دميةٌ قبيحةٌ من المطاط
خاص ألف
2013-01-06
أقِفُ، أجلسُ، أستلقي، أتجمّدُ في مكاني مثل دُمْيةٍ قبيحةٍ من المطاط. أتابعُ أخبار الضحايا في زمن الوجبات السريعة: أراقب العدد ... أَتَرَقَّبُه ... أسجلُه ... أوثقُه ... هم مجرد "أرقامٍ" نتحدث عنها مع إهمال الكسور ... سقط اليوم ما يزيد على 200 ضحية! في الحقيقة فقد سقط 209 ضحية، ولكن هؤلاء الـ 9 لا يستحقون الذِّكْر. أما الـ 200 فهم من المحظوظين الذين نالوا شرف العَرْض على الشاشة على شكل رقمٍ من ثلاث خانات. أحياناً يتم عرض صُوَرٍ لهم أو لعائلاتهم أو لأشلائهم. هذا يعتمد على توفر الصور، وعلى توفر الرغبة في بثِّ الصور – وهذا مرتبطٌ مباشرةً بمزاج المُحَرِّر المناوب في تلك اللحظة التاريخية.
هيا أجِبْ يا هذا! عدد الضحايا هو الأهم، أليس كذلك؟ ... الضحايا؟ نعم ... هم مجرد "أرقام". يمكن استخدامهم كغذاءٍ لِتَرَفِ الذاكرة التي تكرّرتْ حتى الملل والانثقاب. أريد أن أخبركم بِسِرٍّ. اقطعوا وعداً بألا تبوحوا به: لقد صارتْ ذاكرتي وسيلةً للوصول إلى النسيان، ومدخلاً إلى عالم الخَرَف. لا تَنْسَوا أن هذا سِرٌ بيني وبينكم ...
***
وقبل أن أنسى. هل تذكرون حديثنا عن القَيْء؟ خذوا وقتكم في التفكير. أعتقد أنكم تذكرون – القَيْء؟ نعم ... القَيْء ... ذاك الفعل العميق والمظلوم ... ألا تتفقون معي أن لهذه الكلمة طعمٌ آخر في هذه الأيام؟ ألا تشعرون مثلي بأننا نحتاج هذه الكلمة أكثر من أي وقت مضى؟ نحتاجها كي نرددها بصوتٍ عالٍ ... وربما كي نمارسها: فوق موائد الطعام، أمام الشاشات، قرب الجدران المدمرة، على أوراق الجرائد، وفي المراحيض ...
القَيْءُ لي ... القَيْءُ لكم ... القَيْءُ لنا ... بصحتكم يا شباب!
08-أيار-2021
22-نيسان-2017 | |
25-كانون الأول-2013 | |
10-آب-2013 | |
29-حزيران-2013 | |
16-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |