حنين زيتونة / عبد الله خليل شبيب *
خاص ألف
2012-07-07
هجرتم أرضنا
الخضراء وابتلعتكم
الآفاقْ ..
وقُلْنا ترجعون غداً
وبعدَ غد ِ
تضيءُ بكم ليالينا
وترجع أغنياتكم
ترددها دوالينا
***
فَتُهْتُمْ في نواحِي
الأرضْ
وعشنا في انتظارٍ دامْ
على حُلمٍ من الأحلامْ
وظلّ الشوق يحرقنا
وظلّ البعدُ يضنينا
فمنذ سنين ...
لم تُغْمَدْ أراضينا
ولم تأت ِ اليدُ المعروقة السَّمْراء تحْيينا
ولم تنزف بعرق ِ شُجيرة ٍ منا نقاطُ عَرَق
وما جاء الفلسطينيُّ يعزقُ أرضنا الظمأى
وتاه لغيبة ِالفلاح كل الشوك والعوسَجْ
وعوبد نبتُهُ الأهوَجْ
إلى أن كاد يخنقنا
إلى أن كاد يفنينا
ولم تملك سوى دمع من الأنداء كل صباح
فهل يأتي لنا الفلاح ...
ليهزم دولة الأشواك والعوسج ؟
ويرجع أرضنا ــ كالأمس ــ في إشراقها خضراء؟
فقد حالت لفرقته للون داكن ٍ أسودْ
ومنذ سنين.. منذ زمان
لم نسمَع آذان الصبح ِ أو تسبيحة الإيمان
ولا وحي الإله يشغف الآذان
يمجّد غَرسَ زيتونه
يشبه نوره المعطاء بالزيت الذي أعطى ...
***
وحَلّ مكانكم غُرَباء
كغربان ــ هنا ــ تنعقْ
فلا نفقه ما تعوي ...
وجوهٌ ما ألفناها
وأيد ٍ ما عرفناها
بها سمٌّ زعافٌ قاتلٌ للنور والإيمان
ويا للهول !
كم أهوتْ على زيتونةٍ منا معاً ولها
تحطمها وتسحقها .. بدون ضمير
وتزرع مشرعةَ التخريب والتدمير !
هولاكو جاء ــ يا للهول ــ في جندٍ من الغرباءْ
دمارٌ مهلكٌ ووباءْ
ومنذ مكانكم حَلّوا
فلا برٌ ولا ظِلٌ
فحالَ نهارنا ليلاً
وعاد أماننا ويلاً
***
ولا زلنا نقولُ غداً
وبعد غد ..
تضيء بكم ليالينا
وترجع أغنياتكم
ترددها دوالينا .
عبد الله خليل شبيب *
عن مجلة ــ شعر ــ شهرية للشعر العربي ( القاهرة ) .
العدد الرابع عشر " السنة الثانية 1965 "
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |