يوميا مع لقمان ديركي في جريدة بلدنا / ناس وناس
2007-05-15
منذ زمن قديم والحكومة السورية ترفض أن يتساوى الناس في التمتع بالسيارات، حتى بعد اختراع السيارة الوطنية " شام " ما زال من غير الممكن أن يتمتع الجميع بهذه الميزة، ميزة أن تكون لديك سيارة، والسبب كما تعرفون هو تلك الضريبة العجيبة المعروفة بالنمرة السورية، والتي يكون ثمنها أضعاف ثمن السيارة ذاتها، حتى أن شركات السيارات دهشت من حكومتنا التي تربح أكثر منها، فالشركة تتعب نفسها كي تصنع سيارة منافسة بميزاتها وسعرها وتربح بضعة ألوف من الدولارات من السيارة الواحدة بعد جهد جهيد وعمل كثير وإبداع أكيد، ثم تأتي حكومتنا العتيدة
وتربح من نفس السيارة دون أن تفعل شيئاً أضعاف ما تربحه الشركة!!!!! لكن دهشة الشركات الكبرى زالت بعدما عرفت أن حكومتنا إنما تربح كل هذه الأموال من شعبها حصراً، أي أنها وبحكم تحكمها وحكمها وإحكام قبضتها على حياتنا تستطيع أن تفعل بنا
ما تشاء، وأن تجعلنا ندفع ما تشاء على طريقة السلطان العثماني الذي نسيه الناس في الآستانة أو استانبول بينما ذكراه تتجدد كل يوم في بلادنا العلية.
ولأن خطر ببالي أن امدح الحكومة على ورشاتها المتسارعة في بناء الجسور والأنفاق وشق الطرقات الجديدة في هذه الأوقات فإنني أتحسر على هذه الطرقات التي لن تسير عليها سيارة إلا ويكون صاحبها قد دفع ما فوقه وما تحت أهله وجيرانه كي يحس أنه يشبه الناس في كل أنحاء العالم ، ما الفائدة من الطرقات إذا لم نمشِ بسياراتنا عليها ؟!
وبالطبع أخوكم المواطن السوري يجد حلاً لكل معضلة، فها هي السيارات ذات النمر اللبنانية تتمشى في شوارعنا بسائقين سوريين سعداء، وها هي سيارات بنمر سعودية وكويتية تتمشى على أوتوستراداتنا بسائقين سوريين مغتربين يعيشون في جحيم الغربة من أجل أن يأتوا إلى بلدهم ويسيروا بهذه السيارة في شوارع الوطن الحبيب بفخر واعتزاز ، هل كان عليه أن يدفع كل هذه الأثمان من أجل هذه اللحظة ؟!
الحكومة ترى أن الناس مقامات، ومو كل مين خطر على باله يشتري سيارة لازم تكون عنده تاني يوم، فهل من المعقول أن نرى النجار والسمكري والطالب وبائع اليانصيب والنادل والموظف وأستاذ المدرسة راكبين سيارات ؟!!! .. إي هزُلَتْ .
الناس مقامات، ومن طلب العلا سهر الليالي، ومعك قرش تسوى قرش، واللي بده يشتغل جمَّال بده يعلّي باب داره، وياراكب الهمرا قناطير سلم على أحباب قلبي قناطير.
ومع ذلك الشعب لا يذوق، فها هو نجار بيتون يضع أمامه بجانب كاسة الشاي الأكرك عجم جهاز موبايل " دمعة " مع كاميرا وهو ذات الجهاز الذي يضعه أمامه المتعهد المليونير الذي يعمل عنده، برأيكم مو شي مزعج ووقح ، كيف سنفرق بين المليونير والأندبوري إذن ؟!!
الحل بسيط .... أرجو أن تضعوا نمراً للموبايلات وضريبة جمركية عالية مثلها مثل السيارات لكي نميز ما بين أبناء الشعب .
لكن الشعب عجيب غريب لأننا سنشاهد فيما بعد هذا القرار موبايلات بنمر لبنانية وأخرى بنمر خليجية ، وسنرى أحدهم يحمل موبايلاً مكتوب على نمرته " إدخال إصطياف " .. بتصير وحياتكم رح تصير!!!!!!!!!!!!!!
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |