ورود الأمل.
خاص ألف
2013-06-02
كيف تستطيع وردة الأمل أن تبقى فائحة في قلوب السوريين، رغم كلّ هذا الموت والدمار المهول، لو سألنا الطبيعة والحياة! سألنا رفات البيوت، عيون الأطفال المفقوءة وأطرافهم المبتورة، لو سألنا الأمّهات كيف تحتمل قلوبهنّ نصال الفقد الباترة!؟ لو سألنا الصبايا اللواتي ما زلن يوقّتْن قلوبهنّ على خفقات العشق التي توقفّت إلى حين، الآباء وهم يودّعون الشهيد تلوى الشهيد، العجائز والشيوخ كيف يحتملون كلّ الذي لا يُحتمل وهم يلوذون بخيمة في المنفى أو بقايا جدار مهدوم في الوطن؟ لوسألتُ نفسي: كيف لوردة الأمل أن لا تغادر كل هذه القلوب التي تشرشر دماؤها في المغاور والأقبية وعلى حواجز العسكر القتلة المقامة في كلّ مكان؟ كيف لها أن تبقى نضرة رغم شبح الموت الذي يحتلّ كلّ شيء؟ لما وجدتُ إجابة أو بعض إجابة، تقنع طفلاً صغيراً واحداً، طفلاً يركل ضمير العالم كما يركل حجراً صامتاً في الطريق.
أمّهات
"لستُ الوحيدة التي فعلت ذلك، بل أنا أقل الأمّهات اللواتي قدمّن تضحيات للثورة" هذا ما قالته امرأة سوريّة لم تبخل بالمال والأولاد وهي تتكلّم عن بقيّة النساء السوريات: "رحاب احميدي، كانت تصرخ في وجوه بعض النساء الخائفات عليها من نتائج اصطفافها مع الثوّار منذ بداية الثورة، حين يسألنها: "لم تفعلين ذلك؟ ما الذي ينقصك؟ لديك كلّ شيء" كانت إجابة "رحاب" الوحيدة: ينقصني كرامة، والكرامة أعزّ ما يملك الإنسان!" رحاب لن يتاح لها أن تشاهد وتعيش في زمن كرامة السوريين القادم، طلقة قناص غادرة أخذت روح رحاب هذه المرأة السوريّة الحرّة، ولكنها لم تستطع أن تسلبها كرامتها، كرامتها التي هي رمز وأيقونة لجميع السوريين الذين ثاروا من أجل هذه الكلمة الخالدة "الكرامة"، الكلمة التي لا يفهم معناها العبيد والمتخاذلون!
أمّ زياد
أم أحمد، لا تتباهى بما قدمّت لشعبها، رغم كلّ ما قدّمت، وحين تتحدث، تتابع حديثها عن نساء الثورة الأخريات: "أمّ زياد عملت "جمعيّة" لأنها لا تملك نقوداً كافية من أجل أن تشتري السلاح لابنها الوحيد زياد، بعد أن ضاعف النظام قتله للمتظاهرين السلميين! وبعد أن استشهد زياد لم تتوقف أم زياد عن مشاركة الثوّار ودعمهم بكلّ ما تستطيع.
هل نفهم لماذا تستمرّ الثورة السوريّة رغم كلّ جرائم النظام التي يقف العالم متفرّجاً عليها؟ هل نقدّر المرأة السوريّة التي شاركت في الثورة وضحّت بالغالي والغالي: المال والأولاد والبيت، لم تبخل ولم تأسف على شيء، هل سنعرف ونستطيع في زمن الحريّة القادم؟ كيف نحتفي بالمرأة السوريّة: أمّا وأختاً وابنة وصديقة، وكيف لورود الأمل أن لا تفوح بحنان وطيب الأنوثة، كي تتجمّل الحياة ويندثر الموت في أرواح الناس!
أم أحمد تحدّثت عن الكثير من الشهداء وتحدثت عن ابن أخيها "حاتم خضر" عن عينيه الزرقاوين وعن شبابه وتبكي، تعجز كل القصائد والكلمات أن تكون بليغة، كما هي دموعها! ما الذي تركته أم أحمد ولم تجرّح قلبي به؟ فعن ماذا سيتحدّث الشاعر؟ وعن من يكتب القصائد؟
يتكاثر اسمك يا أمل
وعدد زوّار المقابر يتناقصون
يتكاثر الشهداء والأرامل
تتناقص العيون التي ترتفع إلى السماء
ويتكاثر دمعها في بلاد غريبة
فكيف لي أن أحسب الخسائر:
طفل مضروب بقذيفتين
يساوي: قدماً في الشمال ويداّ في الجنوب
وجسد ينظر بحسرة إلى أعضائه المتناثرة
فمن أيّ جزء
سيقطف "عزرائيل" وردة الروح؟
**
لا تجرحي اسمكِ المقدّس يا أمل!
لم يمرّوا مروراً عابراً عليه الشهداء
ذكرياتهم.. صور من الطفولة
تتقافز في العيون قبل إغماضة الأبد
لمّة العائلة في عشائها أخير
هذه خطوات دمهم.. أسماؤهم
تواريخ الولادات العسيرة
عناوين قلوب الأمّهات
حرقة قلوب باقات الزهور والحدائق
ابتهال طفلة صغيرة: يا الله!
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |