من كتاب * الرّوض العاطر في نزهة الخاطر *ج 3
خاص ألف
2012-08-14
( الشيخ الإمام العلامة محمّد النفزاوي )
الباب الثالث
المكروه من الرّجال *
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير أنّ المكروه من الرجال عند النّساء هو الذي نراه رث الحالة قبيح المنظر صغير الذكر، فيه رخوة و يكون رقيقا، و إن أتى إلى المرأة لم يعرف لها قدر و لا حظ؛ يصعد على صدرها دونما ملاعبة و لا بوس و لا تعنيق و لا عض، يولج فيها ذلك الذكر بعد مشقة و تعب فيهز هزةً أو هزتين و ينزل عن صدرها فتلقى نزوله عن صدرها أحسن من عمله، ثم يجذب ذكره و يقوم، كما قال بعضهم يكون سريع الهراقة بطيء الأفاقة صغير الذكر ثقيل الصدر خفيف العجز و هذا الأخير فإن المرأة به أدرى . إعلم ... يرحمك ألله ... أن الإير فيه فائدة كبيرة؛ فقد حُكي أنّ رجلا كان صغير الذكر رقيقاً جداً و كانت له امرأة جسيمة خصيبة اللّحم فكان لا يعجبها في الجماع، فجعلت تشكو به لجميع أصحابه مدة من الزمان و كانت ذات مال و كان هو ذا فقرٍ، فكان يراودها أنْ تعطيه شيئاً فتأبى، فذهب إلى أحد الحكماء و رفع أمره، فقال له : لو كان إيرك كبير لكنت أنت الحاكم على المال، ألم تعلم أنّ النّساء دينهن و عقلهن في فروجهن و لكنْ أذكر لك ما يكون الدواء، و أتدبر لك فيه، ثم إستعمل له الدواء الذي سأذكره لك، فيعظم إيرك؛ فاستعمل هذا الرجل ما ذكره له الحكيم فعظم إيره و استمر في استعماله مدة من الزّمن، فلما رأته زوجته على تلك الحالة تعجبت منه و أعطته مالها و ملّكته نفسها و جميع أثاثها .
الباب الرّابع
المكروه من النســـــاء *
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير إنّ المكروه من النّساء عند الرّجال : المرأة البارزة الجبهة الضيقة العينين مع رطوبة كبيرة في الأنف و زرقة الشفتين، واسعة الفم مكمشة الخدين مفترقة الأسنان نابتة الشعر في الذقن رقيقة الرقبة بعروق خارجة، فيها قلة عرضٍ في الأكتاف و قلة عرض الصدر، لها نهدين كالجلود الطّوال و لها بطن كالحوض الفارغ و سرةً طالعةً كالكوز و ضلوع ناطقين كالأقواس و ظهرٍ له سلسول طالع و أترام ليس فيها لحم و فرج واسع بارد نتن الرائحة أصلع ذو قذارةٍ و عفونةٍ و ماء ؛ كبيرة الركبتين و الرجلين و اليدين و رقيقة الساقين؛ فصاحبة هذه الخصال لا خير فيها و لا فيمن يتزوجها و يقربها؛ حفظنا اللّه منها، و المكروه منهن أيضا المرأة كثيرة اللّعب و الضّحك، فهي زانية قحبة، و المكروه منهن كثيرة الحس عالية الصوت كثيرة الكلام خفيفة الرّجل كثيرة القال و القيل نقالة الأخبار قليلة كتم الأسرار كثيرة الكذب، صاحبة الحيل صاحبة الضّلال غمازةً همازةً لمازه إنْ قالت كذبت و إنْ وعدت أخلفت و إنْ إئتُمنت خانت، صاحبة غيبة و نميمة كاشفة أسرار زوجها، سارقةً فاسقةً غياظةً كثيرة التدبير كثيرة الاشتغال بالناس و عيوبهم كثيرة البحث و التفتيش عن الأخبار الباطلة، كثيرة الرقاد قليلة الشغل كثيرة الشماتة بالمسلمين و بزوجها، منتنة الرائحة إذا أتت قتلت و إذا ذهبت أراحت .
الباب الخامس
الجمــــاع *
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير إذا أردت الجماع فلا تقربه إلاّ و معدتك خالية من الطعام و الشراب فيكون الجماع أسلم و أطيب، فإذا كانت المعدة مثقلة كانت في الجماع مضرة على الإنسان، و هو أنّه يولج الفالج و نحوه و أقل ما يكون في البدن يقطع البول و يقلّلْ من البصر و إذا جامعت خفيفاً من الطعام و الشراب أمنت من ذلك و لا تجامع إمرأة إلاّ بعد ملاعبتها فإن ذلك يجمع ماءك و ماءها و تقرب الشهوة من عينها و ذلك أروح لبدنها و أطيب لمعدتها، فإذا قضيت
حاجتك فلا تقوم عنها قياماً تترامى فيه بالعجلة و ليكن على يمينك برفق .
الباب الخامس
كيفيـــــة الجمـــــاع *
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير أنّك إذا أردت الجماع فعليك بالطّيب، و إنْ تطيّبْتُما كان أوفق لكما ثم تلاعبها بوساً و عضاً و تقبيلاً في الفراش ظاهراً و باطناً حتى تعرف الشهوة قد قربت في عينيها ثم تدخل بين فخذيها و تولج إيرك فيها و تفعل، فإن ذلك أروح لكما جميعاً و أطيب لمعدتك. قال بعض الحكماء : إذا أردت الجماع فألقي المرأة على الأرض و هزّها إلى صدرك مقبلاً لفمها، و رقبتها مصاً و عضاً، و بوساً في الصّدر و النّهود و الأعكان والأخصار و أنت تقلبها يمينا وشمالاً إلى أن تلين بين يديك و تنْحل، فإذا رأيتها على تلك الحالة فأولج فيها إيرك، فإذا فعلت ذلك تأتى شهوتكما جميعا و ذلك يقرّب الشّهوة للمرأة، و إذا لم تنل المرأة غرضها لا تأتيها شهوة، فإذا قضيت حاجتك و أردت النزول فلا تقم قائماً و لكن عن يمينك برفق، فإن حملت المرأة في تلك الساعة يكون ذكراً إن شاء اللّه تعالى، هكذا ذكره أهل الحكمة، و قال المعلم رضى اللّه عنهم أجمعين إن من وضع يده في جوف المرأة الحامل و قال بسم اللّه و صلّى اللّه على سيدنا محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال أللّهم بحرمة سيدنا محمد صلى اللّه عليه و سلم يكون هذا الحمل ذكراً فأسميه محمد على اسم نبيك صلّى اللّه عليه و سلم، و بعد النية في ذلك فإن اللّه تعالى يكوّنه ذكراً ببركة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم, و لا تشرب عند فراغك من النكاح شربة من الماء فانه يرخى القلب، و إن أردت المعاودة فتطهرا جميعاً فإن ذلك محمود و إياك أنْ تُطلعها عليك فإني أخاف عليك من مائها و دخوله في إحلليك فإنه يورث الفتق و الحصى، و الحذر بعد الجماع من شدة الحركة فإنها مكروهة، و يستحب الهدوء ساعةً، و إذا أخرجت الذّكر من الفرج فلا تغتسله حتى يهدأ قليلاً، فإذا هدأ فأغسله برفق و لا تكثر غسل ذكرك و لا تخرجه عند الفراغ فتدلكه و تغسله و تعركه فان ذلك يورث الخمرة . و الفعل له أنواع شتى، قال اللّه تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فإن شئت فعلت كذا و كذا والكل في المحل
المعلوم، و أنواع النكاح مايلي :
1- تلقي المرأة على الأرض و تقيم بين أفخاذها و تدخل بين ذلك و تولج إيرك فيها و أنت جالس على أطراف الأصابع و هو لمن إيره كاملاً .
2- من كان قصير الذكر فيلقي المرأة على ظهرها ثم يرفع رجلها اليمنى حذو أذنه اليسرى و ترفع إلْيتها في الهواء فيبقى فرجها خارجاً فيولج إيره فيه .
3- و هو أنك تلقي المرأة على الأرض و تدخل بين أفخاذها و تحمل ساقاً على جنبك تحت ذراعك و تولج فيها.
4- و هو أنك على الأرض ثم تحمل ساقيها على كتفك ثم تولج فيها .
5- و هو أنك تلقيها على جانب و أنت على جانب ثم تدخل بين أفخاذها و تولج فيها و لكن هذا الجماع يورث عرق النساء .
6- و هو أن تلقي المرأة على ركبتيها و مرافقها و تأتى أنت من خلفها و تولج فيها .
7- و هو أن تلقي المرأة على جنبها ثم تدخل بين فخذيها و أنت جالس في فراشك ثم تجعل رجلاً فوق كتفك و الأخرى بين فخذيك و يديك محضنةً فيها .
8- و هو أن تلقي المرأة فوق الأرض و تحل ساقيها بعضها عن بعض ثم تحمل ركبة من هذا بحيث أنّ ساقيها يبقيان بين فخذيك و تولج فيها .
9- و هو أن تلقيها على ظهرها على دكان قصير بحيث تكون رجلاها في الأرض و ظهرها على الدكان و إليتها على الحائط ثم تولج فيها .
10- و هو أنْ تأتى إلى سدرة قصيرة فتمسك المرأة في فرع منها ثم تأتى أنت فتقيم ساقيها إلى وسطك ثم تولج فيها .
11- و هو أنْ تلقيها إلى الأرض ثم تعمل و سادة تحت إليتها ثم تبعد ما بين فخذيها و تجعل أسفل رجلها اليمنى على أسفل رجلها اليسرى ثم تولج فيها، و أنواع هذا الباب كثيرة .
الباب السابع
مضــــرّات الجمـــــاع *
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير إن مضرّات الجماع كثيرة، فأقتصرت إلى مادعت الحاجة إليه و هي كالتالي : النكاح واقف يورث وهْن الركبتين و يورث الرّعاش، و النكاح على جنب يورث عرق النساء، و النكاح قبل الفطور يورث العمى و يضعف البصر، و تطليع المرأة على صدرك حتى ينزل المني و أنت ملقى على ظهرك يورث وجع القلب، و إن أصابه شيء من ماء المرأة في الإحليل أصابه الأركان و هي القتلة، و صب الماء عند نزوله يورث الحصى و يعمل الفتق، و كثرة الحركة و غسل الذكر عاجلاً بعد الجماع يورث الحمرة، و وطء العجائز سم قاتل من غير شك، و كثرة الجماع خراب لصحة البدن لأنّ المني يخرج من خالص الغذاء كالزبدة من اللبن فيكون الباقي لا فائدة فيه و لا منفعة، و المتولّع به يعنى النكاح من غير مكابدة يأكل المعاجن و العقاقير و اللّحم و العسل و البيض و غير ذلك يورث له خصائل و هي الأولى : تذهب قوته، و الثانية : يورث قلة النظر إنْ سلم من العمى، و الثالثة : يربّي الهزل، و الرابعة : يربّي له رقة القلب إن هرب لا يمنع و إن طرد لا يلحق و إن رفع ثقيل و إن عمل شغل يعي من حينه؛ و قال : إن المقدار الأصح في النكاح لأصحاب الطبائع الأربعة الدموي و البلغمي له أن ينكح مرتين أو ثلاثة و الصفراوي و السوداوي له أن ينكح في الشهر مرة . قلت : و لقد اطلعت على أناس هذا الزمان سوداوي و صفراوي و دموي و بلغمي لا يفترون عن النكاح لا ليلاً و لا نهاراً، حتى أورث لهم عللاً كثيرةً ظاهرةً و باطنة لا يُعرفون إلاّ بها . و قد جمعنا منافع و مضار بني آدم في هذه الأبيات على سبيل الاقتصار و ذلك لأن هارون الرشيد أرسل إلى حكيم أهل زمانه و أعرفهم بالطب فسأله فجمع ذلك في أبيات من النّظم و جعلها في غاية الاختصار لتكون في ورقةٍ واحدةٍ
تحمل في الحضر و السفر سهلة للحفظ و هي كالتالي :
تـوقّ إذا شــئت إدخال مطـــعــم على مـطـعم من قبل فعل الهواضم
وكـل طعام يعجز السن مضغـــــــه فـلا تبتلعه فهو شر المطاعــــــــــم
و لا تـشرب على طعامك عاجــــلاً فـتـقـود نـفـسك للأذى بزمــــــــــام
ولا تحبس الفضلات عند اجتماعها و لو كنت بين المرهقات الصوارم
ولا ســـيما عند المنام فدفعهــــــــا إذا مـا أردت الـنـــــــوم ألزم لازم
و جدد على النفس الدواء و شربه و ما ذاك إلاّ عند نزول الـعظائـــــم
ووفر على الـنفس الواء لأنهــــــا لـصـحبـة أبدان و شد الدعائــــــــم
و لا تكُ في وطء الكواعب مسرعاً فإسرافنا في الوطء أقوى الهــدائم
فـفـيـه دواك و يـــكفيك أنـــــــــــــه لـمـاء حياة مورق في الأرحــــــــام
و إيـــاك إياك العجوز ووطئهـــــــا فـمـا هي إلاّ مـثـل سـم الأراقـــــــــم
و كن مستخفيا كل يوم وليلــــــــــــه وحـافظ على هذي الخصــــال وداوم
بــذاك أوصانا الحكيم يبــــــــــادر أن أخاً الفضل والإحسان غير الأعاجــــم
و أجمع الحكماء و الأطبّاء أن كل آفة تقع لبني آدم أصلها من النكاح فإنه البلاء الأكبر .
إعداد : ألف
يتبع /
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |