القــوقعـة يوميات متلصص * مصطفى خليفة * ج1 إعداد:
خاص ألف
2012-06-24
جلست وسوزان في كافيتيريا مطار أورلي بباريس ننتظر إقلاع الطائرة التي ستقلني إلى بلدي بعد غياب دام ست سنوات.
حتى ربع الساعة الأخير هذا، لم تيأس سوزان من محاولة إقناعي بالبقاء في فرنسا، أخذت تكرر على مسامعي نفس الحجج التي سمعتها منذ شهور عندما أعلمتها بقراري النهائي بالعودة إلى الوطن والعمل هناك.
أنا ابن عائلة عربية تدين بالمسيحية والمذهب الكاثوليكي. نصف العائلة يعيش في باريس، لذلك كانت الأبواب مفتوحة أمامي للدراسة في هذا البلد، دراستي كانت سهلة وميسرة وخاصة إنني كنت أجيد الفرنسية حتى قبل قدومي إلى باريس، درست الإخراج السينمائي وتفوقت في دراستي. وها أنا أعود بعد تخرجي إلى بلدي ومدينتي. سوزان أيضا ابنة عائلة عربية، ولكن كل عائلتها كانت قد هاجرت وتعيش في فرنسا، أصبحنا صديقين حميمين في السنتين الأخيرتين من دراستي، وكان يمكن أن نتزوج بمباركة العائلتين لولا إصراري على العودة إلى الوطن، وإصرارها على البقاء في فرنسا.
قلت لها حسماً لآخر نقاش في الموضوع ونحن في المطار:
- سوزان .. أنا أحب بلدي، مدينتي. أحب شوارعها وزواياها. هذه ليست رومانسية فارغة، إنه شعور أصيل، أحفظ العبارات المحفورة على جدران البيوت القديمة في حينا، أعشقها، أحن إليها. هذا أولاً، أما ثانياً فهو أنني أريد أن أكون مخرجاً متميزاً، في رأسي الكثير من المشاريع والخطط، إن طموحي كبير، في فرنسا سوف أبقى غريباً، أعمل كأي لاجيء عندهم، يتفضلون علي ببعض الفتات ... لا... لا أريد. في بلدي أنا صاحب حق… وليس لأحد ميزة التفضل عليّ، بقليلٍ من الجهد أستطيع أن أثبت وجودي، هذا إذا نحّينا جانبا حاجة الوطن لي ولأمثالي. لذلك قراري بالعودة نهائي، وكل محاولة لإقناعي عكس ذلك عبث.
ران صمت استمر بضع دقائق. سمعنا النداء. آن أوان صعود الطائرة، وقفنا، شربنا ما تبقى في كؤوسنا من بيرة دفعة واحدة، نظرت إليها متأثراً، لمحت مشروع دمعة في عينيها، ألقت بنفسها على صدري، قبلتها سريعاً. " لا أطيق هكذا موقف "
قلت : أتمنى لك السعادة.
- وأنا كذلك، أرجو أن تنتبه، حافظ على نفسك.
وصعدت الطائرة.
* يوميات متلصص:
إن التلصص الذي مارسته لم يكن تلصصاً جنسياً - وان لم يخل الأمر من ذلك.
هذه اليوميات كتبت معظمها في السجن الصحراوي، وكلمة ( كتبت ) في الجملة السابقة ليست دقيقة. ففي السجن الصحراوي لا يوجد أقلام ولا أوراق للكتابة.في هذا السجن الضخم الذي يحتوي على سبع ساحات إضافة إلى الساحة صفر، وعلى سبعة وثلاثين مهجعاً، وعلى العديد من المهاجع الجديدة غير المرقمة والغرف والزنازين الفرنسية (السيلول ) في الساحة الخامسة، والذي ضم بين جدرانه في لحظة من اللحظات أكثر من عشرة آلاف سجين، في هذا السجن الذي كان يحتوي على أعلى نسبة لحملة الشهادات الجامعية في هذا البلد، لم ير السجناء - وبعضهم قضى أكثر من عشرين عاماً - أية ورقة أو قلم.
الكتابة الذهنية أسلوب طوّره الإسلاميون. " أحدهم كان يحفظ في ذهنه أكثر من عشرة آلاف اسم، هم السجناء الذين دخلوا السجن الصحراوي، مع أسماء عائلاتهم، مدنهم أو قراهم، تاريخ اعتقالهم، أحكامهم، مصيرهم .....".
عندما قررت كتابة هذه اليوميات كنت قد استطعت بالتدريب تحويل الذهن إلى شريط تسجيل، سجلت عليه كل ما رأيت، وبعض ما سمعت. والآن أفرغ "بعض" ما احتواه هذا الشريط.
- هل أنا نفس ما كنته قبل ثلاثة عشر عاما ؟! ... نعم ... ولا. نعم صغيرة، ولا كبيرة.
نعم، لأنني أفرغ وأكتب "كتابة حقيقية" بعضاً من هذه اليوميات.
ولا.. لأنني لا أستطيع أن أكتب وأقول كل شيء. هذا يحتاج إلى عملية بوح، وللبوح شروط. الظرف الموضوعي والطرف الآخر.
20 نيسان
وقفت على سلم الطائرة قليلاً أتملى أبنية المطار. أنظر إلى الأضواء البعيدة، أضواء مدينتي. إنها لحظة رائعة. نزلت، أخذت حقيبتي وجواز السفر في يدي، إحساس بالارتياح، إحساس من يعود إلى بيته وزواياه المألوفة بعد طول غياب.
طلب مني الموظف الانتظار. قرأ جواز السفر، رجع إلى أوراق عنده، بعدها طلب مني الانتظار، فانتظرت. اثنان من رجال الأمن استلما جواز السفر وبلطف مبالغ فيه طلبا مني مرافقتهما. أنا وحقيبتي – التي لم أرها بعد ذلك – ورحلة في سيارة الأمن على طريق المطار الطويل، أرقب الأضواء على جانبي الطريق، أرقب أضواء مدينتي تقترب، ألتفت إلى رجل الأمن الجالس إلى جواري، أساله:
- خير إن شاء الله ؟ .. لماذا هذه الإجراءات ؟!
يصالب سبابته على شفتيه، لا ينطق بأي حرف، يطلب مني السكوت، فأسكت!
رحلة من المطار إلى ذلك المبنى الكئيب وسط العاصمة. رحلة في المكان.
ومنذ تلك اللحظة ولى ثلاثة عشر عاماً قادمة! رحلة في الزمان.
"عرفت فيما بعد أن أحدهم، وكان طالبا معنا في باريس، قد كتب تقريرا رفعه إلى الجهة الأمنية التي يرتبط بها، يقول هذا التقرير إنني قد تفوهت بعبارات معادية للنظام القائم، وإنني تلفظت بعبارات جارحة بحق رئيس الدولة، وهذا الفعل يعتبر من اكبر الجرائم، يعادل فعل الخيانة الوطنية إن لم يكن أقسى. وهذا جرى قبل ثلاث سنوات على عودتي من باريس".
ذلك التقرير قادني إلى هذا المبنى الذي يتوسط العاصمة – قريباً من بيتنا هذا المبنى الذي أعرفه جيداً، فلطالما مررت من أمامه. كنت حينها مُثاراً بالغموض الذي يلفه، وبالحراسة الشديدة حوله. رجلا الأمن يخفراني، اشتدت قبضاتهما على ساعديّ عندما ولجنا الباب إلى الممر الطويل. في آخر الممر شاب، صاح عندما رآنا:
- أهلين موسى ..شو ؟! أخضر ولا أحمر؟
- كلّو أخرى من بعض.
من الممر إلى ممر آخر، درج داخلي، ممر علوي، غرفة إلى اليمين... قرع الباب... صوت من الداخل: أدخل.
فتح مرافقي الباب بهدوء، ثم خبط الأرض بقدميه بقوة:
- احترامي سيدي .. هذا مطلوب جبناه من المطار .. سيدي.
انسلت إلى أنفي رائحة مميزة، لا يوجد مثيلها إلا في مكاتب ضباط الأمن، هي خليط روائح، العطور المختلفة، السجائر الفاخرة، رائحة العرق الإنساني، رائحة الأرجل.
كل ذلك ممزوج برائحة التعذيب. العذاب الإنساني. رائحة القسوة.
ما أن تصل الرائحة إلى أنف الإنسان حتى يشعر بالرهبة والخوف، وقد شعرت بهما رغم اعتقادي أن التباساً ما وراء كل هذا.
التفت إلينا شخص عملاق، أبيض الشعر ذو وجه أحمر، لمحت عند قدميه شاباً مقرفصاً معصوب العينين، قال العملاق:
- خذه لعند أبو رمزت.
جذبني المرافقان، هذه المرة بعنف ظاهر. ممرات وأدراج، كم يبدو البناء صغيراً من الخارج، بينما هو بكل هذا الاتساع من الداخل، خلال سيرنا تصلني أصوات صراخ إنساني واستغاثات، كلما تقدمنا أكثر تزداد هذه الأصوات ارتفاعاً ووضوحاً، نزلنا – على ما أعتقد - إلى القبو، فتح أحد مرافقيّ الباب، رأيت مصدر الصراخ والاستغاثة، فاجأتني صرخة ألم عالية إثر ضربة كابل على قدمي الشخص الممدد أرضاً والمحشور في دولاب سيارة خارجي، رجلاه مرتفعتان في الهواء.
"أحسست أن شيئي بين فخدي قد ارتجف".
بينما كنت مذهولاً من رؤية الكابل الأسود يرتفع ثم يهوي على قدمي الشاب المحشور في دولاب السيارة الأسود ثم يرتفع ناثراً معه نقاط الدم ونتف اللحم الآدمي، جمّدني صوت زاعق. التفت مرغماً إلى مصدره، في زاوية الغرفة رجل محتقن الوجه، محمرّه، والزبد يرغي على زاويتي فمه:
- طمّش عيونه ..ولا حمار!!
قفز أحد مرافقيّ قفزتين، واحدة إلى الأمام، وأخرى إلى الوراء، وإذا بشيء يوضع على عينيّ ويُربط بمطاط خلف رأسي، ولم أعد أرى شيئا.
- وقفوه على الحائط.
دفعة على ظهري، صفعة على رقبتي، يداي إلى الخلف، أسير مرغما، يرتطم رأسي بالجدار، أقف.
- إرفع يديك لفوق ..ولك كلب ...
أرفعُهما.
- إرفع رجلك اليمين ووقف على رجلك اليسار ..يا ابن الشرموطة.
أرفع رجلي، أقف.
في الخلف يستمر ما كان يجري، أسمع صوت الكابل، صوت ارتطامه بالقدمين، صوت الشاب المتألم، صوت لهاث الجلاد، أكاد اسمع صوت نتف اللحم التي رأيتها تتطاير قبل قليل.. أصوات.. أصوات.
عند الأعمى الصوت هو السيد.
الكرسي المريح في مطار اورلي، سوزان، مرطبات، بيرة، المقعد الوثير في الطائرة، المضيفة التي تفيض رقةً وجمالاً، العصير.. الشاي !!
تتعب رجلي اليسرى التي تحمل كامل جسدي." لو بدلت اليمنى باليسرى، هل سينتبه الرجل ذو الوجه المحتقن؟! وإذا انتبه ماذا سيفعل ؟!" .
تتخدر اليسرى، لم أعد أستطيع الاحتمال، أغامر ..أبدل !!.. لم يحصل شيء، لم ينتبه أحد، أشعر بالانتصار!.. "بعد سنين طويلة من السجن مستقبلاً، سأكتشف أنه في الصراع الأبدي بين السجين والسجان، كل انتصارات السجين ستكون من هذا العيار!!".
الزمن ثقيل .. ثقيل .. حالة من اللاتصديق تنتابني!! ما الذي يجري؟! ولم أنا هنا ؟! آلاف الأسئلة، أحاول أن أستند بيدي إلى الحائط، ألمسه برؤوس أصابعي .... فجأة يصيح الشاب المحشور في دولاب السيارة الخارجي الأسود:
- بس يا سيدي ..بس، مشان الله، ما عاد فيني أتحمل! رح أحكي كل شي.
بهدوء وبلهجة المنتصر، يقول الرجل ذو الوجه المحتقن:
- بس إبراهيم .. كافي، اتركه، طالعه من الدولاب وخذه لعند الرائد.
اسمعه يتكلم بالهاتف مع الرائد. فكرت: جاء الآن دوري !!؟ .
فعلاً، سمعت صوت سماعة الهاتف تعاد إلى مكانها، صاح المحتقن:
- ولك أيوب ..أيوب.
- نعم سيدي.
- تعال شوف هذا الزبون.
أحس بأيوب خلفي .
- دخله عـ الدولاب ..يا لله بسرعة.
شعرت بأن أكثر من خمسة رجال قد جذبوني وأوقعوني أرضاً. " الى الآن، بعد أربعة عشر عاماً مضت على تلك اللحظة، لم أستطع أن أفهم أو أتصور كيف أن أيوب قد حشرني في ذلك الدولاب الخارجي للسيارة، بحيث أصبحت رجلاي مشرعتين في الهواء، لا أستطيع الفكاك مهما حاولت، ولا كيف انتزع حذائي وجواربي !!".
- سيدي ..كابل ولاّ خيزرانة؟
- خيزرانه .. خيزرانه، يظهر الأستاذ نعنوع !
سيخ من النار لسع باطن قدمي، صرخت. قبل انتهاء الصرخة كانت الخيزرانه قد لسعت مرة أخرى .. الضرب متواصل، الصراخ متواصل. رغم ذلك سمعت صوت الرجل المحتقن:
- أيوب.. بس استوى ناديلي.
لا أعرف لماذا يضربونني! لا أعرف ماذا يريدون مني، تجرأت وصرخت:
- لك يا أخي شو بتريد مني؟.
- كول خرى.. ولامَنيك.
هذا كان رد أيوب الذي لم أر وجهه أبداً. وبدأت أعد الضربات وأنا أصرخ ألما. "بعد ذلك بزمن طويل، أخبرني المتمرسون: إن عدَّ الضربات أول علامات الضعف، وإن هذا يدل على أن المجاهد أو المناضل سينهار أمام المحقق!!..وقتها قلت في نفسي: ولكنني لست مناضلاً ولا مجاهداً. وأخبروني أن من الأفضل في هذه الحالات أن تكون لديك قدرة كبيرة على التركيز النفسي بحيث تركز على مسألة محببة لك، وتحاول أن تنسى قدميك !!".
عند الرقم أربعين أخطأت العد، وبدأت أفقد إحساسي بجسدي، صراخي خفتت حدته، حالة من عدم التوازن و الدوار، الغمام – رغم الطماشة – بدأ يطفو أمام عيني "هل بدأت أفقد وعيي ؟" غمام ..دوار .. مطار أورلي .. العصير البيرة ..الطائرة والمضيفة اللطيفة ...
إحساس مبهم بأن كل شيء قد توقف.. استعدت استيعاب الموقف.. نعم حتى الضرب توقف! خدر... خدر ..
دقائق قد تكون طويلة ... قد تكون قصيرة ..لست أدري !! صحوت!.
صوت الرجل ذو الوجه المحتقن ثانية:
- شو يا أيوب .. صحي ولاّ لأ؟
- صحي .. سيدي.. صحي ، بس .. شخ تحتو!!
- العمى بـ عيونه ..الظاهر إنو الأستاذ كتير خروق!!
أحسست بلكزة في خاصرتي، وصوت المحقق:
- ولك شو ؟ .. مانك رجّال ؟! العمى بعيونك ما بتستحي تشخ تحتك ؟! شو اسمك ولا ؟
قلت له اسمي.
- ولا كلب .. شوف ، لسه ما بلشنا معك، صار فيك هيك، لسه هذا كله مزح وما بلشنا الجد، الأفضل من البداية تريح حالك وتريحنا ... بدك تحكي ... يعني بدك تحكي!! هون عندنا الكل بيحكوا ... وبدك تحكي كل شي .. من طق طق ..لـ السلام عليكم ! هاه ..؟ مستعد تحكي ؟
- يا سيدي بحكي شو ما بتريد .. بس قولولي شو بدي أحكي!
- طيب ..هات لنشوف ..شو أسماء أسرتك ولا؟
بدأت أعد له أسماء أهلي، بدءاًً من والدي ووالدتي، لكنه قاطعني صارخاً مهتاجاً:
- ولا جحش ..عم تجدبها علي ؟ أنا بدي أسماء أهلك !! خراي عليك وعلى أهلك، قل لي أسماء أسرتك بالتنظيم ولا ... كرّ.
- أي تنظيم يا سيدي؟ أي تنظيم؟
- يا أيوب .. يبدو هـ التيس عم يغشم حاله!! بدو يعذبنا و يعذب حاله!!
- يا سيدي ..وحياة الرب..وحياة الرب ..ما بعرف عن شو عم تسألني! أي تنظيم هذا يللي عم تحكي عنه؟
صوت خطوات. شعرت أنه اقترب مني، أنفاسه لفحت وجهي، وبهدوء شديد قال:
- تنظيم المنايك أمثالك .. تنظيم الإخوان المسلمين ..شو ما بتعرف تنظيمك ؟!.
"لاحظت أن رائحة فمه كريهة جداً".
لم أدر. هل علي أن أفرح لأن الالتباس بدا واضحاً جلياً ؟ ..أم ألعن حظي العاثر الذي أوقعني في هذا الالتباس ؟.. أم ألعن الصدف التي قدرت أن أصل مباشرة إلى أبو رمزت ؟.. لو أنهم فتشوني وأخذوا أغراضي كما يفعلون مع الجميع.. لتبين لأحد ما من أكون وما هي جريمتي، ولكن أن أدخل فرع المخابرات في اللحظة التي كان يأتي فيها إلى الفرع يومياً مئات المعتقلين من الإخوان المسلمين، وأن أُحشَر بينهم، وأن يعمل الضباط والعناصر على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً، وأن تكون الفوضى داخل الفرع عارمة لهذه الدرجة، فمن المستحيل عندها أن أستطيع إزالة وتوضيح هذا الالتباس. وفوق كل هذا اسمي الذي لا يوحي بأنني لست مسلماً.
ولكن رغم ذلك، صرخت:
- بس سيدي أنا مسيحي.. أنا مسيحي!!
- شو ولا !! عم تقول مسيحي ؟! العمى بعيونك ولا ..ليش ما حكيت ؟! ليش جايبينك لكان؟..أكيد..أكيد عامل شغلة كبيرة!..مسيحي؟!
- أنتو ما سألتوني يا سيدي ..ومو بس مسيحي .. أنا رجل ملحد ..أنا ما بآمن بالله !!
"الى الآن لم أجد تفسيراً لفذلكتي هذه، فما الغاية من إعلان إلحادي أمام هذا المحقق ؟.. لا أعرف !".
- وملحد كمان؟!
سألها بصوت عليه مسحة من تفكير.
- نعم سيدي ..نعم . والله العظيم..وشوف جواز سفري.
سكت الرجل المحتقن لحظات بدت لي طويلة جداً. سمعت صوت أقدامه تبتعد، وبصوت واضح قال:
- قال ملحد... قال !! إي.. بس نحن دولة إسلامية !!..أيوب..كمل شغلك!!
وعادت خيزرانة أيوب تواصل عملها.
" منذ اللحظات الأولى لاحتكاكي بهؤلاء، استخدمت كلمة _ يا أخي_ عند الإجابة على سؤال ما، لكن أيوب صفعني قائلاً:
_ ولا كلب.. أنا أخوك؟.. أخوك بالخان.
تداركت الأمر وخاطبته ب "يا أستاذ" وصفعة أخرى:
- أستاذ؟.. أستاذ ببيت أهلك..بين فخاذ أمك.
منذ تلك اللحظات علموني أن أقول: " ياسيدي".
هذه الكلمة لاتستخدم هنا كما بين رجلين مهذبين، هذه الكلمة تُنطق هنا وهي تحمل كل معاني الذلّ والعبودية .
نهاية الجزء الأول .
يتبع ... خاص ألف
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |