المتشددون في المؤسسة الوهابية يفقد صوابه إزاء تصاعد المد الليبرالي في السعودية
2008-03-29
يرى عدد من المتابعين لشؤون المؤسسة السلفية الوهابية في السعودية أن الجناح المتشدد في هذه المؤسسة يعيش حالة فقدان التوازن وقد جن جنونه وطار صوابه عقب تزايد الأصوات الليبرالية والمنفتحة بين الإعلاميين والمثقفين المطالبة بالاعتدال والحد من غلواء التعصب والتطرف الذي فرضه هذا الجناح على المجتمع السعودي.
فبعد فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك ضد الكاتبين يوسف أبا الخيل و عبد الله بن بجاد العتيبي والقاضية بتكفيرهما ردا على مقالين نشراهما في صحيفة الرياض السعودية، وهي تشكل هجوما غير مسبوق، توالت ردود الأفعال المؤيدة للفتوى من جانب رجال المؤسسة الوهابية.
وكان أخرها الافتتاحية العصبية التي كتبها رئيس موقع شبكة نور الإسلام محمد الهبدان، وهو الموقع المعبر عن الجناح المتشدد في تلك المؤسسة، وفيها دعا صراحة إلى إقامة الحد على الكاتبين.
ومما جاء في مقاله "ندعو العلماء والأمراء إلى القيام بدورهم المأمول في التصدي لهذه الفئة الباغية، وعرضها على القضاء الشرعي وتطبيق أحكام الله فيهم بكل عدل وإنصاف حماية للأمة من شرهم وقطعاً لدابرهم واستئصالاً لشأفتهم، والله المسؤول أن يكفي المسلمين شرهم ويحفظ البلاد والعباد من كيد الكائدين وفتنة الظالمين".
ويرى المتابعون أن المتشددين الوهابيين يعيشون هذه الأيام كبرى معاركهم، وهم يعتبرون أن ما يجري بات مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، خاصة مع تزايد الأصوات المعتدلة والمنفتحة في المجتمع السعودي.
ويضاعف من مأزق المتشددين الضغوط الدولية السياسية والإعلامية التي باتت منصبة على السعودية، ولا سيما تجاه الممارسات غير الإنسانية والمتطرفة التي تقوم بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتوقع الخبراء أن تكون الأيام القادمة أصعب بكثير بالنسبة للمتشددين، خاصة مع توجه المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية نحو تبني مطالب النساء والأقليات في السعودية وإصلاح القضاء الشرعي وإلغاء صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف أو الحد من صلاحياتها.
وفيما يلي مقال محمد الهبدان:
إلا التوحيد يا هؤلاء!
لم يكن أكثر الناس تشاؤماً يظن أنَّ أحداً من الزنادقة سيجرؤ على البوح بما في صدره من الاعتقادات الباطلة، والأفكار المنحرفة علناً في جزيرة الإسلام!
فالعقيدة السلفية، ومعالم التوحيد ظلت إلى عهد قريب في مأمن من السهام الطائشة، والآراء المارقة في بلادنا الغالية.
حتى نبتت نابتة، ومرقت مارقة من حثالة المجتمع، وأصحاب السوابق فخاضوا على حين غفلة من الناس في مسلمات العقيدة وثوابت الملة، بصوت مبحوح ما لبث أن ارتفعت حدته، وظهرت نبرته حين تواكل الأخيار بعضهم على بعض، وانشغل العلماء بمناصبهم ووظائفهم، وتطاحن الدعاة فيما بينهم شتماً وتجريحاً، وتحزباً وتصنيفاً؛ فاستغل الرويبضة هذه الأوضاع الغريبة، واهتبلوا تلك الفرص السانحة فتكلموا في أمر العامة بلا تحفظ أو حرج!!
لقد ألقى أولئك المنحرفون أكثر من بالون اختبار لامتحان ما لدى المجتمع وصفوة القوم من غيرة على التوحيد والثوابت، فلم يجدوا ما يعكر صفو مزاجهم، أو يبعث القلق في نفوسهم حتى تصدى أحد كبار منظريهم لإلقاء بالون من وزن ثقيل، زعم في كلّ خسة وجرأة أن الله تعالى والشيطان وجهان لعملة واحدة فكانت برداً وسلاماً على أنامله المجرمة وقلبه المريض!
وبعد ذلك أدرك أكابر القوم وأصاغرهم أنهم في مأمن من العقوبة الشرعية والجزاء الصارم أو هكذا خيل اليهم!
فتطاول كلُّ ناعق وخبيث، على كل مقدس وشريف، من معتقد وثابت حتى خاض آخر مجرميهم في "لا إله إلا الله" وأبطل معناها، ووأد مفهومها بشكل غير مسبوق!
وحين تصدى لهذا الآفاك الظالم لنفسه حبر من أحبار الأمة، وواحد من أبرز علمائها فكشف عواره، وهتك أستاره بكلام مختصر ومفيد ؛ جُنّ جنون الباغي الأثيم، وأخذ كعادته وعادة أمثاله في تحريف الكلم عن مواضعه، واستعداء الولاة على أهل الحق والعلم على طريقة: رمتني بدائها وانسلت!
إننا في هذا الموقع المبارك نبراً إلى الله من هذه الأطروحات الخبيثة، ونحذر الأمة من آثارها السيئة في العاجل والآجل، وندعو العلماء والأمراء إلى القيام بدورهم المأمول في التصدي لهذه الفئة الباغية، وعرضها على القضاء الشرعي وتطبيق أحكام الله فيهم بكل عدل وإنصاف حماية للأمة من شرهم وقطعاً لدابرهم واستئصالاً لشأفتهم، والله المسؤول أن يكفي المسلمين شرهم ويحفظ البلاد والعباد من كيد الكائدين وفتنة الظالمين.
الشيخ محمد بن عبد الله الهبدان
رئيس تحرير شبكة نور الإسلام
16/3/1429 هـ
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |