يوميا مع لقمان ديركي في جريدة بلدنا / فوتوكوبي
2007-05-16
منذ الأزل والإنسان يتساءل عن جدوى وجوده، ومن هذا التساؤل ظهرت الأساطير التي تحكي عن تعاسة رحلة الإنسان في الحياة، ومن أشهر هذه الأساطير أسطورة "سيزيف" الذي عاقبته الآلهة بأن يحمل صخرة ويصعد بها إلى أعلى قمة في الجبل ويضعها هناك فتتدحرج فينزل ويعود ويصعد بها من جديد وهكذا إلى نهاية حياته، ثم برز الفلاسفة العدميون وأدب اللامعقول وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وقف الإنسان الأوروبي مذهولاً من حجم الخسارة الإنسانية الكبيرة التي لحقت به، وبرز الأدب الوجودي فكتب ألبير كامو " الغريب " و"الطاعون" كما كتب سارتر كتابه الشهير " الوجود والعدم " وبدأ بالتنظير للفكرة الوجودية عبر ...
قصصه ومسرحياته ورواياته وأشهرها " الغثيان "، أما التيار الفني الأكثر شهرة فقد كان مسرح العبث، وقد ظلت مسرحيات "صموئيل بيكيت" و"يوجين يونسكو" و"أداموف"
وطفرناندو أرابال" مثار إعجاب إلى الآن، وجميع هؤلاء حكوا عن موضوع واحد هو عبثية الوجود، وقد صرخ "يونسكو" في مسرحيته العظيمة "الملك يموت " إن الإنسان الذي صنع كل هذه الأشياء العظيمة من برق وهاتف وسيارات وموسيقا ومسرح وشعر وأسلحة وطائرات ومصانع هو الملك ولكنه الآن يموت، بينما مضى "بيكيت" إلى الحديث عن تعاسة الإنسان الذي لا حيلة بيده سوى الانتظار في مسرحيته الأشهر "بانتظار غودو".
ولا تحيد مسرحية الكاتب الأمريكي "موري شيزجال" "الطابعان" عن مجمل هذه الأفكار، فهي تحكي عن عبثية الأيام وهي تتكرَّر يوماً بعد يوم وعن تعاسة الإنسان وهو يحلم ولكنه دائماً يسير بجانب حلمه دون أن يقدّم له شيئاً، فيعيش حياة خادعة كاذبة مملة متكررة، وقد تمَّ تقديمها على خشبات المسرح السوري بعرض من إخراج "محمد قارصلي" وتمثيل "ندى حمصي" و"ماهر صليبي" قبل أكثر من عقد من السنوات، وها هو "ماهر صليبي" يعود مع هذا العرض من بوابة المسرح القومي ولكن مخرجاً، وقد سماه " فوتوكوبي" وبتمثيل "يارا صبري" و"محمد حداقي" و"منصور نصر".
على مسرح القباني الصغير والدافئ تقدم عروض "فوتوكوبي" حالياً، وحالما تخرج من العرض تشعر أنه هزَّك من الداخل ولامس وجدانك وحرَّك بعض التساؤلات النائمة في زحمة تراكضك اليومي لإتمام رتابة حياتك على أكمل وجه، عاد هذا العرض بالمسرح إلى منطقة كان قد تناساها الكثيرون فظنوا أن الفن ما هو إلا تعالٍ على الهموم البشرية، وكان تفاعل الجمهور مع الممثلين كبيراً وفيه بعض الخجل من الذات بسبب هذا التفاعل، فلطالما كان الإنسان في بلادنا قد وصل إلى مرحلة تعالى فيها هو أيضاً على تساؤلاته الطفيلية. وفي عرض " فوتوكوبي" تمتع الجمهور بأداء "يارا صبري" و"محمد حداقي"، وتمتعت أنا شخصياً برقصة "منصور نصر" المقتضبة على أنغام "وركبنا عالحصان" للمطرب الراحل الكبير"فهد بلان"، وأكد "ماهر صليبي" أن المسرح فكرة تتسع لكل الألوان، وأن الفن لا يمكن له أن يبتعد عن الأسئلة البشرية البديهية مهما كانت بديهية.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |