صاعدا جبلي اليومي، نطحتني قرن الريح الطائشة
خاص ألف
2012-10-06
للبيت ذاكرة من سحاب
تدفعها الريح في كل سماء
للبيت ذاكرة
رغم البياض الذي يدعي الخواء.
في هوائه الشفيف أرواح السابقين
و أحلام اللاحقين
بابه المفتوح على احتمالات الليل
ينكأ ذاكرته هذا الثلج الـ مثل رداء من يقين.
...
و لأنك أيها البيت
تحتضن في رفوف ذكرياتك
شبق الأجداد
و شوق الأحفاد لنهاية الحكاية
و ضوء الصباح
صرت كلما مررت صاعدا جبلي اليومي
نطحتني من بعيد قرن الريح الطائشة
و ناكفني هيشر ماضيك في الطريق.
...
قد اعتلت حمرة الزمن سقفك الواهن
و تناست غرفك المغمورة بالحنين
فتية كانوا بالأمس في فنائك يمرحون
بين أفؤس العتمة
و قوائم الأغنام المندسة في جيوب الحنين.
...
هنا، خلف جدران النسيان،
في حقل البابونج المشرق بأسرار دافئة
خدشْتَ وجه الطفلة الأبيض بقبلة،
بعشرات الكلمات المنتخبة من قاموس السهر.
يا مذياع الشهوات
أذع هذه الصفحات على مسمع شجرة الزيتون،
التي حمت ظهرانينا
من قصف النجوم و عصف الكلمات.
...
هنا بين خشخشات سنابل القمح الملتفة عل جذوع أحلامنا الباسقة
كانت شمس الصباح تدس في جفوننا سيوف ضوئها الوهيج
هنا، بعيدا عن نشيد اليمامة التي يتَّمَتْهَا أحجار جنوني
و رائحة الأجساد المغموسة في عرق الفجر
كنا نفقس بيض الخسارة الفاسد
و نؤسس جيوش الدهشة استعدادا لالتحام الليل بالنهار.
...
هنا على بعد أغنية جبلية باذخة
و زهرتي ياسمين فصيحتين،
منكمشتين في أعماق اللحظة رفعنا كأس الألم الأولى
و نادينا باسم الفراغ و اهتدينا إلى شريعة التيه
رقصنا و قفزنا و غنينا نشيد الجنون في الصباح البهيج.
....
يا غيمة حضورها
العابرة بين فجاج وحشتي
هل في ثنايا غيابك غيث رحيم
يفلح أديم المسافات؟
و حدي ظللت أهدهد العاصفة
و اكتم صوتها بزهرات الخزامى
و أرد عن وجه الصباح أسراب الذباب الأسود
حتى مطلع الحلم.
أوراق كثيرة قصصتها بأصابع الشوق
و حشرتها بين شقوق الأبواب و النوافذ.
عذرا يا أشجار الحديقة
للرسائل التي حملتك إياها دون أن تعلمين
لم تكن رسائل قتل
و لا رسائل حقد
و لا رسائل مكر
و إلا لكنت مذنبا تجاهك أيتها الأشجار
يا ساعية ببريد الحب في هجير البين.
أحمد هلالي - المغرب - 2012
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |