تاريخ آل سعود ناصر السعيد * ج6
خاص ألف
2013-01-05
عندما انسحب الأتراك نهائياً من نجد عام 1334 هـ 1906 م أرسل عبد العزيز المتعب الرشيد يقول لعبد العزيز آل سعود: (أنت غير عربي، ولو أن فيك ذرة من العرب لما رضيت بأن يقاتل العرب بعضهم بعضاً من أجل مصالح الانكليز؟ ومع هذا تدعي أننا مشركين بالله وأنك أنت المرسل من عند الله تمنح الجنة والنار والحور العين.. إذا كان فيما تدعيه شيئاً من الصحة بأنك رسول الله .. فلا بد أن للرسل من معجزات ولهذا يجب أن تتبارز أنا وأنت، ولعلك بمعجزاتك يا رسول الانكليز تغلبني فتقتلني أو أقتلك، وبذلك يسلم العرب في شمال نجد وجنوبها من قتال بعضهم بعضاً لا لسبب إلا لأن الانكليز يريدون بلادنا ووجدوا فيك ضالتهم بعد أن يأسوا من شرائنا).. فرد عليه عبد العزيز آل سعود قائلا: (أنا أحارب بقوات الانكليز ومع ذلك فأنا أخشاك ولا أنكر هذا بأنك أشجع مني ولن أتبارز معك وأنا أعرف أنك إذا هجمت على جميع أعدائك تنتخي وتعتزي بقولك: حسبت نفسي ميت العام) أي حسبت أنني قدمت منذ عام مضى.. (أما أنا يا عبد العزيز بن سعود فأقول إنني سأبقى وسأقضي عليك بلا مبارزة وسأستخدم لقتلك واحداً من أهل بيتك) فاستشاط عبد العزيز بن رشيد من هذا وتقدم بجيشه مطارداً ابن سعود وجيشه السعودي الذي توغل في أواسط نجد. ولكن ابن سعود تراجع إلى العارض عندما علم بذلك، ولكن ابن الرشيد رأى ألا يتراجع إلى حائل وأن يقيم خيامه في مكان صحراوي في نجد يسمى روضة مهنا ليجعل من هذا المكان منطلقا لمطاردة السعوديين، وقد أقام مدة طويلة في هذا المكان وحده دون أن يزيح خيامه منه، حتّى أن أوتاد الخيام نبتت وأصبحت (أثلاً) مما جعل جيش عبد العزيز المتعب يصاب بالملل من موقفه، فلا هو مقاتل ولا هو راجع لمدينة حائل.. من هنا تحرك جون فيلبي يبحث عن واسطة يتفاهم معه من أسرة ابن الرشيد نفسه لقتل ابن الرشيد.. ولنترك الكلام الآن لجون فيلبي ليقول: (واتصلنا بالأمير فيصل الحمود العبيد ـ وهو من ذرية عبيد بن رشيد بينما عبد العزيز بن متعب من ذرية عبد الله بن رشيد، وعبيد وعبد الله شقيقان، وهما مؤسسا أسرة آل الرشيد وقد حدثت من بعدهما خصومات بين العائلة فالكل يقول انّه أحق بالحكم من ذرية الآخر ـ وطلبنا من فيصل الحمود العبيد قتل ابن عمه وتعهد عبد العزيز بن السعود بتأييده حاكما مكان ابن عمه ابن متعب في حائل، ووعدناه بتأييد الانكليز له بالمال والسلاح والسياسة،وكنا صادقين فيما نقول لان كل همنا هو أن نتخلص من ابن متعب الذي أتعبنا بجبروته وشجاعته وصبره المنقطع النظير، وقررنا أن نباغته في مخيمه ليلا إلا إنه بدون المباغتة يصعب علينا القضاء عليه، ولان من عادات العرب وجيش ابن الرشيد خاصة تحريم الهجوم ليلا مهما كانت الأحوال، ففي عرفهم أن القتال الشريف يجب أن يكون وجهاً لوجه وفي وضح النهار ليشهد الرأي العام ما يحدث ويسجل الناس انتصار أي خصم على الآخر ويكون بالإمكان معرفة من يهرب من المقاتلين فيحمل وزر جبنه).. ويتابع فيلبي قوله (لكنه ماذا يهم الانكليز من هذه المثل العربية العليا؟.. ما دمنا نبحث عن النصر بأي طريقة ناجحة جاءت ليلا أو نهارا، كل ما يهمنا آنذاك هو مصلحة بريطانيا العظمى بأي طريقة شريفة أو حتّى غير شريفة لتثبيت صديقها الأول ابن السعود ففي تثبيت ابن سعود تثبيت المصالح البريطانية ومن ثم تثبيت الوجود الإسرائيلي في فلسطين والقضاء على العدو المشترك ابن الرشيد والأتراك ـ لتتفرغ بريطانيا لمصالحها في الجزيرة العربية).. رأيتم هذه الصراحة الانكليزية المتناهية.. إنني أتمنى أن يكتب تجار الأدب ممن زيفوا التاريخ السعودي بهذه الصراحة المتناهية التي يكتب بها جون فيلبي المشرف على خلق العرش السعودي.. وهكذا سارت وصارت بريطانيا في الجزيرة العربية… وبعد منتصف ليلة 18 صفر سنة 1324 هـ 13 نيسان 1906 م أطلقت عيارات نارية على مخيم ابن الرشيد أفزعته من نومه وجعلته يمتطي صهوة جواده دون أن يحدد الاتجاه، وهو يصرخ: الفريخ ـ الفريخ .. احمل العلم يالفريخ. والفريخ هذا هو حامل علم ابن الرشيد، وإذا بعلم عبد العزيز بن الرشيد ينطلق أمام ابن الرشيد يحمله شخص غير الفريخ ليخادع ابن متعب بعلمه المزيف فيقوده إلى الكمين الانكلو سعودي المنصوب لعبد العزيز المتعب الرشيد، فانخدع عبد العزيز المتعب وأخذ يسابق الريح فوق صهوة جواده خلف حامل العلم الذي ظنه ابن الرشيد علمه، بينما حامل العلم يغير بسرعة نحو مخيم ابن السعود. ولم يكن ذلك العلم إلا خرقة زيفها جون فيلبي وجعلها نسخة طبق الأصل من علم ابن الرشيد، أما العلم الحقيقي لابن الرشيد وحامله الفريخ فلم يتحرك من مخيمه بعد. وتبع عبد العزيز ابن الرشيد هذا العلم المزيف وحده قبل أن يتحرك جيش ابن الرشيد الذي بوغت ليلا ولم يعرف إلى أي وجهة اتجه عبد العزيز ابن الرشيد بينما الفريخ الحقيقي وعلمه لم يزل مع جيش ابن الرشيد المباغت، وكان حامل العلم المزيف متلثماً وهو يقود المتعب إلى حيث الكمين الانكلو سعودي الذي لم يبعد عن مخيم ابن الرشيد أكثر من كيلومترين، وإذا بابن الرشيد وحده أمام جيش سعودي عدده خمسة آلاف، عند هذا فقط أدرك عبد العزيز ابن الرشيد الخدعة لكنه لم يتنبه لحامل العلم المزيف بعد.. فلا زال يظنه علمه وان حامله هو الفريخ.. حيث أخذ يصرخ بحامل العلم بأعلى صوته: "ويش هالدبره يالفريخ؟" .. أي ما هذه الدبرة العمياء.. "ما هذا التصرف يالفريخ"؟. لكنه لم يكن الفريخ إلا (فرخا سعوديا انكليزيا) قاد ابن متعب ببراعة إلى الموت المحقق حينما كشف عن لثامه وهو يقذف بالعلم المزيف ويصرخ مناديا بالسعوديين والانكليز (عبد العزيز يا طلابته.. ابن متعب يا طلابة ابن متعب!!) ويقول جون فيلبي: (لقد كان رأيي أن نأسر ابن متعب فقط ما دام قد وصل إلينا بهذه السهولة وأن لا نقتله بهذه السرعة.. انّه صيد ثمين.. لكن هناك من تسرع من الحاقدين عليه وأطلق عليه النار وقطع رأسه بأمر عبد العزيز أل سعود. وما أن قتل عبد العزيز بن متعب حتّى أصدرت الأمر بسرعة ليهجم الجيش السعودي على مخيم ابن الرشيد ليباغتوا جيش ابن الرشيد الحائر في مخيمه يتقدمهم شخص يحمل رأس عبد العزيز بن متعب على رأس رمح ليضعف معنوياتهم ويرهبهم ويعطيهم فكرة على أن شجاعة قائدهم المتناهية قد انتهت، وبالفعل نجحت هذه الخطة وانهزم جيش ابن الرشيد المخيم في روضة مهنا والبالغ ثلاثة آلاف تقريبا أما فيصل الحمود العبيد آل رشيد فلم تنجح في تنصيبه أميرا لحائل حيث ولي (متعب) بن عبد العزيز المتعب الرشيد حاكما مكان والده المقتول وعمره لا يتجاوز الـ 15 سنة وهو ابن أخت فيصل الحمود العبيد الرشيد آنف الذكر) وعاد جند الرشيد إلى حائل ولم يدم حكم متعب أكثر من عشرة أشهر حتّى أقدم ـ أخواله ـ على قتله ـ باتفاق مع جون فيلبي وعميله عبد العزيز آل سعود بزعم توليتهم لحكم حائل ابن أختهم.. أجل.. والى هذا الحد من قذارة التهافت على الحكم وصل الخوال للاتفاق مع الاستعمار على قتل ابن أختهم وقتل أشقاءه معه أيضاً. والأخوال الذين قتلوا أبناء أختهم هم: فيصل وسلطان وسعود الحمود العبيد.. أما الذين قتلوهم أخوالهم فهم بالإضافة إلى متعب العبد العزيز المتعب 15 سنة محمد 7 سنوات ومشعل 5 سنوات، وذلك في شهر ذي القعدة 1324 هـ ـ كانون أول 1906 ومثّل أولئك "الخوال" الوحوش بأبناء أختهم أبشع تمثيل، فقطعوا أصابعهم أولا ثم أيديهم ثانيا ثم قتلوهم!. وقد حاولت أحد النساء إخفاء الطفل محمد عن خاله بداخل صندوق ثيابها لكن خاله سلطان بحث عنه حتّى أخرجه ومزقه بسيفه، وكانت صرخات الطفل تختلط بتشفعاته البريئة قائلا: (اضربني بالعصا يا خالي أهون من السيف!. أنا ما فعلت ـ للعنزة ـ أي شيء !.. أنا ما كسّرت لعبتي!).. إذ كان الطفل يظن أي وعي بالحكم الذي جاء خاله ليقتله من أجله لكيلا يحكم في المستقبل!. وهيهات أن يكن لهذا المنطق الطفولي البريء أي موقع من قلب هذا الخال الغليظ المتوحش. لم يرتدع خاله المجرم من تمزيق جسم ابن أخته بسيفه إربا.. بهذه الوحشية استولى سلطان بن حمود العبيد الرشيد بمساعدة أخويه سعود وفيصل على الحكم.. ولم يكتف سلطان العبيد وأخويه بقتل أبناء أختهم الأطفال بل راحوا لارتكاب جريمة أخرى. وهي قتل الطفل الرابع ـ سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد ـ البالغ من العمر 3 سنوات لو لم يهرب به خاله حمود السبهان إلى المدينة "المنورة" لكن حكم سلطان لم يدم أكثر من سبعة أشهر أخذ بعدها يستعد للهرب حينما أحس بتذمر شديد من شعب حائل وشمر فتنازل عن الحكم لشقيقه سعود الحمود العبيد واصطحب معه 150 شخصا متجهين إلى الشام ليلتجئ إلى جبل العرب ـ كما قال ـ خوفا من القتل، وسافر بالفعل. لكن الشعب في حائل لم يتركه بل أجبروا شقيقه سعود للسير معهم للحاق بأخيه الهارب وإعادته لقتله فقد يتعاون مع العدو السعودي ضد البلاد ولحقوا به بعد يومين من فراره وأعادوه (مضبّب اليدين) وقتلوا عدداً ممن معه حينما دافعوا عنه.. ومن نوادره المضحكة قبل موته أن أحد المواطنين قد سلم عليه بقوله (صبحك الله بالخير يالأمير؟!) فرد عليه قائلا: (ول ياشين أمير ومضبّب؟!) أي (كيف أكون أميراً والكلبشة بيديّ؟) وهنا قتله أخوه سعود بضغط من الشعب وخوفا من أن يستغل الفرصة فيعود إلى الحكم فيما لو تركه حيا.. وقرر أخوه أن لا يدفن جثته.. بل وضعها في بالوعة مياه داخل دهاليز القصر.. لكن أخاه سعود لم "يُسعد" في الحكم أيضاً، إذ حكم أربعة عشر شهراً، عاد بعدها من المدينة حمود السبهان ومعه ابن أخته سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد وعدد من قبائل شمر وطرقوا القصر في حائل وألقوا القبض على الحاكم سعود الحمود العبيد الرشيد ووضعوا بيديه نفس "الضبة" التي سبق له أن وضعها بيدي شقيقه سلطان، وفتحوا نفس البالوعة التي سبق له أن أسقط شقيقه سلطان بداخلها وقالوا له: (ادخلها بنفسك حيا قبل أن ندخلك فيها) فصاح سعود متسائلا بجزع: (كيف أدخل وهذه الرائحة العفنة فيها؟) فأجابوه بقولهم (إنها رائحة شقيقك سلطان: هل نسيت؟!) ولم يجرؤ على دخولها بنفسه فحملوه ودفنوه فيها حيا.. وبذلك وفي تاريخ 17 شعبان 1326 هـ 14 أيلول 1908 م تولى الحكم سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد وعمره 7 سنوات يساعده خاله حمود السبهان!.. وما أن علم فيصل الحمود العبيد الرشيد شقيق سعود العبيد بذلك وكان وقتها حاكما للجوف لشقيقه حتّى ترك الجوف هاربا إلى عبد العزيز آل سعود والتجأ إليه متعاونا معه وخلال هذه المدة أبدى الانكليز عروضا كثيرة على بعض السبهان من أخوال سعود بن عبد العزيز الرشيد لاستمالتهم نحو بريطانيا.. لكن تركيا علمت بالأمر فبعثت أحد ضباطها المدعو عزيز بك الكردي ليمثلها في حائل ـ كقنصل ـ ثم أرسلت الشيخ صالح التونسي بمأمورية خاصة يؤكد فيها استمرار دعم الأتراك لحكم سعود الرشيد، ثم بعثت عبد الحميد "بك بن إبراهيم باشا" سعيد المصري فبقي في حائل يجتهد في منع الانكليز من التأثير على الأمير سعود الرشيد. ولكن الأمير سعود بالرغم من مساعي بعض أخواله السبهان بالتعاون مع الانكليز بحجة (أنهم دولة أوقى من تركيا المهزومة وانه لابد بهذا التعاون أن نقطع الخط على آل سعود فيدعمنا الانكليز بدلا منهم أو على الأقل نحافظ على حكمنا في حائل) بالرغم من هذا الإلحاح بقي متمسكا بصداقته للأتراك في داخل الجزيرة يمدهم بالإبل ويأخذ منهم الأموال والسلاح دون أن تكن لهم أي سلطة في البلاد، ودام حكمه خمسة عشر سنة تقريبا حينما اغتاله ابن عمه بن طلال الرشيد غدرا من خلفه أثناء رمايتهما "للنيشان" في جبل طي قاصدا بذلك الاستيلاء على الحكم. لكن عبد الله الطلال قتل تلك اللحظة برصاص الذعيت حارس سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد دفاعا عن عمه ويومها عين عبد الله بن متعب الرشيد البالغ من العمر 12 عاما ولم يدم حكمه سوى سنتين حتّى أرجف به عملاء الانكليز وعبد العزيز آل سعود الذين دسهم في حائل وكان ابن سعود يقيم بجنده في جبل طي المطل على حائل بانتظار لجوء عبد الله المتعب إليه بخطة مسبقة مع بعض المرجفين ليدخل حائل لكن ابن السعود فشل تلك المرة في دخول حائل فأبعد عنها بعد أن لجأ إليه عبد الله المتعب الفتى الذي أرجف به زبانية ابن سعود بقولهم (إن أبناء عمك ينوون قتلك ويجب أن تهرب من حائل لتلجأ إلى عبد العزيز آل سعود) وهكذا هُرّب عبد الله المتعب تاركا حائل وحكمها ملتجأ إلى عدوه عبد العزيز آل سعود وكان ذلك الهرب أمنية عبد العزيز ابن السعود الذي اعتبره خطوة في تحطيم حكم خصومه آل رشيد فيما بعد.. إلا أن حائل في وقتها بقيت صامدة مقاومة عدوانه تساندها قبائل شمر مما اضطره للابتعاد عن جبل طي وحائل بعيدا.. وبعد فرار عبد الله المتعب عين شعب حائل الأمير محمد بن طلال الرشيد حاكما للبلاد وكان يبلغ من العمر 20 عاما . الاحتيال السعودي والاحتلال صرح الشيخ نايف بن مزيد الدويش ـ من شيوخ قبيلة مطير الذين ساهموا في بناء الحكم السعودي بأرواحهم وكان جزاءهم القتل من آل سعود ـ قائلا (لقد كنا نحتل جبل طي المطل على حائل وكنا نثق بكل ما يقوله مشايخ الدين السعودي لاعتقادنا أنهم واسطتنا عند الله! وما علمنا أنهم واسطتنا عند الانكليز إلا أخيرا حينما أفتوا ونحن في الجبل بما لم نكن نشك فيه "أن الجنة مضمونة لكل من يقتل واحدا من أهل حائل الكفرة المشركين"!.. لكننا عدنا وكّذبنا الفتاوى تلك في تلك الليلة عندما سمعنا أصوات المؤذنين في حائل تردد ذكر الله عالية جهورة: الله أكبر الله أكبر.. وحاولنا ترك حائل عندما تأكد لنا إيمان أهلها بالله ورسوله!.. لكن عبد العزيز بن سعود والانكليز الذين أظهروا إسلامهم معه ومشايخ الدين السعودي طلبوا منا البقاء في موقعنا لمدة يومين فقط… ولم نكن ننوي القتال بعد ذلك لو لم يكونوا على صلة مع بعض أصدقائهم في حائل الذين أدخلوهم حائل خدعة من جهتها الجنوبية..) هذا هو بعض ما تحدث به الشيخ نايف بن مزيد الدويش… أما ما قيل عن أصدقاء ابن سعود في حائل فمنهم الشيخ إبراهيم السالم السبهان والشيخ حمود الحسين الشغذلي والشيخ صالح السالم الصالح والشيخ عبد الرحمن الملق وسعود العارض وابنه سالم السعود وحسن بن سالم النزهة المعرف باسم الحساوي "والحساوي هو الاسم الحركي السعودي له!" وعُبيد المسلماني، ومحمد السّراي الزويمل، وغيرهم.. وأنا هنا اجزم أن نية بعض هؤلاء لم تكن "خيانة بلادهم" أبدا بقدر ما كانت "نية خير وسلام لحقن الدماء!" خاصة وقد أصبح ابن السعود قويا بقوات الانكليز وقد خدعهم أيضاً كما خدع غيرهم بالكذب باسم "الإسلام والإنسانية والحكم العادل القويم" ومما شجعهم على الاتصال بابن سعود ومما ساعد ابن سعود على الوصول إلى حائل قيام تلك الفتن بين آل الرشيد أنفسهم وكان لعملاء آل سعود والانكليز دوراً في إثارتها، فأمعن آل رشيد في قتل بعضهم بعضا وأصبحت البلاد في حالة يرثى لها من عدم الاستقرار لا لهدف إلا للصراع على الحكم حتّى تزعزعت ثقة الشبع والقبائل بما تبقى من آل رشيد.. وسئمت قبائل شمر هذا النوع المزري من الحياة، فنزحوا عن حائل، وساعد على ابتعادهم ما لاقوه من بعض حكام آل رشيد، وبذلك خلا الجو للانكليز ليجدوا من يروج ويصدق خداعهم وكذبهم باسم الدين السعودي الانكليزي والأموال المزيفة والمغريات ووعود آل سعود الكاذبة (بالجنة وأنهار العسل واللبن والرباب الذي فيها) وكانت تلك وعود مغرية جداً يبذلها آل سعود للقبائل… فما دام أن هناك جنة ولبن ورباب وحور وعسل في الآخرة… وفي الدنيا ذهب وريالات وخيل ونساء وبنادق.. فليقاتلوا في سبيلها.. وليقتل الأخ أخاه والابن أمه أو أباه.. وليكن شعار المقاتلين: (هبّي حبوب الجنة وينك يا باغيها.. وخيّال الخيل وأنا أخو من أطاع الله.)
نهاية الجزء السادس
إعداد: ألف
يتبع...
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |