أخبار الحمقى والمغفلين ابن الجوزي ( 599 هـ ) ج 2
خاص ألف
2012-10-03
الباب السادس
لا تــؤاخ الأحمــق
- قال عليه السلام: " لا تؤاخالأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطئ وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته ".
- وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم ، واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي.
ــ لا تغضب على الحمقى
- عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك.
- وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل.
- وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر.
ــ الناس أربعة أصناف
- وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
- وقال أيضاً: الناس أربعة: فكلم ثلاثة ، ولا تكلم واحداً ... رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه.
- قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
ــ الناس ثلاثة أصناف
- وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال: الناس ثلاثة: مجنون ، ونصف مجنون ، وعاقل ..فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة، وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.
- عن الأعمش أنه قال: معاتبة الأحمق نفخ في بليسة.
ــ كل صديق لا عقل له عدو:
- عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال: كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك من عدوك.
- عن بشر بن الحارث أنه قال: النظر إلى الأحمق سخنة عين.
- وسمعته يقول: يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى.
- وعنه أنه قال: الأحمق سخنة عين غاب أو حضر.
ــ لا تجالس الأحمق
- عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
- قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه ، ومؤنة الأحمق على الناس، ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
ــ كيف يعامل الأحمق
- قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
- وأنشدوا:
إتق الأحمق أن تصحبــه إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانبــــــاً خرقته الريح وهناً فانخـرق
كحمـار السوق إن أقضمته رمح النـاس وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبتـه سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبتـه كي يرعــــويأفسد المجلس منـه بالخــرق
الباب السابع
في ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه
- العرب تضرب للأحمق تارة بمن قد عرف حمقه من الناس، وتارة بما ينسب إلى سوء التدبير من البهائم والطير، وتارة بما لا يقع منه فعل ولكن لو تصور له فعل كان ما ظهر منه حمقاً.
ــ حمقى ضرب بهم المثل
- فأما ضربهم المثل بمن قد عرف حمقه فقال أبو هلال العسكري:
* تقول العرب: أحمق من هبنقة (وستأتي أخباره)... وأحمق من حذنة ،قيل هو رجل بعينه، وقيل هو الصغير الأذن الخفيف الرأس القليل الدماغ وكذلك يكون الأحمق... وقيل: حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها.
* وتقول العرب: أحمق من أبي غبشان ، وأحمق من جحا ، وأحمق من عجل بن لجيم ، وأحمق من حجينة وهو رجل من بني الصداء ، وأحمق من بيهس ومن مالك بن زيد مناة ومن عدي بن حباب ، وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها.
ــ حيوانات ضرب المثل بحمقها
- وأما ذكرهم للبهائم فيقولون:
* أحمق من الضبع ، وأحمق من أم عامر، وأحمق من نعجة على حوض لأنها إذا وردت الماء أكبت عليه ولا تنثني ؛ وأحمق من ذئبة لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع.
ــ طيور ضرب المثل بحمقها
- وأما ذكرهم الطير فيقولون:
*أحمق من حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض، وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها ، وأحمق من رخمة ن وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه ، وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه.
ـ ومن الموصوف بالحمق من الحيوان: الحبارى ،والنعجة، والبعير ،والطاووس ،والزرافة.
ــ نبتة ضرب المثل بحمقها:
ــ وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم: أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل.
الباب الثامن
في ذكر أخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله
- هؤلاء ينقسمون إلى رجال ونساء.
1 هبنقة الأحمق
- واسمه يزيد بن ثروان ، ويقال: ابن مروان ، أحد بني قيس بن ثعلبة ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف ، وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به...فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح ، قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا ؟
- وأضل بعيراً فجعل ينادي : من وجده فهو له... فقيل له: فلم تنشده قال: فأين حلاوة الوجدان ، وفي رواية: من وجده فله عشرة... فقيل له: لم فعلت هذا ؟ قال: للوجدان حلاوة في القلب...
- واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم ، فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب...فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان.
- وكان إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل ويقول: لا أصلح ما أفسده الله.
2 أبو غبشان الأحمق:
- وهو من خزاعة ،كان يلي الكعبة فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشرب فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بزق خمر وأخذ منه مفاتيحه وسار بها إلى مكة وقال: يا معشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم...وأفاق أبو غبشان فندم فقيل: أندم من أبي غبشان ، وأخسر من أبي غبشان، وأحمق من أبي غبشان ، قال بعضهم:
باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمرٍ
فبئست صفقة البادي باعت سدانتها بالخمر
وانقرضت عن المقام وضل البيت والنادي ثم جاءت خزاعة فغالبوا قصياً فغلبهم.
3 عبد الله بن بيدرة الأحمق:
- شيخ مهو وهي قبيلة من عبد القيس ،واسمه عبد الله بن بيدرة ،وكانت إياد تعير بالفسو، فقام رجل منهم بعكاظ ومعه بردا حبرة فنادى: ألا إنني من إياد فمن يشتري مني عار الفسو ببردي هذين...فقال عبد الله بن بيدرة فقال: أنا...واتزر بأحدهما وارتدى الآخر وأشهد الإيادي عليه أهل القبائل وانصرف عبد الله إلى قومه فقال: جئتكم بعار الأبد فلزم العار بذلك عبد القيس.
4 عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الأحمق:
- من حمقه أنه قيل له: ما سميت فرسك فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور.
قال العنزي:
رمتني بنو عجلٍ بداء أبيهم وأي امـــــرىءٍ في الناس أحمق من عجل
ألبس أبوهم عار عين جــــواده فصـــــارت به الأمثال تضرب بالجهل
5 حمزة بن بيض الأحمق:
- عن أبي طالب عمر بن إبراهيم أنه قال: دعا حمزة بن بيض حجاماً ،وكان الحجام ثقيلاً كثير الكلام ،فلما أرهف المشاريط قال له: الساعة توجعني...قال: لا...قال: فانصرف اليوم...قال: لا تفعل، فإنك محتاج إلى إخراج الدم، وذلك بين في وجهك، وهي سنة نبوية... قال: انصرف وعد إلي غداً قال: لست تدري ما يحدث إلى غد والمشاريط حادة وإنما هي لحظة...قال: إن كان كما تقول فاعطني فردة بيضة من خصيتك تكون في يدي رهينة إن أوجعتني أوجعتك... فقام الحجام وقال: أرى أن تدع الحجامة في هذا العام وانصرف.
-وعن محمد بن العلاء الكاتب أنه قال: قال حمزة بن بيض لغلام له: أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة، ففكر الغلام ساعة ثم قال: يوم الثلاثاء.
ـ وقيل لحمزة بن بيض: كم تشرب من النبيذ قال: أكثر من رطلين شيء.
6 أبو أسيد الأحمق:
- عن محمد بن رجاء قال: قال أبو أسيد وحدث بحديث: كان ذلك في خلافة المهدي قبل موت المنصور.
- وقال: مر على أبي أسيد بعيران، فقال قوم كانوا حوله: ما أفرههما.. فقال أبو أسيد: أحدهما أفره من الآخر قالوا: أيهما أفره ؟ قال: القدامي أفره من الأول.
- وعزى أبا أسيد رجل عن مصيبته فقال له: رزقنا الله مكافأتك.
- وعن محمد بن عبد المطلب قال: قال أبو أسيد ونظر إلى رجل نائم: قم فكم تنام كأنك بعير ناد...
- وقيل لأبي أسيد: حدثنا عن ابن عمر فقال: كان يحف شاربه حتى يبدو بياض إبطيه.
7 جحا الأحمق:
- ويكنى أبا الغصن ،وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه التغفيل وقد قيل: إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم.
- عن مكي بن إبراهيم أنه يقول: رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً ،وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه ،وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
- من حماقات جحا: وعن أبي بكر الكلبي أنه قال: خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس في الشمس فقلت: يا شيخ أين منزل الحكم ؟ فقال لي: وراءك ...فرجعت إلى خلفي فقال: يا سبحان الله! أقول لك وراءك وترجل إلى خلفك.
- أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف : 79 )قال: بين أيديهم فقلت: أبو من قال: أبو الغصن فقلت: الاسم قال: جحا....وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذه الصفة.
- وعن عباد بن صهيب قال: قدمت الكوفة لأسمع من إسماعيل بن خالد فمررت بشيخ جالس فقلت: يا شيخ كيف أمر إلى منزل إسماعيل بن خالد ؟ فقال: إلى ورائك ...فقلت: أرجع ؟ فقال: أقول لك وراءك وترجع! فقلت: أليس ورائي خلفي قال: لا...
قلت: بالله من أنت يا شيخ؟ قال: أنا جحا ...
- قال المصنف: وجمهور ما يروى عن جحا تغفيل نذكره كما سمعناه.
- عن أبي الحسن قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخاً ... قال: سقط قميصي من فوق.. قال: وإذا سقط من فوق ؟ قال: يا أحمق ، لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه...
- وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال: تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها: ليس يعرفك إلا سليمان بن داود الذي حبسك حتى أكلت خراك.
- وخرج يوماً من الحمام في يوم بارد فضربته الريح فمس خصيتيه فإذا إحدى بيضتيه قد تقلصت فرجع إلى الحمام وجعل يفتش الناس ، فقالوا: ما لك ؟ فقال: قد سرقت إحدى بيضتي ثم إنه دفىء وحمى فرجعت البيضة فلما وجدها سجد شكر لله قال: كل شيء لا تأخذه اليد لا يفقد.
- ومات جار له فأرسل إلى الحفار ليحفر له، فجرى بينهما لجاج في أجرة الحفر فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها فسئل عنها فقال: إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
- وحكي: أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال: والله لا تبخرت إلا عرياناً.
-وهبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون فصاح جحا: يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن.
- وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره فقال أبوه: الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب وأحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن فما أدري ما أعمل به ؟ فقال له جحا: إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شيء تحسن ...فقال أبوه: فعلمنا أنت ما تصنع به....فقال: يحفر له آبار ونكبسه فيها.
- واشترى يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه ، فقيل له: ما لك فعلت كذا... فقال: أخاف أن يطلب مني كراه.
- ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه فقال: ويحك ، ما هذا ؟فقال: هو الرأس الذي طلبته...قال: فأين عيناه ؟قال: كان أعمى...قال: فأين أذناه ؟ قال: كان أصم... قال: فأين لسانه ؟ قال: كان أخرس... قال: فأين دماغه ؟ قال: كان أقرع... قال: ويحك رده وخذ بدله...قال: باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب.
- وحكي: أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها.
- ومات أبوه فقيل له: اذهب واشتر الكفن ... فقال: أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه...
- وحكي: أن المهدي أحضره ليمزح معه ، فدعا بالنطع والسيف، فلما أقعد في النطع قال للسياف: أنظر لا تصب محاجمي فإني قد احتجمت.
- ورأوه يوماً في السوق يعدوا فقالوا: ما شأنك ؟ قال: هلا مرت بكم جارية رجل مخضوب اللحية واجتاز يوماً بباب الجامع ؟ فقال: ما هذا ؟ فقيل :مسجد الجامع... فقال: رحم الله جامعاً ما أحسن ما بنى مسجده.
-ومر بقوم وفي كمه خوخ فقال: من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخةٍ ؟ فقالوا: خوخ ...فقال: ما قال لكم هذا إلا من أمه زانية.
-وسمع قائلاً يقول :ما أحسن القمر... فقال: أي والله خاصة في الليل.
- وقال له رجل: أتحسن الحساب بإصبعك ؟ قال: نعم ...قال: خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر ، فقال له: خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى، فقال الرجل ، لم أقمت الوسطى قال: لئلا يختلط الحنطة بالشعير.
- ومر يوماً بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه: ويحك، ما تصنع به وهو ميت ؟ فقال لها: أسكتي فلو كان حياً ما طمعت في شرائه بمائة درهم.
-وخرج أبوه مرة إلى مكة، فقال له عند وداعه: بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية.
8مزبد الأحمق:
- قال أبو زيد: قيل لمزبد: إن فلاناً الحفار قد مات، فقال: أبعده الله من حفر حفرة سوء وقع فيها.
- وقال مزبد لرجل: أيسرك أن تعطى ألف درهم وتسقط من فوق البيت؟ قال: لا ...قال مزبد: وددت أنها لي وأسقط من فوق الثريا ...فقال له الرجل: ويلك ، فإذا سقطت مت... قال: وما يدريك! لعلي سقطت في التبانين أو على فرش زبيدة.
- وقيل له: أيسرك أن تكون هذه الجبة لك ؟ قال: نعم ، وأضرب عشرين سوطاً ...قالوا: ولم تقول هذا ؟ قال: لأنه لا يكون شيء إلا بشيء.
9أزهر الحمار الأحمق:
- كان جالساً بين يدي الأمير عمرو بن الليث يوماً يأكل بطيخاً ، فقال له عمرو: كيف طعمه يا أزهر أحلو هو؟قال: ما أكلت الخرا قط...
- وقدم على الأمير عمرو رسول من عند السلطان فأحضر مائدته ،فقال لأزهر: جملنا بسكوتك اليوم فسكت طويلاً ثم لم يصبر ، فقال: بنيت في القرية برجاً ارتفاعه ألف خطوة فأومأ إليه حاجبه أن أسكت... فقال له الرسول: في عرض كم ؟ قال: في عرض خطوة... فقال له الرسول: ما كان ارتفاعه ألف خطوة لا يكفي عرضه خطوة... قال: أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف.
- وقدم رسول آخر ، فقيل لأزهر: لا تتكلم اليوم ، وتجمل لهذا الرسول ...فسكت ساعة فعطس الرسول فأراد أزهر أن يشمته فيقول يرحمك الله فقال: صبحك الله... فقال الأمير: أليس قد قدمت إليك أن لا تتكلم! فقال: أردت أن لا يرجع الرسول إلى بغداد فيقول: إن هؤلاء لا يعرفون...
-وقال له الطبيب: خذ رمانتين فاعصرهما بشحميهما واشرب ماءهما فعمد إلى رمانتين وقطعة شحم ودقهما في موضع واحد وعصرهما وأخذ ماءهما فشربه.
نهاية الجزء الثاني .
إعداد : ألف
يتبع ...
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |