يوميا مع لقمان ديركي في جريدة بلدنا / على كل الأرصفة أسمع طرقات حذائك
2007-05-17
( 1 )
ها أنذا عجوزكِ
تجاعيدُ وجهكِ
وارتجاف الكف
ما تبقى في القلب
وما سَلِمَ من العطب
عجوزكِ المستوحش
السائر وحيداً
دون عكازٍ في هذا الشارع الطويل ودونكِ
(2)
أعمى أهوائك
الذي تقودينه مع كل طائرة إليكِ
عارفاً أنكِ لست لي مجدداً
وأن الشارع الذي تعبرين يجهلني
أعمى أمام جسدكِ
خائبٌ في المطار
والصديق الذي يسألني عنكِ.. يؤلمني..
(3)
أعرف من يعانقكِ الآن
وأعرف كيف يستغرب عرق كفيكِ الغزير
عرق المودة الذي بلل كفي في الصالحية
وباب توما
وشعركِ الذي بكل الصفات
فمكِ البريء والشهواني
ساقاكِ وصدركِ
كم كان علي أن أعلّمكِ كي يحبكِ الآخرون
كم كان عليَّ وأنا ألمس كفكِ أن أعرف
أن خاتمي ـ منذ زمن بعيد ـ قد خرج من إصبعكِ
(4)
في أي وقتٍ تستطيعين الدخول إلى البيت
لأن الباب يحنّ إليكِ
والجرس يشتاق لأصابعكِ
وفي أي وقتٍ تستطيعين
الجدران تحبكِ
والممر والكراسي
مقبض باب الغرفة سعيد وأنتِ تديرينه
والغرفة أيضاً
الشبّاك يحبكِ والخزانة والكتاب المفتوح
بجانب السرير
ومن الزاوية سأنهض للقائكِ
ومن أجلهم جميعاً سأقبلكِ
ولكنني.. يا الله.. كم أكرهكِ
(5)
عادتهُ الانتظار
وعادتها أن لا تجيء
عادته كرسي وعيون على الباب
وعادتها أن لا تدق
مرة جاءت، دقت الباب
لكنه بقي على الكرسي
وبقيت عيونه على الباب
(6)
فرح بك
كتمثال عثرَ عليه للتو
في الشارع أخاف عليك
وعلى الرصيف أحبكِ
وعندما تندلع الحروب
أقف مدافعاً عن شارع بيتكم
على كل الأرصفة أسمع طرقات حذائك
وعلى كل العيون ألمح نظارتكِ
أمسحُ عن زجاجها صور كل الرجال
وعندما أعود إلى غرفتي
لا يفزعني سوى غيابك
في الليل الموحش
وحيداً
حزيناً
كتمثال عثر عليه للتو
(7)
كما لو أنني ماء
أعيد الحصى للشواطئ
وألاعب الريح
تمر السفن محملة بالقراصنة فأهدأ
وعندما يمر زورقك الصغير أتبخر
كما لو أنني ماء
أموت فرحاً عندما ألامس قدميك في مدي
وأموت حزناًحين أنحسر عنكِ في جزري
أنتظركِ
وعندما لا تأتين
أسدلُ أمواجي علي وأجف
كما لو أنني ماء
(8)
من الذي سيأتي الآن
تفوح منه العطور
وفي يده ورد
من الذي سيأتي
في خطواته لهفة
وفي طرْقته على الباب ارتجاف
من الذي سيأتي
من الذي سيفتح الباب ويعانقه
ومن الذي سيرقب المشهد
ويتكسَّر من الإهمال
(9)
أول من يأتي إلى موعدنا أنتَ
ودائماً أتأخر
تعرف أي ورد أحب وتحضره
وتعرف أي الألوان
تنشر حولك الظلال وأنت تنتظر
فتحبكَ الظلال
وتحبك ألوان ملابسكَ
الورد في يدك يحبكَ
والمارة أيضاً وهم يرونك تنتظر
تحبك المباني حولك والسيارات العابرة
والناس الداخلون إلى مبنى البريد والخارجون
أحبكَ أيضاً وأنا أتخيلكَ تنتظرني
أحبكَ وأنا أفكر
مرة أخرى لن أستطيع المضي إليك
(10)
بعد الحب
ما جدوى ما بيننا
فلست سوى جسرٍ يقودكِ إلى الهاوية
وروحي أشد ظلاماً
أقول الآن:
أستطيع أن أطرد الجميع من بالي وأطردكِ
ولكنك تستطيعين البقاء أكثر
أرجوك.. تستطيعين
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |