإن فيها نزل عن مائة درجة من الجنة ودخل في مائة درك من النار ، فإن تاب ، تاب لله عليه .
ــ ما من منور ٍ إلا في مقابلة ظلمة وكل ظلمة على قدِّ نورها ، والأنوارُ متميزة وكذلك الظلم ما من شيءٍ إلا له مقابل . 
باب ترجمة " وإن إلى ربك المنتهى " : 
ــ إلى الحق انتهاؤك ِ فإن عليه صلاحك وعظيم حفظ وجودك ، وحفظ وجودك باعتدالك واعتدالك بحفظ الحق ِ وبيده ، فأنتَ راجعٌ إليه . 
ــ لا يحجبكَ قوله تعالى ( وإن إلى ربك المنتهى ) فتقول ليس هو معي في البداية، بل هو معك في البداية، وفي طريقك إليه ، وإليه نهايتُـكَ ، لكن تختلف أفعاله فيك ، وهي اختلاف أحوالك . ففي البداية يسويكَ وفي الطريق يهديك ، وفي الغاية يملك ويخلع عليك خلعة َ الخلافة ، فلما كان المنتهى المطلب ذلك قال ( وإن إلى ربك المنتهى ) .
ــ من اعتزَّ بالحق ِ سَـعِـدَ ، ومن اعتز بغيره شقي ، وإن نُـصرَ في الوقت . 
ــ ضرب الحق حجابة بينه وبين كل من رأى اسمه عليه في حضرته . 
باب ترجمة العالم : 
ــ خفَّ من له الاقتدار على نفوذ الحكم . 
ــ كتابه علمه ، وله تنفيذ الحكم فيك وفي الخلق ِ ، فما حكم عليك به فأنتَ له . 
ــ قبل الملك ما أعطاه اللوح ، وقبل اللوح ما جرى به القلم ، وجرى القلم بتصريف اليمين، وتصريف اليمين سلطانُ الإدارة ، وسلطان الإدارة ترجمان القول .. وأنفق الكل من خزانة العلم والعلم الحق ، والحق العلم . 
باب ترجمة العناية : 
ــ كنتَ للحق لم تعرف ، وإذا لم تعرف لم يدر ِ القادم على ما يقدم منك َ ، فتكون محفوظ الذات . 
ــ إذا كنتَ بالحق لم تتطرق إليك أيدي العداة ، فإنك تحت حياطة العزة . 
ــ من كان لغير الحق ، فقد يكون بالحق وبغير الحق ، وإذا كان بالحق فقد يكون صاحب عقد أو صاحب حال ، فإذا كان صاحب عقد ، فنوره مدّخرٌ عند الحق إلى يوم القيامة ، وإذا كان صاحب عقد ٍ وحال ، فهو على نور ٍ من ربه وادُّخِـرَ له نورٌ أعلى من نوره ِ ، وغن لم يكن بالحق ِ فله الظلمة ... لا تغتر بنور الشبهات في صدره فإنها مثل السراج تطفئها الرياح والأنفاس . 
ــ مذلة الولي في الدنيا ليس بذل ٍ فإنها مشاهدة عن الحق في قلوبهم ، وإنما ذلك تصفية وحكم المواطن . 
باب ترجمة القضاء :
ــ لا تسأل فإن السؤال لا يبدّل ما كُـتبَ إلا أن يكون السؤال مما كُـتِـب ، فقف عليه في الكتاب ، فحينئذ تسأله على بصيرة .. قال الله عزّ وجل : ( ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) . 
ــ إن لم تعرف ما يراد بكَ فلماذا تنتسب إلى الحق وأين العناية التي حصلت لك بالمجاورة . 
ــ العباد في قبضة الحق . قال تعالى ( وما من دابة ٍ إلا وهو آخذٌ بناصيتها ) لما هي مصرفة فيه فالكل ُ في قبضته من قضائه وفي قضائه . 
ــ قُدرتْ المقادير ووزنت الموازين ، ( وما ينزله إلاّّ بقدر معلوم ) فمن سأله ما خرجَ من قبره ِ ، ومَن لم يسأله ما خرج من قضائه . 
باب ترجمة العبادة:
ــ للحق ِ ذكر ودعاء وللخلق ذكرٌ ودعاء ، فإن ذكرت الحقَ ، ذَكَـرَكَ ، وإن قلتَ له يا ربُ ، قال لك يا عبد ، وإن قلت له أعطني ، قال لكَ : أعطني فاختر الذكرَ أو الدعاء ، الدعاء قوله ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) والذكر قوله ( فاذكروني أذكركم ) .
ــ الدعاء عبادة والذكرُ سيادة ، فمن دعاه وصل إليه ، ومن ذكره فهو عنده ؛ 
ــ أنا جليس من ذكرني ــ 
ــ لنفسكَ عليك حقٌ ولعقلك عليك حق ، فاذكر الحق لعقلك ، وادعه لنفسك بالجنة لإله . 
ــ لولا الشاردون من بابه ما أرسلتُ الرسلَ يمسكون عليهم الطرق حتى يرجعوا إلى الحق ِ الشارد، هو الفار من النور إلى الظلمة . 
باب ترجمة الغيب: 
ــ عين الوجه لا يُـدرك إلا بعد نفوذ سبع طباق المشيمة والصلبة والشبكية والعنكبوتية والعنبية والقرنية والملتحمة . قال الحكماء : فهذه طبقات العين وهو من ورائها محفوظٌ بها ، فكذلك عين القلبِ تنفذ بسبع ِ طِـباق مثل البصر ، فالمشيمة كوْنُـهُ ، والصلبة ُ وصْــفه والشبكية تعلّــقه ُ ، والعنكبوتية ُ تداخل الخواطر ِ عليه ، والعنبية تخليصه ، والقرنية زمانه ، والملتحمة وصلته بمن عرف .. فإذا نفذَ هذه الطباق وتصفّــحَ هذه الأوراق ، حينئذ ٍ ينفذ إلى أول منزل ٍ من منازلِ الغيب، وهو منزل الضياء . 
ــ في الحسِّ سرٌ في الخلق ِ لم يطلع الله عليه إلا المُصْـطَـفين من عباده . 
باب ترجمة الوفاء: 
ــ من تركَ حقاً له عند الحق ِ في الدنيا ليأخذه منه في الآخرة ، فما تركه ، ومن تركَ حقاً له لا ليأخذه منه فقد عاند . 
ــ قال الله تعالى ( وكان حقاً على الله نصر المؤمنين )) .
وقال ( كتب على نفسه الرحمة ) فللعبد ِ على الحق ِ حقٌ ، وللحق ِ على العبد ِ حق . 
باب ترجمة التوقيع: 
ــ توقيع الربوبية تخضع تحت سلطانة لطائف الأرواح . 
قال الله تعالى ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) .
ــ ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) لولا انتظار الآمال ما فرح بالتوقيعات .
ــ توقيع روح القدس يخالف توقيع الكون . 
باب ترجمة التسخير:
 
ــ الحق يطلب الإنسان والمقامات تطلبه وهو لمن أجاب . 
ــ الإنسان محجوب عن الحق في الأحوال مشهود له في المقامات. 
ــ المقام ُ يحجبكَ إن نظرته في الحق أو نظرت الحق فيه قالت الملائكة :
( وما منّـا إلا له مقام معلوم ) وكذلك كل موجود . 
ــ الحال مهلكة والمقام منج ٍ ، غير أن الدعوى في المقام مهلك ٌ والدعوى في الحال غير مأخوذ بها صاحبها . 
ــ كن في الحق يكن الحق معك ، ولا تكن في المقام تكن مع نفسك . 
ــ صاحب الحال سكرانٌ ويصحو من صحا ، شهدَ على نفسه ِ بالتغيير ؛ وصاحب المقام ينتقل ، فهو مثله ، فالحجاب موجود ٌ على كل حال ورجه . 
باب ترجمة السلب والتنزيه: 
ــ لا أقول لك َ تجرّد عن هيكلك ولا انسلخ من ظلمتك ولا اسبح في بحار سجات روحانيتكَ ، 
ولا جُل في ميادين التقديس لترى الحق أو يهب عليك نسيم جود مشاهدته ، أو اجعل ذلك تعرّضاً لنفحاته ، لا افعل ذلك مطلقاً فإن فيه نسبة عجز وتعظيم كوِّنَ في جناب الحق ، والحق لا يقاومه شيء ؛ فمتى سمعتَ داعي الحق إلى مقام ٍ ما ، فاعلم أنه معك في المقام الذي يدعونك منه ، فلا يحجبنّـكَ الخطابُ بالدعاء عن وجوده فيما عندك . 
ــ روح ُ القدس تطلب الحق على عزيمته عندكَ كما تطلبه أنتَ على حبْسِـكَ في ظلمة ِ هيكلك فالكلُ عاجزٌ وليستْ رؤيته في نور القدس عند المحقق بأظهرْ ولا أوْضح من رؤيته في ظلمة العين . 
ــ الحق ُ لا يعزب عنه شيء ٌ .. فهو مع كلِّ شيء ٍ ، فلا يعزب هو عن كل شيء . 
باب ترجمة القدرة:
 
ــ إذا تنفلت بالخيرات أُشْـهدكَ أنه كأن يدكَ عند البطش ِ وسمعك عند الاستماع وبصرك عند النظر، فهو السميع ُ البصيرُ الباطشُ ، فالعناية ُ بكَ في كشفكَ ذلك . 
ــ الوضعيات لا تؤثّر في الحقائق وهي من الحقائق . 
ــ هو القائل اخسئوا فيها وهو القائلُ ــ ادخلوا الجنة ــ فاشتركا في سمع ِ الكلام ، فليس المطلوب سماع الكلام . 
باب ترجمة الذِكر: 
ــ من أحبَّ الحق وغارَ عليه فهو مع حبه ِ لا مع الحق ، العارفُ لا يَـغيْـر على الحق بل يعشقه إلى عباده ويحببه إليهم . 
ــ من غار على الحق من نفسه فما عرف نفسه ، فما عرفَ ربّـه . 
ــ الكون يحجبه المذكور عن الذِكر ِ ، والذِكر ِ عن المذكور ؛ والحقُ يذكركَ مع مشاهدته إياك 
فثبتَ أنه ليس كمثله ِ شيء . 
ــ لا تَـغرّه عليه ِ ولكن غَـرّه ُ له . 
ــ لا يحجب بالغيرة لا من ادعى المعرفة ، فمن لم يدع ِ المعرفة فربما قرب على غيرته ، وبرهان التقريب ِ رفع الغيرة عنه عند الرجوع إلى نفسه . 
يتبع ... 
إعداد : أحمد بغدادي * 
 
 
								08-أيار-2021
| 31-كانون الأول-2021 | |
| 22-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين | 01-أيار-2021 | 
| 22-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| 08-أيار-2021 | |
| 24-نيسان-2021 | |
| 17-نيسان-2021 | 
