نصوص لغيابٍ أزرق أسود 1
خاص ألف
2012-12-30
1. لكنها حرب:
***
مع أنّ ما يجري خرابٌ في خرابْ
لكنه، لا ليس حرباً...
بل عدوّ كان يشرب ماءه من كأسنا
وينامُ ظهراً في مفاصلنا
ويأكل قبلنا من صحننا بصلاً ورزّاً
أو مجدّرةً
وأحياناً نراهُ خلف أسوار الضبابْ
يمشي على أحلامنا الزرقاء
يعتصرُ المساء
و ... فجأةً
صرنا نراه لابساً دبّابةً
تقضي على درس الرياضةِ في الصباحِ
وتقصفُ الصّحنَ الفقيرَ
وتدخلُ الأسواقَ تلتهمُ الدّكاكينَ الصغيرةْ
وكأنّها علفُ الدّوابْ
هو نفسهُ يمشي على الغيمِ الصّديق بما تيسّر من وحوش معدنيّةْ
ويهيل فوق سقوف عزلتنا براميل الجحيمْ
هي ليست الحربَ التي كنا عرفناها ونحنُ هناكَ في كتبِ السياسةِ والحسابْ
لكنها أقسى علينا من معاشرة الذئابْ
***
18 كانون أول 2012
/
/
2. تنبيه أخضر
***
نبّهتُ فيكِ الخضرةَ الأولى لأطلقَها على مرعى الغيابِ
أقمتُ من فرطِ الغمامِ عواصفاً زوّجت منها ما يقيمُ على التّرابِ
من الطيور من النباتِ من الأثيرِ من الحياةِ
وطار في العالي نشيدٌ لابسٌ قمصانه الزرقاءَ
دقّ بكعبهِ جذرَ الغيوبِ فسالَ رمّانُ السّحابِ
وسرقتُ من فتحِ الفتوحِ الحبرَ أخضرَ
ثم باشرتُ التدخّل بالطّبيعةِ في كتابي
***
14 كانون أول 2012
/
3. لا حول لي
لا تشكروا شاعرا لا حولَ يسنده
إلا العواء على أبواب منفاهُ
تسيلُ من قدميهِ الأرضُ مثقلةً
وظهرهُ حاملٌ أكياسَ بلواهُ
يا عابرات مع الغيمات في عجلٍ
أما سمعتنّ قمحاً فيّ معناهُ ؟
أما قرأتنّ فيه سيرتي وأنا
طفلٌ عجوزٌ يخونُ العمرُ فحواهُ ؟
عكّازتي الآن حلمٌ ناحلٌ يبسٌ
تفيضُ من عتمةٍ عمياء عيناهُ
****
22 آذار 2012
/
4. محاولة للخضر:
***
وأحاولُ أن أستفتحَ باسمكِ يا خضراءَ السّاحلِ يا مروحةَ غمامٍ فوقَ صنوبرةٍ تشهق في الرّيح / أحاولُ إنشاءَ السّهلِ الرّابعِ بعد الموتِ على جنباتكِ حين تلوتُ على جنباتكِ آيات حنيني والنّونِ الخضراءِ الكبرى / سقطت فوقي بضع مناديل مزركشةٍ بكلامٍ يعشبُ / وكأني شاهدتُ المنديلَ الأول فوق جبينِ امرأة في أثناء زيارتها لمزار الخضر وكان التّنينُ يصارعُ آخر أرواح الشرّ / وأمّا ما كان من الخضر فقد أطلق في صدري تعويذات لحماية أشعاري من خرفانِ خريفٍ خرفٍ / وتركت النّبعَ يفيضُ على قدميْ سيدةٍ تشبهكِ كأنك مخلقها منطقها / فلأزعمْ أني الخضرُ ولو في الشعرِ وماذا في هذا؟ أولم يكن الخضرُ هنالكَ في القرآن؟ وفي سيرة قدّيسينَ وأبطالٍ رفعوا الأرض على عتباتِ الخلقْ؟
سأكون الخضرَ العبد المولاويّ الطّالع من نهديكِ / كليمَهما وكلامهما / ولآنَسُ ناراً خلف الجبلِ المغشيّ عليه من الرّعدة حين وقوع الآياتِ الكبرى من فوقْ
سأكون الخضرَ السّابع قبل الميلادِ
وبعد الميلادِ
وعند جنونِ الشّرقْ
****
11 كانون أول 2012
علاء الدين عبد المولى / المكسيك
08-أيار-2021
26-تشرين الأول-2019 | |
28-أيلول-2019 | |
07-نيسان-2018 | |
30-أيلول-2017 | |
28-كانون الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |